تلك السلعة؛ التي دمرت بيوتا كان يعتقد أهلها أن لها عمادا قويا، فأصبحت واهية كبيت العنكبوت، وأهلها نقضوا عمادها (من بعد قوة أنكاثا)، وفي الهواء؛ قامت بيوت بسبب التجارة بتلك السلعة القاتلة، فعبرت حدودنا الشمالية، وفعلت في بيوت آمنة ما تفعله حروب التدمير والإبادة، بينما دهاقنتها وتجارها وصناعها، يسمنون ارصدتهم بمال حرام، تحميهم انظمة سياسية ديكتاتورية ظالمة.. وتاه البسطاء والفقراء ومتواضعو الثقافة والمعرفة والإيمان، بين سيادة القانون ويقظته ويقظة رجاله، وبين أطماع الغزاة الذين يهربونها ويروجونها ويجمعون المال، ويقوضون استقرار البلدان والمجتمعات والعائلات الشريفة المكافحة.
السؤال العنوان أصبح اليوم يتردد بكثافة، بعد أن سقط نظام الأسد، الذي فعل كغيره من قادة الحروب الظالمة، حين استخدم سلاح المخدرات لجمع المال ودعم الحرب ومجرميها، بتخريب الدول والاوطان والبيوت الآمنة، حتى «غوار الطوشة» اصبح له لسانا وتحدث لقناة العربية، وقال بأن سوريا تخلصت من نظام سياسي فاسد، دمر البلاد بالقتل والحرق والظلم، ودمر المجتمعات بمصانع «الكبتاغون»..
وطالعتنا بعض الأخبار والفيديوهات، بمعلومات وصور عن مصانع كبتاغون وغيره من السموم، كانت تديره جهات عسكرية في جيش «الأسد» .. وتقلصت «حتى الآن» أخبارنا المحلية عن (إحباط الجيش لمحاولات التهريب وإسقاط المسيرات القادمة من الشمال، التي تحمل «مونة» للمدمنين، وسلعة للتجار المجرمين).
في الحروب؛ تظهر صلابة الجيوش، وقد تغدو هذه الصلابة قسوة في نظر المظلومين، لكنها ليست كذلك في بلدنا، ما دمنا نتمسك بمبادئنا وأخلاقنا، ونحتفظ بإيماننا بقداسة الدفاع عن وطننا، وهذا ما نتأمله من رجال مكافحة المخدرات، ومن قضاة محكمة أمن الدولة، ومن القضاء العسكري كله، الذي يديره اليوم شخص هو رجل قانون، إداري عسكري فذ، نتمنى له النجاح في ديمومة القضاء العسكري ومحكمة أمن الدولة في اجتراح المآثر الوطنية، وتحقيق العدالة المنحازة لأمن ومصالح الوطن والناس، فأداء وإنجازات محكمة أمن الدولة معروفة ومنضبطة، فوق النزاهة والانحياز للوطن وأمنه.
خطر تخريب المخدرات إلى أو عبر الأراضي الأردنية، كان مقيما على حدودنا الشمالية، والمنطق يقول بأنه سيقلص بعد أن تم التخلص من منظومة الإجرام التي كانت تديره، وتعتبره سلاحها في حربها، وإن استمر الخطر فهذا باختصار يعني أن «جيش المجرمين» أكبر من سوريا، وأكثر امتدادا وتجذرا خارجها، ورجاله متعددو جنسيات، ويمكنهم ان يخترقوا اي نظام في أي دولة، ما دام هناك فساد، ورداءة نفس ورغبة في جمع المال الحرام، دون أدنى اكتراث بمصير أوطانهم ومستقبل شبابها.. ولا أخفيكم سرا حين أعبر عن قناعتي بان هؤلاء موجودون في الأردن، ولم تطالهم يد القانون والعدالة حتى اليوم، فهم يجيدون التخفي والتفلت، والضغط على الحكومات والإدارات، ولن يحتاروا في تغيير الجبهة من الشمال ونقلها الى الغرب، فكل الخصائص والصفات والاستعدادات تصدر أصلا من الجبهة الغربية، وما زلنا نسمع ونقرأ عن أخبار إحباط محاولات تهريب المخدرات من الحدود الغربية في العام الأخير، وعلى وقع أحداث سياسية محلية أو خارجية.
للفساد والإجرام حكايات لا تنتهي، وتتغلف بالإثارة والفرادة حين تعبر حدود الدول، وتختلط مع السياسة ويكون ابطالها مجرمي حرب، وتجار دم ولحم.
عسانا نكون قد ارتحنا من حروب المخدرات التي تمطرنا منذ سنوات قادمة من الشمال.