في الحديث عن العلاقات الأردنية الفلسطينية، تصغر اللغة، إذ يضع الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني القضية الفلسطينية أولوية ويبقيها قضية مركزية، أردنيا وعربيا ودوليا، لتبقى حاضرة وبقوّة بثوابت مستندة إلى القوانين والشرعية الدولية، يرافق ذلك دعم حقيقي وعملي أردني لصمود الأشقاء الفلسطينيين، ليروا دوما الأردن سندهم في كل الظروف.
تتعدد أوجه الدعم الأردني للأهل في فلسطين، بإصرار على الثوابت، وبوسائل تبقيهم صامدين وثابتين على أرضهم، وعلى حقوقهم، مادّا يده للأهل في القدس الشريف، بحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من منطلق الوصاية الهاشمية عليها، ولدعم الضفة الغربية، وكذلك لدعم الأهل في غزة، فلم يخذل الأردن الفلسطينيين يوما، بل كان أول من يدعم وبشكل حقيقي وعملي، مستمرا بالدعم والسند دون توقف، بل بتجدد وتعدد.
بالأمس، استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني في قصر الحسينية، قيادات دينية مسيحية وإسلامية مقدسية وأردنية، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وهنأ جلالته المسيحيين في الأردن وفلسطين وجميع أنحاء العالم بالأعياد المجيدة، لتعيش عمّان العيد مع القدس المحتلة، بمزيد من الدعم والتأكيد على الوصاية الهاشمية بقيادة جلالة الملك مقدّما الدعم برسائل أردنية واضحة أن الأردن مع القدس داعما وحاميا للمقدسات الإسلامية والمسيحية، يجعل من احتفالية الأعياد المسيحية حالة وطنية أردنية لدعم صمود الفلسطينيين، ومواصلة الدور التاريخي في رعاية مقدسات القدس الشريف.
وتزيّنت الأعياد بمكرمة جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث قدم جلالته منحة على نفقته الخاصة لدعم تأسيس جامعة موقع المغطس الأرثوذكسية الدولية، ومنحة أخرى لتذهيب الزخارف التاريخية في قبة الصخرة المشرفة، فهي عمّان حين تحتفل بالأعياد مع المقدسيين، يقف جلالة الملك بمواقفه العظيمة بشكل حقيقي وعملي، مقدما ما تحتاجه المقدسات وصيّا هاشميا عليها، حاميا لها، وبتقديم ما يجعل من أعيادهم مختلفة بدعم الصمود ورعاية المقدسات وتقديم ما تحتاجه بما هو عملي.
جلالة الملك خلال لقائه أمس بالقيادات الدينية المسيحية والإسلامية، «أكد جلالته استمرار دعم الأردن لصمود الأشقاء الفلسطينيين، مشددا على مواصلة المملكة لدورها التاريخي في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس من منطلق الوصاية الهاشمية عليها»، وهو ما يحتاجه المقدسيون نتيجة لما يواجهون من صعوبات وتحديات وعقبات من إسرائيل، لا يتوقف، والأخطر من سياسات خطيرة سواء كان من اقتحامات، أو تغيير وضع المدينة وطابعها، لتأتي تأكيدات جلالة الملك رسالة مهمة تدعم المقدسات وتؤكد أن القدس والمقدسات خط أحمر لن تتمكن إسرائيل من تجاوزه.
الموقف الأردني الثابت من أن القدس الشرقية أرض محتلة، والسيادة فيها للفلسطينيين، والوصاية على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هاشمية، يتولاها جلالة الملك عبدالله الثاني، هي جوانب محسومة لا جدال بشأنها، وجلالة الملك يعيد التأكيد عليها دون توقف، وبإجراءات لا تتوقف، بتأكيد دائم على أن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية، على حدود الرابع من حزيران 1967، وأن جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية فيها، سواء في ما يتعلق بالنشاطات الاستيطانية، أو مصادرة الأراضي، أو التهجير، أو تغيير طابع المدينة، إجراءات مخالفة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقرارات الدولية ذات الصلة، وكلما سعت إسرائيل لإغفال هذه الثوابت والحقائق، يوجّه جلالة الملك رسالة بأن كل هذه الثوابت ستبقى حاضرة وأولوية.
بالأمس، جلالة الملك وبمكرمة جلالته في تقديم منحة على نفقته الخاصة لدعم تأسيس جامعة موقع المغطس الأرثوذكسية الدولية، ومنحة أخرى لتذهيب الزخارف التاريخية في قبة الصخرة المشرفة، رسالة غاية في الأهمية، بأن الأردن لن يخذل القدس، رسالة بمواصلة رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس من منطلق الوصاية الهاشمية عليها، وعلى إسرائيل إدراك هذه الحقيقة التي تظهر بوضوح كبير تغيب عنه الضبابية بشكل نهائي.