أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
لطلبة التوجيهي .. موضوعات غير مطلوبة في مبحث (الانجليزي) دعم أوروبي وأممي لمسار سياسي "جامع" بسوريا تقدم النيابية “تبحث الية عملها للمرحلة المقبلة مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى نتنياهو يمثل للمرة الرابعة أمام القضاء بتهم الفساد حسان يستقبل رئيس النواب العراقي والوفد البرلماني المرافق نتنياهو: إسرائيل باقية في جبل الشيخ بسوريا حتى ترتيب مختلف سموتريتش يجدد معارضته لصفقة تبادل ويؤكد: نتنياهو يعرف خطوطنا الحمر موسكو تعتقل مواطنا أوزبكيا في اغتيال الجنرال إيغور كيريلوف وزير العدل والسفير الأسترالي يبحثان تعزيز التعاون المشترك حركة نشطة على معبر جابر بعد استئناف دخول الشاحنات "الطيران المدني" : عودة الطيران إلى دمشق قريبا ومرتبطة بالجاهزية %12 نسبة إنجاز مشروع إعادة إنشاء طريق محي-الأبيض في الكرك خدمة الترخيص المتنقل للمركبات في بلدية شرحبيل غدا الملك يلتقي بوجهاء وممثلين عن أبناء عمان الصفدي ونظيره الروسي يبحثان هاتفيا تطورات الأوضاع في سوريا إصابة مستوطن إسرائيلي في عملية إطلاق نار شرقي نابلس شهداء وجرحى بقصف الاحتلال لمناطق بقطاع غزة واندلاع النيران بالعناية المركزة بـ"كمال عدوان" 1656 حادثا سيبرانيا بالأردن خلال الربع الثالث من 2024 توقيع اتفاقيات تزويد وتوصيل الغاز الطبيعي لمصانع بالهاشمية
هذا القرار لم يرض أحدا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة هذا القرار لم يرض أحدا

هذا القرار لم يرض أحدا

18-12-2024 10:41 AM

لا يؤخذ أي قرار في الأردن، إلا ويعترض عليه كثيرون، مثلما قد يقبله كثيرون، وتتسبب القرارات دوما بحدوث اختلاف في ردود الفعل، لان كل طرف يقيس مصلحته أولا.

تأخذ الحكومة بالتوافق مع أصحاب العمل وممثلي العمال في الاردن قراراً برفع الحد الادنى من الأجور من 260 دينارا الى 290 دينارا، اعتبارا من مطلع العام الجديد، والقرار المنتظر قوبل بترحاب جزئي، لكنه جوبه ايضا بموجات اعتراضات شديدة وأكبر، لاعتبارات مختلفة، وهي اعتراضات كانت متوقعة، في ظل ظرف اقتصادي صعب، وفي ظل تطاحن اطراف العمل في الاردن، وفي سياق عدم كفاية هكذا رواتب حتى مع الزيادة لتأمين متطلبات الحياة.

الذين يعملون في وظائف مختلف اعتبروا الزيادة غير كافية بسبب الغلاء، والظروف المعيشية الصعبة، والتوقعات بحدوث ارتفاع اضافي في حال تغيرت أسعار الكهرباء العام المقبل، مثلا، وما يرتبط ببقية الكلف الحياتية من تعليم وعلاج، وبرغم ان الزيادة جاءت بتوافق بين عدة اطراف الا ان الموظفين تحديدا يريدون زيادة أكثر من ثلاثين دينارا، كون المبلغ غير كاف، وجاء بعد سنوات من المطالبة والانتظار، في ظل ضغوطات الحياة في الاردن بشكل عام.
اصحاب العمل ايضا لم يعجبهم مبلغ الثلاثين دينارا، بعيدا عن توافقات الحكومة مع اصحاب العمل، لأن حسبتهم مختلفة أيضا، وترتبط بعدد موظفيهم وقيمة الزيادة الاجمالية المطلوبة الآن لكل الموظفين، وهؤلاء يقولون ان توفير الزيادة بحاجة الى انتعاش اقتصادي، وأرباح، في ظل تراجع اقتصادي، ويلمّح البعض الى ان هذا القرار على الرغم من حقوق الناس في الزيادة، سيؤدي الى التخفيف من أعداد العاملين في المؤسسات للاستفادة من المخصصات المالية للموظف المقال، في تأمين بقية كلفة الزيادة لبقية العاملين، هذا في الوقت الذي يقول فيه كثيرون إن القطاع الخاص قد يوقع موظفيه على الرواتب الجديدة وسيدفع أقل، دون ان يعترض الموظفون لحاجتهم الى المال بأي طريقة، مع زيادة حصة الاقتطاع لصالح الضمان الاجتماعي، لإثبات التزام القطاع الخاص، بالزيادة الجديدة المقررة.
الحكومة الحالية دخلت بقوة على ملفات اقتصادية، وتحاول ان تحل كثيرا من المشاكل العالقة، واقتربت من ملف الأجور والحد الأدنى برغم ما فيه من حساسيات وتعقيدات، لكن هكذا قرار لم يرض أحدا بشكل نهائي، لأن الموظف يريد أكثر، وصاحب العمل يقول أن لا مال عنده.
الحل الأفضل في الأردن تجنب الحلول الجزئية، برغم أهميتها مؤقتا، لأن اصل المشكلة يكمن في وضع القطاع الخاص، الذي يعاني من كلف إدامة مؤسساته، وما يرتبط بالضرائب وكلف الطاقة، والتشغيل، ومدخلات الإنتاج، أو تقديم الخدمات في ظل شكوى ليست سهلة من جانب القطاع الخاص، بكون السياسات الاقتصادية المتراكمة في الاردن تحصد أرباح كل القطاع الخاص لصالح الخزينة، وكأن القطاع الخاص يعمل موظفا لدى الخزينة، مهمته العمل ودفع الرواتب، والضرائب الحكومية، دون ان يتنبه أحد إلى حالة الكساد، وتراجع النشاط ذاته.
المطلوب هنا التلفت للقطاع الخاص، لأنه الوحيد المؤهل لتوفير الوظائف، وتجديد الفرص، في ظل ما يعيشه القطاع العام من اشكالات تبدأ بكلف الرواتب السنوية، والترهل، وتراجع الإنتاجية، حيث صحونا اليوم أمام جهاز حكومي مثقل وعجوز، بسبب طرق التعيين، والواساطات، في ظل أداء متراجع، حيث يشكو أغلب الأردنيين من الخدمات الحكومية، ومن طريقة تعامل الموظفين مع الناس، وحالة البيروقراطية السائدة في بلد أنتج أهم كفاءات الرقمنة وقام بتصديرها إلى دول الجوار، وجلس ليتفاخر من بعيد بموارده البشرية المهاجرة.
زيادة لم ترض أحدا، وهذا أمر متوقع، لكن الخطوة بحد ذاتها جيدة، كونها تأتي في ظل احتياجات الناس، وأن تأتي متأخرة خير من أن لا تأتي أبدا، فيما يبقى الحل المتاح تنشيط القطاع الخاص، وإعادة مراجعة الحد الأدنى للأجور في توقيت لاحق، مع ما نراه من ضغوطات الحياة على الأردنيين، وعدم كفاية كل رواتبهم أصلا، فما بالنا بالزيادة المستجدة، والمؤكد أن الكل يدركون أن كلف الحياة الشهرية أضعاف الحد الأدنى، والأدلة كثيرة.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع