يبدو أن غرور اليمين المتطرف في إسرائيل وحكومة بنيامين نتنياهو يقودها الضغط أكثر فأكثر على الأردن، وعبر عدة بوابات برزت آخرها البوابة السورية الجنوبية، فالوقائع والواقع على الأرض يتمثل بتوغل قوات الاحتلال في الأراضي السورية، وتحديدا في ريف درعا الغربي على مقربة من الحدود الاردنية السورية، والسيطرة على منابع ومجاري نهر اليرموك على الحدود الفاصلة بين دولتي سوريا في الشمال، والأردن في الجنوب، ويشكل بالقرب من نقطة تقاطعه مع نهر الأردن الحدود بين الأردن وفلسطين، وهو يشكل حداً طبيعياً بين سهول حوران وباشان، وبين مرتفعات الجولان في الشمال، وبين جبال جلعاد في الجنوب.
التوغل الإسرائيلي هذا يضع مجموعة من التحديات أمام الأردن كما هو الحال بالنسبة للأمن الحدودي، كما و قد يتسبب التصعيد العسكري في جنوب سوريا في نزوح السكان المحليين نحو المناطق الحدودية مع الأردن، مما يشكل ضغطًا على الموارد الأردنية ويزيد من التحديات الإنسانية، اضف الى ذلك التوازن الإقليمي الذي يؤثر هذا في تعقيد العلاقات بين الدول المجاورة وأما التخوف الاكبر فإنه يتمثل بمزيد من الضغط الإسرائيلي بالسيطرة على المصادر المائية الرئيسية للأردن، والذي يعاني من شح الموارد المائية.
بعد حرب أكتوبر 1973، وُقعت اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ورسمت الاتفاقية خطًا جديدًا لوقف إطلاق النار، المعروف بـ»خط فك الاشتباك»، تحت إشراف قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF) وتم انشاء المنطقة العازلة كمنطقة منزوعة السلاح تحت إشراف قوات الأمم المتحدة، ولا يُسمح لأي من الجانبين بدخولها، إلا أن السلوك الإسرائيلي التغولي في الجنوب الغربي السوري، يبدو أنه يفرض واقعا جديدا ليس على سوريا وحدها بل وعلى الأردن أيضا.
الخيارات الأردنية في هذا السياق تتنوع بين الدبلوماسية، التنسيق الأمني، والعمل على الأرض، وقد تشمل ما يلي:-
- تعزيز الدبلوماسية الإقليمية والدولية بالتواصل مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن، للمطالبة بموقف موحد لحماية السيادة السورية ومنع التصعيد، وممارسة الضغط على إسرائيل للحد من هذا السلوك التوغلي.
- التعاون الأمني في تعزيز الحدود و تكثيف الإجراءات الأمنية على الحدود مع سوريا لضمان عدم امتداد التوترات إلى الجانب الأردني.
- الذهاب إلى الخيارات العسكرية الوقائية بنشر قوات إضافية على الحدود وإرسال رسالة واضحة لإسرائيل بأن الأردن لن يتهاون مع أي تهديد لأمنه.
- استراتيجية إعلامية: تركز على التوعية الدولية بخطورة التحركات الإسرائيلية، خاصةً فيما يتعلق بانتهاك القانون الدولي، وتكرار سيناريوهات 2011 التي انتجت مجتمعات طارئة ولاجئة تمثل العبء الأكبر على مختلف الدول.