في زحمة الأحداث الجارية وما يعصف بقطاع غزة من مآسٍ وكوارث، نجد أنفسنا أمام معادلة شديدة الحساسية بين الحفاظ على المبادئ والثوابت، وبين الحفاظ على أرواح الأبرياء ومستقبلهم. قد يكون من السهل الحديث عن الكرامة والمقاومة والتضحية، لكن علينا أن نتذكر أن الدماء التي تُسفك اليوم لا يمكن استرجاعها، وأن الأجيال القادمة قد تجد نفسها أمام واقع أشد قسوة إذا ما استمر نزيف الدماء بلا أفق واضح.
قال الحكيم الصيني كونفوشيوس: "الحكمة الحقيقية هي إدراك ما هو مهم والتصرف بناءً على ذلك." وإننا اليوم في لحظة فارقة، حيث يجب أن يكون القرار مبنياً على مصلحة الشعب ومستقبله، لا على اعتبارات لا تؤدي إلا إلى المزيد من الخراب. يجب أن نتوقف لنسأل: أيهما أولى، حماية الأرواح البريئة أم التمسك بمواقف يمكن تعديلها في ظل ظروف أفضل؟
المال، مهما كان حجمه، يمكن تعويضه بطباعة أوراق جديدة أو بالحصول على دعم من هنا وهناك. كما قال الزعيم نيلسون مانديلا: "المال لا يُحيي الأرواح، لكنه قد يساعد في بناء الحياة من جديد." أما الدماء التي تُزهق، فلا تعوضها مليارات العالم، ولا يمكن لأي شعب أن يبني مستقبله فوق ركام مكون من أشلاء أبنائه.
شعب غزة اليوم يدفع ثمناً باهظاً من دمائه، وأطفاله، ومستقبله، بينما العالم يتفرج، والعواصم الكبرى لا تحرك ساكناً سوى ببعض التصريحات المكررة. ومع ذلك، علينا أن نتذكر كلمات الأديب اللبناني جبران خليل جبران: "الحرية التي لا تحمي الحياة ليست حرية، بل عبء يثقل كاهل الأحياء." فما نفع النضال إذا كان الثمن إبادة شعب بأكمله؟
وكما قال الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي:
"إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ ** فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ"
لكن الشرف المروم هنا ليس في التمسك بالمواقف على حساب الأرواح، بل في شجاعة اتخاذ القرار الذي يوقف النزيف وينقذ ما يمكن إنقاذه، فالحكمة تكمن في اختيار المعركة التي يمكن الانتصار فيها دون سحق الإنسان.
الرسالة واضحة: إذا كان هناك أي فرصة للحفاظ على ما تبقى من شعب غزة، فإنها تستحق أن تُغتنم دون تردد. القبول بالتنازلات، مهما بدت مؤلمة، ليس ضعفاً أو استسلاماً، بل قد يكون أسمى صور الشجاعة. كما قال ونستون تشرشل: "المرونة ليست خيانة للمبادئ، بل وسيلة ذكية لحمايتها." شجاعة القائد الذي يضع سلامة شعبه فوق كل اعتبار، ويفكر في مستقبل الأطفال الذين يرون الموت بأعينهم كل يوم، وفي الأمهات اللواتي يتحسرن على أبنائهن، وفي الآباء الذين لا يستطيعون حماية عائلاتهم.
التاريخ مليء بالأمثلة التي تبيّن أن الشعوب التي اختارت الحياة والبناء بعد المعاناة هي التي استطاعت أن تنهض مجدداً وتفرض حقوقها بوسائل أخرى. أما الإصرار على مواصلة الطريق ذاته، رغم وضوح نتائجه الكارثية، فقد يؤدي إلى فقدان كل شيء: الأرض، الشعب، وحتى القيم التي يتم الدفاع عنها. وكما قال الشاعر الفلسطيني محمود درويش: "ليس لنا سوى السلاح الأخير: الحلم بالحياة."
إلى قيادة حماس وكل من له قرار في غزة، نقول: المسؤولية الآن ليست فقط تجاه الحاضر، بل تجاه الأجيال القادمة. كل يوم يمر دون قرار شجاع يعني المزيد من الدماء، والمزيد من المآسي، والمزيد من التشريد. التنازل اليوم قد يكون خطوة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وخطوة نحو إعادة البناء بمسار جديد، يحفظ الكرامة، ولكن دون أن يُفقدنا أغلى ما نملك: الإنسان.
ختاماً، قد تغفر الشعوب لقادتها أخطاء التقدير في السياسة، لكنها لا تغفر لهم تركها تنزف حتى آخر قطرة دون محاولة إنقاذها. كما قال المهاتما غاندي: "السلام طريق شاق، لكنه الوحيد الذي يحفظ الإنسان ويمنحه فرصة للبقاء." فلنكن صادقين مع أنفسنا: ما الجدوى من المبادئ إذا لم يبقَ هناك شعب للدفاع عنها؟
أنت قلت:
خسارة المال تعوّض، أما خسارة الدماء فلا تُعوّض
في زحمة الأحداث الجارية وما يعصف بقطاع غزة من مآسٍ وكوارث، نجد أنفسنا أمام معادلة شديدة الحساسية بين الحفاظ على المبادئ والثوابت، وبين الحفاظ على أرواح الأبرياء ومستقبلهم. قد يكون من السهل الحديث عن الكرامة والمقاومة والتضحية، لكن علينا أن نتذكر أن الدماء التي تُسفك اليوم لا يمكن استرجاعها، وأن الأجيال القادمة قد تجد نفسها أمام واقع أشد قسوة إذا ما استمر نزيف الدماء بلا أفق واضح.
قال الحكيم الصيني كونفوشيوس: "الحكمة الحقيقية هي إدراك ما هو مهم والتصرف بناءً على ذلك." وإننا اليوم في لحظة فارقة، حيث يجب أن يكون القرار مبنياً على مصلحة الشعب ومستقبله، لا على اعتبارات لا تؤدي إلا إلى المزيد من الخراب. يجب أن نتوقف لنسأل: أيهما أولى، حماية الأرواح البريئة أم التمسك بمواقف يمكن تعديلها في ظل ظروف أفضل؟
المال، مهما كان حجمه، يمكن تعويضه بطباعة أوراق جديدة أو بالحصول على دعم من هنا وهناك. كما قال الزعيم نيلسون مانديلا: "المال لا يُحيي الأرواح، لكنه قد يساعد في بناء الحياة من جديد." أما الدماء التي تُزهق، فلا تعوضها مليارات العالم، ولا يمكن لأي شعب أن يبني مستقبله فوق ركام مكون من أشلاء أبنائه.
شعب غزة اليوم يدفع ثمناً باهظاً من دمائه، وأطفاله، ومستقبله، بينما العالم يتفرج، والعواصم الكبرى لا تحرك ساكناً سوى ببعض التصريحات المكررة. ومع ذلك، علينا أن نتذكر كلمات الأديب اللبناني جبران خليل جبران: "الحرية التي لا تحمي الحياة ليست حرية، بل عبء يثقل كاهل الأحياء." فما نفع النضال إذا كان الثمن إبادة شعب بأكمله؟
وكما قال الشاعر العربي إيليا أبو ماضي:
"أيها الشاكي وما بكَ داءُ ** كن جميلاً ترى الوجودَ جميلا"
لكن الجمال الحقيقي يبدأ بالحياة. الأوطان تُبنى بأبنائها الأحياء، وليس بذكرياتهم أو دمائهم. وإن التشبث بأمل البناء والحفاظ على الأرواح هو أولى أولويات من يتصدرون القيادة.
الرسالة واضحة: إذا كان هناك أي فرصة للحفاظ على ما تبقى من شعب غزة، فإنها تستحق أن تُغتنم دون تردد. القبول بالتنازلات، مهما بدت مؤلمة، ليس ضعفاً أو استسلاماً، بل قد يكون أسمى صور الشجاعة. كما قال ونستون تشرشل: "المرونة ليست خيانة للمبادئ، بل وسيلة ذكية لحمايتها." شجاعة القائد الذي يضع سلامة شعبه فوق كل اعتبار، ويفكر في مستقبل الأطفال الذين يرون الموت بأعينهم كل يوم، وفي الأمهات اللواتي يتحسرن على أبنائهن، وفي الآباء الذين لا يستطيعون حماية عائلاتهم.
التاريخ مليء بالأمثلة التي تبيّن أن الشعوب التي اختارت الحياة والبناء بعد المعاناة هي التي استطاعت أن تنهض مجدداً وتفرض حقوقها بوسائل أخرى. أما الإصرار على مواصلة الطريق ذاته، رغم وضوح نتائجه الكارثية، فقد يؤدي إلى فقدان كل شيء: الأرض، الشعب، وحتى القيم التي يتم الدفاع عنها. وكما قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي:
"إذا الشعبُ يوماً أراد الحياةَ ** فلا بدَّ أن يستجيبَ القدر"
ولكن إرادة الحياة تبدأ بوقف الموت، بإنقاذ ما تبقى، وبفتح نافذة أمل للأجيال القادمة.
إلى قيادة حماس وكل من له قرار في غزة، نقول: المسؤولية الآن ليست فقط تجاه الحاضر، بل تجاه الأجيال القادمة. كل يوم يمر دون قرار شجاع يعني المزيد من الدماء، والمزيد من المآسي، والمزيد من التشريد. التنازل اليوم قد يكون خطوة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وخطوة نحو إعادة البناء بمسار جديد، يحفظ الكرامة، ولكن دون أن يُفقدنا أغلى ما نملك: الإنسان.
قد تغفر الشعوب لقادتها أخطاء التقدير في السياسة، لكنها لا تغفر لهم تركها تنزف حتى آخر قطرة دون محاولة إنقاذها. كما قال المهاتما غاندي: "السلام طريق شاق، لكنه الوحيد الذي يحفظ الإنسان ويمنحه فرصة للبقاء." فلنكن صادقين مع أنفسنا: ما الجدوى من المبادئ إذا لم يبقَ هناك شعب للدفاع عنها؟