أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
نتنياهو يمثل أمام المحكمة بشأن تهم فساد للمرة الخامسة خلال شهر حسان: الحكومة منفتحة على النَّقد البنَّاء صحيفة أميركية تكشف تفاصيل عملية (البيجرات) ضد حزب لله منظمة حقوقية: 7 بؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية خلال 6 شهور مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بلدية غزة: نعمل بـ 15% فقط من إجمالي القدرات البشرية العمل: قاعدة بيانات شاملة لسوق العمل في 2025 مغادرة رئبيس الوزراء تتسب بمشادة كلامية بين الصفدي والعرموطي حملة لإزالة الاعتداءات على قناة الملك عبدالله ميقاتي : أمامنا مهمات كثيرة أبرزها انسحاب الاحتلال من أراض توغل فيها عضو بالكابينت الإسرائيلي: ستكون هناك أغلبية لصالح صفقة تبادل أوكرانيا: إسقاط 47 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا أردني يفوز بجائزة نوابغ العرب للعلوم الطبيعية الناقل الوطني يوفر 300 مليون متر مكعب من المياه سنويا الصفدي يجري مباحثات موسعة مع أحمد الشرع في دمشق العرموطي : هل قرار الحكومة برفع الضريبة على المركبات الكهربائية جاء بدافع سياسي أم اقتصادي! تقديرات إسرائيلية: إيران تجند الجواسيس ومواطنونا مستعدون للخيانة مقابل المال منظمة: 12 شاحنة وزعت الغذاء والماء بشمال غزة خلال شهرين ونصف حادث تصادم بين 4 مركبات على طريق اربد عمان شمول السيارات الكهربائية المخزنة بسلطة العقبة بقرار تخفيض الضريبة
التحولات الكبرى ، وطريق اللاعودة ... !! د. رعد مبيضين .
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة التحولات الكبرى ، وطريق اللاعودة .. !!

التحولات الكبرى ، وطريق اللاعودة .. !!

23-12-2024 07:56 AM

في ظل هذه الأزمة المركبة، يبدو أن النظام الإيراني أمام تحدٍ استراتيجي عميق يتجاوز مجرد الحفاظ على مكتسباته الداخلية والخارجية ، إذ أن التحولات التي يشهدها الإقليم، بما فيها الصراعات المتنامية بين القوى الكبرى وإعادة تشكيل التحالفات، باتت تفرض على طهران إعادة النظر في الأسس التي بنيت عليها استراتيجيتها منذ عام 1979 ، لجملة من الأسباب الطارئة ، جعلتها بين عدة خيارات وهي على النحو التالي :
أولاً، على المستوى الإقليمي، يتسارع تآكل النفوذ الإيراني في ساحات رئيسية مثل العراق، سوريا، ولبنان ، فالتغييرات في موازين القوى الإقليمية، بما في ذلك عودة بعض الدول العربية إلى ساحات النفوذ التقليدي، أصبحت تمثل تحدياً وجودياً لطهران التي كانت تعتمد على هذه المناطق كعمق استراتيجي وسياسي ، ما يعني أن إيران أمام خيار إعادة النظر بإستمراريتها بعيدا عن معطياتها السابقة ، والتي كانت تقتضي التوسع في المنطقة.
ثانياً، الضغوط الدولية المتزايدة، سواء من واشنطن وحلفائها أو من القوى الناشئة في آسيا، تدفع النظام الإيراني إلى حافة خيارات صعبة ، فمن جهة، تزداد العزلة الاقتصادية والسياسية بسبب العقوبات والضغوط الدبلوماسية، ومن جهة أخرى، تصاعدت الدعوات الدولية لإعادة التفاوض على البرنامج النووي الإيراني ودور طهران في زعزعة الاستقرار الإقليمي ، وهذا يشي بأن استمرارية النظام مرهونة بإعادة النظر في البرنامج النووي كاملاً .
الخيار الثالث: إصلاح الداخل لمواجهة الخارج ، وأمام هذه الخيارات المعقدة، يبدو أن أحد السيناريوهات الممكنة هو أن يعمد النظام الإيراني إلى تعزيز استقراره الداخلي عبر إصلاحات حقيقية على المستويين السياسي والاقتصادي ، ويمكن أن تشمل هذه الإصلاحات :
1. تحقيق مصالحة وطنية: من خلال فتح قنوات حوار مع المعارضة الداخلية وتخفيف القبضة الأمنية، ما قد يساعد في تهدئة الاحتجاجات المتصاعدة وتحقيق تماسك اجتماعي أكثر استقراراً.
2. إصلاح اقتصادي جذري: يهدف إلى معالجة الاختلالات الكبيرة في بنية الاقتصاد الإيراني، بدءاً من مكافحة الفساد إلى تعزيز الاستثمارات المحلية وتقليل الاعتماد على العوائد النفطية المتذبذبة.
3. إعادة تعريف السياسة الخارجية: عبر التركيز على تحسين العلاقات مع الجيران الإقليميين والانفتاح على مبادرات الوساطة الدولية، ما قد يساعد في تخفيف الضغوط الخارجية والحفاظ على مساحة مناورة أوسع .
إلا أنه ورغم ذلك، قد يجد النظام نفسه مضطراً للتعامل مع أسوأ السيناريوهات في حال فشل الإصلاح أو تصاعد الضغوط الخارجية والداخلية إلى مستويات غير مسبوقة ، وفي هذه الحالة، ستتجه إيران نحو خيارات حادة ، مثل :
حرب شاملة: قد تندفع طهران نحو تصعيد عسكري كبير في محاولة لحماية نفوذها الخارجي أو استعادة هيبتها الإقليمية ، ولكن هذا الخيار يحمل مخاطر كارثية على الداخل الإيراني من حيث الخسائر البشرية والاقتصادية ، بالتالي قد تكون التنازلات القسرية اخف وطأة ، ويمكن أن تُجبر إيران على تقديم تنازلات دبلوماسية كبيرة، لكن لذلك ثمن حيث أن هذه الخطوة تضعف النظام أمام قاعدته الشعبية وتؤثر على شرعيته داخلياً وخارجياً ، و
في ظل كل هذه التحديات، يبقى مستقبل إيران معلقاً على قدرة النظام على التكيف مع التحولات الكبرى داخلياً وخارجياً ، وهل يمكن للنظام أن يعيد بناء شرعيته على أسس جديدة تتجاوز شعارات الثورة الإسلامية ؟!! وهل يستطيع إيجاد توازن مستدام بين مصالح الداخل وضرورات السياسة الخارجية؟!! وفي تقديرنا أن الإجابة عن هذه الأسئلة ستحدد ليس فقط مصير إيران، بل أيضاً مستقبل منطقة الشرق الأوسط بأسرها ، فطهران ليست مجرد لاعب إقليمي، بل هي محور مؤثر في توازنات القوى الدولية، وأي تحول في سياساتها أو بنيتها الداخلية ستكون له انعكاسات كبرى تتجاوز حدودها الجغرافية ، ولا شك أن النظام الإيراني يقف اليوم على مفترق طرق تاريخي ، وبينما تبدو الخيارات المتاحة محدودة، فإن اللحظة الراهنة قد تكون فرصة للنظام لإعادة صياغة دوره داخلياً وخارجياً على أسس أكثر واقعية واستدامة ، فهل يختار النظام طريق الإصلاح والتغيير ليولد من جديد، أم أنه سيظل متمسكاً بمسار المواجهة والتصعيد حتى النهاية؟!! الأيام القادمة وحدها ستكشف الإجابة عن هذا السؤال المصيري ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع