زاد الاردن الاخباري -
يواجه زوج اليورو/الدولار الأمريكي أسبوعًا حاسمًا مع استعداد المتداولين لقرار السياسة النقدية المرتقب من جانب الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء. تتركز الأنظار على ما إذا كان الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مما سيؤدي إلى تراجع المعدل القياسي من 4.75% حاليًا إلى 4.5%. هذا القرار، إلى جانب البيانات الاقتصادية الضعيفة الصادرة من منطقة اليورو، يُمهد الطريق لتقلبات كبيرة في الزوج.
اجتماع الفيدرالي: السيناريوهات المحتملة لزوج اليورو/الدولار
سيكون لقرار الاحتياطي الفيدرالي ونبرة تصريحاته تأثير عميق على زوج اليورو/الدولار الأمريكي، مع وجود ثلاثة سيناريوهات محتملة:
عدم خفض أسعار الفائدة ورسالة متشددة (Hawkish): إذا قرر الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير وقدم رسالة متشددة، فمن المرجح أن يشهد الدولار الأمريكي قوة كبيرة، مما يؤدي إلى تراجع حاد في زوج اليورو/الدولار. هذا السيناريو سيؤكد التزام الفيدرالي بمكافحة التضخم، مما يعزز من قوة مؤشر الدولار ويمارس ضغوطًا هبوطية على اليورو.
خفض أسعار الفائدة مع رسالة متشددة: السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن يقوم الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع تقديم رسالة حذرة أو متشددة. في هذه الحالة، قد يشهد زوج اليورو/الدولار بعض التعافي، ولكن ستكون المكاسب محدودة لأن الرسالة الحذرة ستعزز من قوة الدولار.
خفض أسعار الفائدة مع رسالة متساهلة (Dovish): السيناريو الأقل احتمالًا يتمثل في أن يقوم الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة ويقدم رسالة متساهلة. في هذه الحالة، من المتوقع أن يشهد اليورو قوة كبيرة، حيث سيضعف مؤشر الدولار، مما يوفر بيئة إيجابية لارتفاع اليورو مقابل الدولار. مع ذلك، يبدو هذا السيناريو غير مرجح بالنظر إلى بيانات التضخم المرتفعة الحالية.
بيانات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة تضيف المزيد من الضغوط
قبل اجتماع الفيدرالي، يقوم المتداولون أيضًا باستيعاب أحدث بيانات مؤشر مديري المشتريات (PMI) لقطاعي التصنيع والخدمات في منطقة اليورو، والتي صدرت في وقت سابق اليوم. تقدم هذه الأرقام صورة مقلقة عن اقتصاد منطقة اليورو، حيث أن معظم المؤشرات جاءت أقل من مستوى الـ 50، الذي يشير إلى الانكماش. بالتفصيل:
مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الفرنسي: 41.9 (السابق: 43.2)
مؤشر مديري المشتريات للخدمات الفرنسي: 48.2 (السابق: 46.9)
مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الألماني: 42.5 (السابق: 43.1)
مؤشر مديري المشتريات للخدمات الألماني: 51.0 (السابق: 49.5)
تشير هذه البيانات إلى استمرار المعاناة في القطاع التصنيعي، خاصة في فرنسا وألمانيا، حيث تراجع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الفرنسي إلى 41.9، مما يدل على ضعف حاد في النشاط الصناعي. في ألمانيا، المحرك الاقتصادي لمنطقة اليورو، ظل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي عند مستوى 42.5، ما يعكس استمرار الانكماش.
وعلى الرغم من أن مؤشر مديري المشتريات للخدمات الألماني تمكن من الوصول إلى منطقة التوسع عند 51.0، إلا أن الصورة العامة لا تزال تدعو للقلق. في الوقت نفسه، يظهر قطاع الخدمات الفرنسي بعض التحسن مع تسجيل 48.2، لكنه لا يزال في منطقة الانكماش، مما يعكس ضعفًا في زخم النمو الاقتصادي.
قيود سياسة البنك المركزي الأوروبي (ECB)
تعزز بيانات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة الرواية القائلة بأن البنك المركزي الأوروبي يواجه تحديات كبيرة. مع تباطؤ النشاط الاقتصادي في القطاعات الرئيسية، يتعرض البنك المركزي لضغوط متزايدة لاتخاذ المزيد من الإجراءات لدعم النمو. ومع ذلك، فإن مستويات التضخم المرتفعة تحد من قدرة البنك المركزي على اتخاذ قرارات أكثر تيسيرًا، حيث إن تخفيف السياسة بشكل مفرط قد يؤدي إلى تجدد الضغوط التضخمية.
يخلق هذا التباين في المرونة السياسية بين الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي مزيدًا من الرياح المعاكسة لزوج اليورو/الدولار. بينما يتحرك الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة، تبقى خيارات البنك المركزي الأوروبي محدودة، مما يضع اليورو في موقف ضعيف ويجعله عرضة لمزيد من التراجع.
الخلاصة: أسبوع حاسم لزوج اليورو/الدولار
مع اقتراب اجتماع الفيدرالي يوم الأربعاء، يبقى زوج اليورو/الدولار الأمريكي خاضعًا لتأثير عاملين رئيسيين: قرار الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة والبيانات الاقتصادية الضعيفة من منطقة اليورو. ستحدد قرارات الفيدرالي ونبرة تصريحاته الاتجاه على المدى القريب للزوج، حيث يواجه اليورو ضغوطًا متزايدة نتيجة للقراءات الاقتصادية السلبية والقيود التي تواجه سياسة البنك المركزي الأوروبي.
قد يؤدي موقف متشدد من الفيدرالي إلى تراجع حاد في زوج اليورو/الدولار، بينما قد توفر أي إشارات متساهلة، وإن كانت غير مرجحة، بعض الدعم. ينبغي على المتداولين الاستعداد لتقلبات قوية بينما تتكشف هذه الأحداث