!!! إدارة مستشفيات / أمن المستشفيات بحاجة إلى أمان!!!
لا يبدو أن أحدا من مديري المستشفيات يعي بدقة دور وأهمية فئة لا يحس بها احد إلا عند ظهور خطب ما !!! تلك هي فئة موظفي" امن المستشفيات " فهذه الفئة التي تعمل على التصدي لأية مشكلة أمنية بالتعاون مع الجهات الأمنية الحكومية الأخرى لا تجد من يوفر لها الحماية "الوظيفية والقانونية" الكافية ونقصد بذلك عدة أمور نوجزها فيما يلي :
تعتبر رواتب هذه الفئة من أدنى مستوى للرواتب في المستشفيات ربما يقل عنها رواتب عمال النظافة علما بان بعض عمال النظافة تزيد رواتبهم عن رواتب موظفي الأمن !!!
مطلوب بحكم متطلبات الوظيفة أن يعمل موظفوا الأمن في كل الظروف الجوية خارج أبنية المستشفى في أجواء الحر والقر !!!
رغم أن مهمتهم أمنية إلا أنهم لا يحملون سلاحا حتى للدفاع عن أنفسهم ومطلوب منهم حماية أملاك المستشفى والمراجعين والمرضى بوسائل سلمية قد لا تجدي في كثير من الأحيان مما يضطرهم للاستعانة بأجهزة الأمن الرسمية!!!
تتسم طبيعة العمل في المستشفيات بالحساسية والتوتر وتتطلب لمسة إنسانية قد تفوتهم في جو مشحون بالتوتر في نقاط التماس بين المريض وذويه والمهن الطبية الأخرى وخصوصا في أقسام الإسعاف والطوارئ!!
في حالة تصادم أيا من موظفي امن المستشفيات مع الجمهور فان اللوم في معظمه يقع عليهم في حالة التسبب بأي ضرر لمراجع ما وفي المقابل لا تعطى طبيعة عملهم أية قيمة "ترجيحيه" أمام القضاء على اعتبار أنهم مكلفون بمهمة حماية لممتلكات واناس آخرين داخل المستشفى !!! وهم يعاملون وكأنهم منغمسين في "طوشة" عادية بمعنى انه لا توجد حماية قانونية لهم !!
نادرا ما تلتزم المستشفيات بعلاجهم مجانا في حالة حصول أذى بدني لهم ناهيك عن الأذى المعنوي الذي يلحق بهم !!!
لم نسمع ولم نشاهد أية جهود لتدريبهم على كيفية التعامل مع المراجعين المتوترين والمستفزين "بفتح الفاء وأيضا بكسرها على السواء!!!
غياب الصفة القانونية لحمايتهم في عملهم وبيان مالهم وما عليهم من حقوق قانونية أمام القضاء !! فإدارات المستشفيات تتركهم في كثير من الأحيان دون دعم مادي أو معنوي أو قانوني بحاجة له لدى قيامهم بواجباتهم بتوفير بيئة آمنة لعمل الكوادر الطبية كونهم نقطة الاحتكاك الأولى مع الجمهور عندما تحصل مشكلة !!!
هذه المهنة ليست جديدة في مستشفياتنا العامة والخاصة فأين دور "مديرية إدارة المستشفيات " في وزارة الصحة في وضع نظام قانوني لهذه المهنة !! كان الأجدر بهذه الإدارة أن تنظم عمل هذه الفئة ومهن طبية أخرى بدلا من عقد مؤتمرات في إدارة المستشفيات يحاضر فيها أناس من بلاد كل ما لديها هو مستشفيات من القرن التاسع عشر !! والله عيب !!! كفانا مؤتمرات لا تفيد إلا أصحاب الفنادق وكأننا ننام على بحيرة من البترول !! شعبنا ليس عقيم حتى يبقى يتلقى التعليم من الآخرين وياريت من دول متقدمة !!!! يبدو أننا نصر على أننا متأخرين !!! والبقية في حياتكم !!!
نعتقد أن هذه الفئة بحاجة إلى مزيد من الدعم من قبل إدارات المستشفيات على مختلف الصعد المادية والمعنوية والإدارية وتدريبهم على كيفية التعامل مع جمهور غاضب متوتر فاقدا لتوازنه نتيجة مصاب ما وان يتمتعوا بحماية قانونية واضحة حتى يستطيعوا القيام بواجباتهم !!!
دكتور خضر الصيفي
اختصاصي إدارة مستشفيات
Khader.saifi@yahoo.com