أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
“رغبة توسعية” .. ترامب يطلق أمنيات “مثيرة” في أعياد الميلاد مستشفى كمال عدوان في جباليا خارج الخدمة .. ومصير طاقمه مجهول (شاهد) تداول مشاهد لتعذيب وإهانة شبان على يد السلطة في الضفة .. واستنكار (شاهد) مدير السير: مخالفة الكاميرا ليست غيابية وعوائد المخالفات تذهب للبلديات رفعت الأسد غادر بيروت قبل أيام قليلة إلى هذه الدولة العربية وفاة الأردنيان الخطاطبة ورمان بحادث سير في أميركا الأمن السوري يقبض على "شبيح" شهير في اللاذقية (شاهد) هل ستنتهي حروب إسرائيل في الـ2025؟ مقال أميركيّ يكشف وفاة شاب أردني في أميركا للأردنيين .. اليكم أبرز تفاصيل المنخفض الجوي بعد إقرار تعديلات قانون السير عام 2023 .. انخفاض الوفيات الناجمة عن حوادث السير 12% النائب الحنيطي من القاهرة : الأردن تحمل العبء الأكبر للجوء السوري برغم صعوبة الظرف الاقتصادي خليجي 26 .. الكويت وعمان إلى نصف النهائي إحالة عطاء استثمار لوحات إعلانية بـ 370 ألف دينار في إربد القبض على 4 أشخاص قاموا بالاعتداء على سائق مركبة وتحطيم مركبته بإربد عزم النيابية: احراق مستشفى كمال عدوان جريمة حرب جديدة إعلام إسرائيلي: نتنياهو يمنع صفقة متكاملة وحماس لم تغير شروطها فوز فريق الوحدات على الجزيرة بدوري المحترفين كريستيانو رونالدو يتوقع عودة مرعبة لمانشستر سيتي يحملون جوازات مزورة .. الأمن اللبناني يضبط أفراد من عائلة الأسد
الصفحة الرئيسية عربي و دولي أيمن الجدي .. في غزة فقط يرحل الأب لحظة ولادة...

أيمن الجدي.. في غزة فقط يرحل الأب لحظة ولادة ابنه

أيمن الجدي .. في غزة فقط يرحل الأب لحظة ولادة ابنه

27-12-2024 08:44 AM

زاد الاردن الاخباري -

والله لسه ما شاف ابنه" جملة قالتها والدة الصحافي الشهيد أيمن الجدي، تلخص قصة وجعٍ طويل، قصة شاب دخل حياة الزوجية بعد أن تعب هو وعروسه في انتظار اليوم الذي ستنتهي فيه الحرب ليتزوجا كما حلموا، لكن الحرب طال أمدها.

أمسك أيمن بيد عروسه وتزوجا في خيمة نزوح، دون فرح، مجرد بداية جديدة في عالم ملتهب بالدماء والدمار. كانا يظنان أن الفرج قريب، وأنهما على بعد خطوة من يومٍ يعيدان فيه بناء حياتهما بعيدًا عن شبح الحرب. لكن الحرب كانت أطول مما توقعا، وبدلاً من أن يستقبلوا الفرحة، أتى خبر حمل زوجته بالطفل الأول، ضوء صغير في نهاية النفق المظلم.

وبينما كانت العروس في غرفة العمليات تنتظر وضع مولودهما الأول، كان أيمن يجلس مع رفاقه في سيارته أمام مستشفى العودة، ينتظر في قلق، مع حلمٍ يوشك أن يتحقق.

في تلك اللحظة، وفي نفس اللحظة التي وُلد فيها طفلهما عبد الله، أطلقت طائرة الاحتلال الإسرائيلي صاروخًا فتناثرت أشلاء خمسة صحافيين، كان من بينهم أيمن الجدي، بالإضافة إلى الشهيد فيصل أبو القمصان - مراسل قناة القدس اليوم الفضائية، الشهيد إبراهيم الشيخ علي - صحفي، الشهيد محمد اللدعة - صحفي، والشهيد فادي حسونة - صحفي.

السيارة التي كانوا يجلسون فيها كانت موسومة بكلمة "صحافة" من الأعلى، ليتم التعرف عليها بسهولة من قبل طائرات الاحتلال. ولكن ذلك لم يمنع الاحتلال من قصفها، رغم أنها كانت تقف على بعد بضعة أمتار فقط من مستشفى العودة. السيارة كانت تحمل أجهزة بث فضائي وأجهزة مونتاج، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها بكثافة، وخرجت الجثامين متفحمة من داخلها.

جاء الخبر في الساعة الثانية فجرًا، خبر عابر أمام العالم، بينما كانت أم في آلام المخاض، وأب لم يشهد لحظة ولادة ابنه، بل استشهد قبل أن يدرك ذلك الحلم البسيط. وُلد الطفل عبد الله في نفس اللحظة التي رحل فيها والده، ليحمل اسمًا لا يحمل معه إلا الفراغ والألم، حيث لم يرَ وجه والده قط.

أيمن الجدي، مثل غيره من الصحافيين الذين ارتقوا، كان يحمل كاميراته على أكتافه ليحكي قصة شعبه للعالم، لكنه رحل قبل أن يتمم تلك المهمة. استهداف الاحتلال لسيارة البث، رغم وضوح علامات الصحافة عليها، لم يكن حادثًا عشوائيًا. هو ضربة موجهة من قبل الاحتلال الذي لم يكتفِ بمجازره في ساحات الحرب، بل استهدف الصحافيين في ملاذات آمنة، بعيدًا عن المعارك، كما حدث في مستشفى العودة.

أيمن الجدي، الذي كان جزءًا من 201 صحافيًا ارتقوا منذ بداية العدوان، كان في أول الطريق نحو حلمه بأن يصبح أبًا. لكنه رحل، تاركًا خلفه طفلاً لم يرَ وجهه قط، اسمه عبد الله. تلك الحكايات تتكرر في غزة، حيث لا يوجد مكان للسلام، ولا وقت للانتظار.

في قصة أيمن الجدي، كما في قصة فيصل أبو القمصان، إبراهيم الشيخ علي، محمد اللدعة، وفادي حسونة، حرقة قلب ووجع كبير، حيث أحلام الشباب المبعثرة والمؤجلة للحظة انتهاء الحرب، ثم تأتي طائرات الاحتلال لتقتل الأمل في لحظة ولادة، تمامًا كتلك الولادة التي حدثت في لحظة رحيل الأب.

في قصة هؤلاء الصحافيين الخمسة، تنطوي حرقة قلب ووجع كبير، حيث تتناثر أحلامهم بين ركام الحرب، وتظل مؤجلة لانتظار لحظة الفرج. لكن ما من فرج جاء، بل جاءت طائرات الاحتلال لتقتل الأمل في لحظة ولادة. في تلك اللحظة، بينما كانت العروس على موعد مع فرحة الأمومة، كان الأب يستعد للرحيل. وكأن الحرب لا تترك مكانًا حتى للحظات السعادة البسيطة. هؤلاء الصحافيون رحلوا، تاركين خلفهم أحلامًا لم تتحقق، وحياة لم تكتمل، وفي غزة وحدها تُسرق الأرواح قبل أن تُحتفل بحياة جديدة.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع