للوهلة الأولى قد يظن البعض ان هذه بداية شتيمة لشخص ما أو تجمع ما أو أي شيء يرتبط برقم 66 في ذاكرة المواطن ، وخصوصا اننا اعتدنا على سماعها في الشارع ونعلم ما هي تكملة هذه الجملة من الشتيمة .
إلا أنني هنا لاأقصد من وراءها ما سبق أو ما سيجول في عقل القارىء بل سأتحدث عن رقم إلتصق بي مدة خمسة واربعون عاما وهو عام مولدي وما تبعه من تنقل في تاريخ حياة أهلي ومن معهم من جنود الجيش العربي ، وكانت بداية المقولة أنني في عام 67 كان لي من العمر تسعة أشهر ولقد رحلت أمي من ابو ديس لعمان وراء أبي الذي كان يخدم في منطقة اربد العسكرية ، وكانت رحلتها وبإختصار سيرا على الأقدام من بلدتنا شرق مدينة القدس الى منطقة العدسية في شرق النهر مشيا على الأقدام ، ومن هناك إنتقلنا بواسطة ( ترك ) الى مدينة الزرقاء وهكذا سجل التاريخ لي أنني أبن ال66 مضافا لها تسعة شهور .
ومن الصعب نزع هذه المعلومات من ذاكرتي ولو كنت ابلغ من العمر المائة لأنني أمتلك صورة لي بالاسود والابيض وانا أقف على قدم واحدة والأخرى كانت تبحث عن مستقر لها وهذا دلالة على بداية المشي لدي وأمام خيمة وضعت في حوش الدار التي إستأجرها أبي في حي الحسين من رجل فاضل أسمه حميد ( من بني حسن ) ، وهذه الصورة قمت بسرقتها من مجموعة صور لدى أحد اخوالي دون علمه لأنه عرض علي شرائها بمائة دينار وكانت السرقة هي أفضل الطرق للحصول عليها دون دفع قيمتها .
وفي عودة لأبن ال66 وتسعة أشهر ونتيجة لمكان الصورة التي وضعتها في مدخل غرفة الضيوف في منزلي ، وجدت نفسي كلما دخلت للبيت أنظر لها وأقول ... إبن ال66 .. لازلت واقف على قدم واحدة ولم تسقط إلى الأن ؟؟