الكتاتيب

المميز في دراسة الكتاتيب أو (الكتّاب) إنها عبارة عن مدرسة ، يديرها شخص ، ويحرسها نفس الشخص ، ويدرّس الطلاب فيها الشخص نفسه ، يطلق عليه لقب " الشيخ " ، والجميل في موضوعه ، أن تدريسه عامٌ لا خصوصية فيه ، مثلا ... كل الطلاب يحفظون جزء عمّ في نهاية الشهر ، وكل الطلاب عند التخرج يحفظون نفس الفتاوى ، وتستطيع أن تعرف أن هذا الشخص تتلمذ على يد الشيخ الفلان ، من الفتاوى التي يحفظها، عندما يحاول احدهم أن "يتحذلق" كان يقال له " محنا قاريين عند شيخ واحد " وعندما ترى اثنين متفقَين على رأي معين أيضاً ، يقال عنهما "قاريين عند نفس الشيخ"
اليوم كنت استمع لمحطات إذاعية وأنا في طريقي إلى مكتبي ... كلها تتشابه ، اختلافاتها مملة ... فيروز ... أغاني أردنية تثير تشنج القولون ... شكاوي بث مباشر ، وكأن لا مسئول يعمل في عمله ..كأنه لا يوجد مراقبون ... أسواق المؤسسة تخلو من السكر ... ومواطن مكافح دفع أكثر من ثمن السكر وهو يبحث بين أسواق المؤسسة ...حسب كلامه ... وموظف الإذاعة سيتصل مع المسئول ليعرف السبب ... !!!
يبرز وزير الصحة ليؤكد توفر جميع العلاجات ، وأنا أميل لتصديق وزير الصحة وتكذيب نفسي وكل أقاربي وأصدقائي ... نحنُ جميعاً كاذبون، وأضاف الوزير أن الملك " بمكارمه " وزع العشرات من الأجهزة لعيادات الأسنان الحكومية ، وكالعادة جميع العلاجات متوفرة ولكن بأسماء مختلفة ... ويؤكد معاليه على انه وموظفي الصحة تعلّموا درساً في التواضع من الملك، بالتأكيد معظمهم سينسى هذا الدرس سريعاً ...!
نحن شعب دارس في الكتاتيب ، تتلمذنا على يد شيخ واحد، موظف الإذاعة ... وزير الصحة .. أنا ...معظمنا ...إلا من رحم ربي ...لو سمعتم أسلوب وزير الصحة في الكلام ... لعرفتم كيف يصبح الإنسان وزيراً في هذا الوطن ، ولعرفتم لماذا العلاجات غير متوفرة أيضاً...!