راوي القصة هو احد أبناء القرية ، حيث يقول : قبل عدة سنوات وفي أيام الصيف كنا جالسين أمام البيت مع بعض شباب الحارة ، فجأةً خرج أخي الصغير علينا وقال: بأن أبي يشكو من ألم في صدره ، ومن باب الاحتياط تم الاتصال بالدفاع المدني ودخلنا مسرعين لإسعافه ... وبعد مضي عشر دقائق وصلت سيارة الإسعاف للبيت وقام الكادر الطبي بإجراء الإسعاف الأولي ومن ثم تم حمله ونقله إلى المستشفى ، ركب مع أبي أحد إخواني وأنا ركبت سيارتي ومعي بعض شباب الحارة ومشينا خلف سيارة الإسعاف .. وفي منتصف الطريق وبالتحديد عند لفّة لقصير ، و إذ بأحد الشباب الموجودين معي بالسيارة يقرأ خبر نعي والدي على صفحة فيسبوك أحد شباب القرية ، فقمت بالاتصال مع أخي المتواجد بباص الإسعاف للتأكد من الخبر ، فقال : الحمد لله أبي بدأ يتحسن وهو الآن يتحدث معي ، ورجال الدفاع المدني قاموا بواجبهم على أحسن وجه وطمأنوني عن حالته ... والمشكلة بأن بعض الصفحات ومواقع التواصل نشرت خبر نعي والدي بناءً على نشر الخبر من صفحة الشاب الذي نشره بالبداية ... وصلنا المستشفى وتم إجراء اللازم لوالدي من قبل الطبيب حتى أنه قال : ما في داعي للمبيت بالمستشفى ، وعند الخروج وعلى باب الطوارئ تفاجئنا بوصول كل الأقارب والجيران والأصدقاء إلى المستشفى ... بالإضافة إلى تجمع النساء في البيت مع البكاء والعويل ...
نقول: في السابق كان إذا ما تأكد خبر وفاة شخص في القرية، وكان له ولد أو بنت خارج القرية ، كانوا يذهبوا إليه ويعطوه مقدمات عن حالة الشخص الميت مثل ( بأن أبوك مريض وتم نقله للمستشفى وأن العمر بيد الله ، وان الموت رحمة للإنسان ...وهكذا ) حتى إذا ما حدثت الوفاة والموت بالليل يتم إخفاء الخبر للصباح ... فهناك صفحات رائعة لا تنشر أي خبر إلا بناءً على اتصال من أصحاب العلاقة ، وقد لفت انتباهي صاحب إحدى صفحات القرية عندما ماتت طفلة لا تتجاوز العام من عمرها وبعد أن تم نشر الخبر في صفحات ومواقع أخرى قام بالتواصل مع ذوي الطفلة بالاستئذان بالنشر وهل يجوز نشر صورتها من باب الخوف على مشاعر ذويها ...
من هنا نقول: يجب أن نتأكد ونَعُّد للمليون قبل أن ننشر أي موضوع وخبر خاصة التي لها علاقة بالموت والرحيل حفاظاً على مشاعر الناس ، أو ربما يكون له أبناء في بلاد الغربة ... ونعود لقصة الشاب الذي نشروا خبر وفاة وموت أبوه قبل سنوات، يقول: بأن والده ما زال على قيد الحياة لغاية الآن وبصحة ممتازة والحمد لله...