على مرأى ومسمع العالم أجمع نفذ الجيش الصهيوامريكي الفاشي عملية احراق مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، الذي وقف كحجر عثرة أمام العدوان الصهيوني لتنفيذ خطة الجنرالات والقاضية بتفريع شمال القطاع حماية لمستوطنات أراضي فلسطين الـ 48، لتكتمل بذلك الصورة البانورامية للتطهير العرقي والابادة الجماعية التي يقوم بها هذا الجيش الفاشي في القطاع منذ ما يقارب 15 شهرا.
ردود فعل تجاه هذا الإجرام غير المسبوق والمراد به ضمان قتل من نجى من القنابل وآلات القتل الاخرى، من خلال تدمير اخر مستشفى عامل في شمال القطاع على وجه الخصوص، حيث لم تكتف بقتل المدنيين بل سبقتهم بالكوادر الطبية لقطع كل خيط امل في حياة الناجين من نيران الجيش الفاشي.
استنكار وعجز واضح من قبل الجهات الدولية المعنية بالقطاع الصحي، وقهر ملأ صدور شعوب كثيرة حول العالم تتساءل الى متى السكوت على المجازر الجارية يوميا في القطاع المكلوم، الذي استطاع بإرادة شعبه وصموده الاسطوري ومقاومته الباسلة من ايلام هذا الجيش برغبته في البقاء على ارضه ورفضه لاي احتلال مرة اخرى للقطاع.
وبنفس فظاظة منظر اعتقال الكوادر الطبية واجلاء المرضى من مستشفى كمال عدوان، جاءت فظاظة الرد الصهيوني الذي قال ويقول دوما ان المقاومة تتخذ من المستشفيات معاقل تختبئ بها، وتستعمل المرضى والاطباء سواتر بشرية تحتمي بها، ولذلك هي قامت بمحاصرة المستشفى منذ ما يقارب ثلاثة اشهر حتى سوت به الارض.
بالطبع هذه الذريعة جاءت على لسان مستشار الامن القومي الامريكي الذي اكد ان المشافي مصانة بحق القوانين الدولية لكن من خرق هذا الصون هم المقاومة الفلسطينية ولذلك وجب تحطيم اخر ملجأ طبي لجرحى عملية الابادة التي يقوم بها الجيش الصهيو امريكي، وهكذا جاءت ردود فعل الكثير من الدول الغربية الموالية للكيان الصهيوني.
في مقام آخر، هناك اسباب تدفع هذا الجيش الفاشي للقيام بمثل هذه العمليات، وهي تفريغ شمال القطاع، ولان حكومة الكيان الصهيوني تكذب دائما فقد قالت ان الهدف تفريغ الشمال من السكان وان المشفى احد اسباب بقائهم الذي يعيق تأمين المستوطنات القريبة، وتتناسى هذه الحكومة النازية ان الهدف الحقيقي جاء على لسان وزير مالية الكيان الذي يرى ضرورة في تفريغ شمال القطاع تماما وتسويته بالارض، واعادة استغلاله، بمعنى ليس احتلال بل استيلاء على مقدرات الناس واراضيهم، في خطوة تتجاوز ببشاعتها مجازر نكبة العام 48.
ومع تعثر مفاوضات بين المقاومة وحكومة الكيان الصهيوني بفعل رئيس حكومته الفاشي بنيامين نتنياهو، تزداد وتيرة الوحشية وتتغذى رغبة القتل اكثر واكثر لدى هذا الجيش مع موافقة غربية كاملة، ويبقى هناك موقف اسلامي عربي دولي يجابه هذه العربدة الصهيونية لايقاف المذابح اليومية في قطاع غزة، فقد اصبح صمت القبور تماديا، وما عادت تنفع التنديدات والاستنكارات ويجب ان يكون هناك فعل حقيقي حتى لا تزداد بقعة عربدة العدو الصهيوني .