عندما يتزوج الرجل ينتظر ابواه أن ينجب لهم ذكرا حتى يستمر اسم ونسل العائلة وعندما تحين لحظة الولادة وتأتي انثي يعلو الحزن والسواد على وجوه الجميع والغريبة أن أول من يحزن هى الجدة التى نسيت للحظات أنها أيضا أنثى...وتبدأ فى الحديث عن مشروع الإنجاب الثانى حتى يأتى ذكر وتخطط هى للعائلة ويجب أن يحدث ذلك سريعا دون إعطاء الحق للزوجة أن تبدى رأيها أو تستريح وتربي طفلتها فى هدوء .... أما الطفلة الأنثى هذه ولدت مغضوب عليها ليس لذنب بل لان الله كرمها وجاءت أنثى ..فى سنوات طفولتها تتربي إنسانا درجة ثانية يأتى بعد أخيها الذكر فهو الأفضل وهو الذي سيحمل اسم العائلة فتنشأ على خدمة أخيها وتنفيذ مايطلب من خدمات حتى أن له الحق فى ضربها أن لم تنفذ مايأمرها به ويكون رد الاب أنه رجل وهكذا يجب أن يفعل..
حتى فى التعليم له الاولوية والمأكل والمشرب نعم لازال موجود هذا النموذج وبكثرة للاسف رغم تقدم الفكر والعصر
اكسر للبنت ضلع يطلعلها أربعة وعشرين ضلع .. نموذج للتفكير قولا وفعلا فى مجتمعنا وليس مثلا فقط .
فهى لاتستطيع ابداء رأيها فى شئ أو أن تكون ذات رأى مسموع حتى فيما يخص حياتها الشخصية سواء اللبس وفرض نمط معين عليها أو تعليم واكتفاء بمرحلة تعليم قليلة وكذلك زواجها فيختارون لها الزوج والحياة التى ستعيشها وهى فقط تمثل للاوامر وتنفذها ...فالتعامل معها كأنها عار على الأسرة ويريدوا أن يخبئوه بعيدا للخلاص منه.
تتزوج وينتقل ملكيتها من الأسرة إلى الزوج الذى يكمل التحكم فى باقى حياتها وماهو قادم ..فلا يسمح بالعمل ويريد عزوة من الأولاد وهى تنجب وتربي فقط للرعاية ولكن ليس لها حقوق ..نعم تفكير لازال موجود وبعمل.
فى بعض المجتمعات ترى أن المرأة كائن ضعيف ولا يفترض أن يؤخذ برأيها حتى وتنحى عن اى مناصب أو آراء مؤثرة ومصيرية وللأسف أن من يرى ذلك هم متعلمون ولكن لديهم خطأ تربوي منذ نشأتهم على الفكر الذكورة البحت ...كما نجد ذلك منذ القدم من مفكرين كبار اهانة المرأة بالمعنى الحرفى فكان رأى ارسطو فى المرأة أنها " لا تصلح الا للانجاب ولا يمكنها أن تمارس الفضائل الأخلاقي مثل الرجل فهى كائن مشوه" _على حد وصفه- .
كذلك أفلاطون "يرى أن المرأة أدنى من الرجل فى العقل والفضيلة".
مثل هؤلاء أيضا فى عصرنا كثيرا وكثيرا ...ولكن هل تكون الدنيا دون الانثى؟!!!.
هناك مجتمعات لاتزال تمنع المرأة من حقوقها فى الميراث "التى منحها الله إياها" لنفس الأسباب لنظرتهم العنصرية لها ..هل يؤمنون بالله حقا!!!
خلق الله ادم عليه السلام ثم خلق حواء لتكون له ونس وشريكا فى الجنه وفى الدنيا فلا حياة متكاملة دون طرف منهم ...كرم الله الأنثى وذكر لنا أمثلة كثيرة للمرأة وعندما اختار تكوين أسرة وحياة كانت من أنثى فخلق الله سيدنا عيسى من السيدة مريم وكانت المعجزة الكبيرة للبشرية _من امرأة-
كذلك جعل الله الجنة تحت أقدام الأمهات ووصى الرسول عليه الصلاة والسلام رفقا بالقوارير .
لقد خلقنا الله ذكوري واناثا^ على حد الترتيب والسواء_ لنكمل بعضنا البعض ونؤنس بعضنا وليس لان يحتكر طرفا الرأى والحياه له ويقلل من قيمة الاخر التى سنها الله سبحانه وتعالى ..
وليس معنى حرية المرأة السفور أو خروجها عن الأخلاق والاديان بل التزاما بها وان تكون نموذجا مشرفا للانسانية فى كل زمان ومكان وتكون فخرا لمن تنتسب لهم ومن حولها .