زاد الاردن الاخباري -
-دعا عمداء كليات الآداب في الجامعات الأردنية، إلى ضرورة اتباع نهج شمولي يرتكز على تشاركية فعالة بين الحكومات والجامعات، والمنظمات الثقافية، والقطاع الخاص، لمعالجة التحديات التي تواجهها كليات الآداب في الجامعات الرسمية والخاصة، بما يسهم في تقوية أدائها، وتعزز دورها في المشهد العلمي والثقافي.
وأكدوا، خلال افتتاح أعمال الملتقى الأول لعمداء كليات الآداب في الجامعات الأردنية، اليوم الخميس، أهمية تفعيل التعاون بين كليات الآداب في الجامعات الأردنية، وتبادل الخبرات التي تزخر بها، للوصول إلى مرحلة من الفاعلية المتصلة بالعملية الأكاديمية والتعليمية، والبحث العلمي، بما يواكب متطلبات الحياة الأكاديمية والمستقبل.
وحث عمداء كليات الآداب خلال الملتقى الذي استضافته كلية الآداب في الجامعة الأردنية، على الاستفادة من التكنولوجيا، وتعزيز استخدام المحركات البحثية والمعرفية، والدورات التفاعلية بين الباحثين في المجالات الأدبية والإنسانية؛ لتحسين الوضع البحثي في العلوم الإنسانية والاجتماعية.
ويهدف الملتقى الذي عُقد تحت رعاية رئيس الجامعة الأردنية، الدكتور نذير عبيدات، وافتتحه نائب الرئيس للكليات الإنسانية الدكتورة ناهد عميش، بمشاركة عدد من عمداء كليات الآداب في الجامعات الأردنية؛ الرسمية، والخاصة، إلى تدارس القضايا الأكاديمية والبحثية التي تخص كليات الآداب في الجامعات الأردنية، والوقوف على أبرز التحديات التي تعيق تقدمها، وتبادل التجارب والخبرات، والأفكار والتصورات، للارتقاء بجهودها وتمكينها من أداء رسالتها العظيمة، وتحقيق أهدافها وتطلعاتها.
وقال عميد كلية الآداب في الجامعة الأردنية، الدكتور محمد القضاة، "إن كليات الآداب في الجامعات الأردنية هي المحرك الأساسي لترسيخ القيم الإنسانية والثقافية التي تقوم عليها مجتمعاتنا؛ ففي قاعاتها تتشكل العقول، وتصقل المواهب، وتُغرس القيم التي يحتاجها الوطن لبناء الغد الأفضل"، داعيا إلى الحفاظ على هذا الدور وتعزيزه بما يواكب متطلبات الحياة الأكاديمية والمستقبل.
وأضاف أن أفراد المجتمع يعيشون في عصر تتسارع فيه التغيرات، وتتعاظم فيه التحديات؛ وهذا يزيد على الأكاديميين مسؤولية الحفاظ على الأصالة مع الانفتاح على العالم بمفاهيمه وثقافاته.
ولفت إلى أن معظم الأبحاث في كليات الآداب تكتب باللغة العربية، وهو ما قد يحد من انتشارها عالميا، ويمنع التعاون البحثي بين كليات الآداب في الجامعات الأردنية والعالمية؛ وهذا يحرم الأساتذة من تبادل الخبرات، والاستفادة من التنوع الفكري والثقافي، ويمنعهم من نشر أبحاثهم في مجلات عريقة ذات معاملات تأثير كبيرة، ومقروئية مرتفعة.
من جهته، عرض عميد كلية الآداب في جامعة اليرموك، الدكتور محمد العناقرة، لتجربة الجمعية العلمية لكليات الآداب في الجامعات الأعضاء في اتحاد الجامعات العربية، التي جاء تأسيسها حرصا من الاتحاد على تحقيق العمل العربي المشترك، ضمن أطر أكاديمية علمية؛ بهدف تسهيل عملية التواصل، وتبادل الآراء وتنسيق الجهود؛ لتحقيق عمل مشترك بين الكليات المشاركة لرسم ملامح الطريق الذي تنتهجه لإعداد الإنسان العربي القادر على تحمل مسؤولياته في خدمة الأمة، وتحقيق تطلعاتها، فضلا عن طموحها لرفع مستوى التعليم، وتشجيع البحث العلمي، عن طريق تبادل الخبرات، وعقد الندوات، والعمل على ربط البحوث التطبيقية ببرامج التنمية، وتكوين شبكة معلومات في مجالات اختصاص الجمعية.
وأوضح أن الجمعية التي جرى اعتماد "اليرموك" مقرا لأمانتها العامة، وتسمية عميد كلية الآداب فيها أمينا عاما لها، تسعى عبر اجتماعاتها إلى مناقشة الأمور الخاصة بالجمعية والمجلة العلمية التي تصدر عنها، واقتراح حلول للصعوبات التي تواجهها، وتنشيط التبادل العلمي والثقافي بين كليات الآداب في الجامعات الأعضاء في اتحاد الجامعات العربية، واقتراح خطط عمل لتطوير كليات الآداب في الوطن العربي.
بدورها، أشارت عميدة كلية الآداب في جامعة عمان الأهلية، وممثلة عمداء كليات الآداب في الجامعات الخاصة، الدكتورة حنان إبراهيم، إلى أن الملتقى يستدعي النظر جديا في الموقع الحالي الذي تحتله كليات الآداب في سلم الأولويات الأكاديمية في الجامعات الخاصة والحكومية من جهة، ووضع البحوث التي تنشر في العلوم الاجتماعية والإنسانيات من جهة أخرى.
وركزت إبراهيم، في مداخلتها على التحديات التي تواجه كليات الآداب فيما يتصل بالبحث العلمي، من تمويل، وضعف بعض الباحثين في المنهجية البحثية، وقلة أعداد المجلات العربية المصنفة عالميا، لا سيما أن الأبحاث في اللغة العربية تنشر في مجلات لا تتمتع بسمعة عالمية جيدة، مؤكدة ضرورة إطلاق أكثر من مجلة عربية تندرج تحت تصنيفات عالمية تعنى بمجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، تقوم بتحديد مواضيع مواكبة لما يستجد على الساحة العالمية.
واشتمل الملتقى الذي أدار حفل افتتاحه الدكتور عمر الفجاوي، على جلسة سلطت الضوء على أبرز التحديات التي تواجه كليات الآداب فيما يتصل بحقل البحث العلمي، أدارها عميد كلية الآداب في جامعة الطفيلة التقنية الدكتور حسن الزيدانيين، وشارك فيها عميد كلية الآداب في جامعة الإسراء الخاصة الدكتور محمد بني يونس، وعميد كلية الآداب في جامعة فيلادلفيا الخاصة الدكتور غسان عبد الخالق، وعميد كلية الآداب في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة الدكتورة هديل الساعد.