زاد الاردن الاخباري -
رفض البيت الأبيض تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي أدلى بها في مقابلة مع شبكة أي بي سي الأميركية، والتي نفى فيها إصداره أوامر بقتل المحتجين المناهضين لحكمه، مؤكدا أنه لا يشعر بأنه مذنب بالنسبة لإراقة الدماء.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني -عندما سئل بشأن مقابلة الأسد التلفزيونية- "لا أعتقد أن أحدا ممن شاهدوا المقابلة سيجد إجابات السيد الأسد جديرة بالتصديق".
وأضاف كارني "العالم يشاهد ما يحدث في سوريا، والولايات المتحدة والدول الكثيرة الأخرى في شتى أنحاء العالم التقت معا لتدين العنف الوحشي في سوريا الذي يرتكبه نظام الأسد".
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر إنه يعتقد أن تقارير العنف ضد الشعب السوري "موثوق بها وصادمة"، وإن تصريحات الأسد تظهر انفصاله عن الواقع.
وأضاف تونر "الأسد بدا منفصلا تماما عن الواقع في بلاده والقمع الوحشي الذي ينفذ ضد الشعب السوري..، هذا إما انفصال عن الواقع، أو عدم اكتراث، أو كما قال الأسد إنه جنون".
ودعا المتحدث الأميركي الأسد إلى السماح للمراقبين الدوليين بدخول بلاده لتقييم الموقف والتأكد من مزاعم النظام.
وكان الرئيس السوري قد نفى في المقابلة إصداره أوامر بقتل المحتجين المناهضين لحكمه، وقال إن أغلب الناس الذين قتلوا في الاضطرابات كانوا من قواته وأنصاره، مؤكدا أنه لا يشعر بأنه مذنب بالنسبة لإراقة الدماء.
وقال الأسد إن الجهود الدولية المتصاعدة لفرض عقوبات على سوريا لا تقلقه، وإن أي عنف من القوات الحكومية يحدث نتيجة أخطاء فردية وليس سياسة حكومية.
ونقلت أي بي سي عن الأسد قوله "نحن لا نقتل شعبنا، لا توجد حكومة في العالم تقتل شعبها إلا إذا كان يقودها شخص مجنون".
وفي المقابلة -التي قالت أي بي سي إنها أول مقابلة حصرية مباشرة للأسد مع الإعلام الغربي منذ اندلاع الاحتجاجات- قال الرئيس السوري "أغلب الذين قتلوا من أنصار الحكومة وليس العكس".
وعندما سئل عما إذا كان يشعر بالأسف بسبب العنف الذي يعصف ببلاده، أجاب بأنه بذل كل ما في وسعه "لإنقاذ الناس". وأضاف "لا يمكنني أن أشعر بالذنب عندما أبذل قصارى جهدي، تشعر بالأسف على الأرواح التي فقدت، لكن لا تشعر بالذنب عندما لا تقتل الناس، لذلك الأمر لا يتعلق بالذنب".
وقالت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي، إن أكثر من أربعة آلاف شخص قتلوا في حملة القمع إلى جانب أكثر من 14 ألف شخص يعتقد أنهم رهن الاحتجاز.
وصوت مجلس حقوق الإنسان لإدانة سوريا جراء ارتكاب قواتها لانتهاكات "جسيمة منهجية"، مما يمهد الطريق لاحتمال اتخاذ الأجهزة السياسية للأمم المتحدة في نيويورك لإجراء لاحق.
لكن الأسد رفض هذه الاتهامات، قائلا إن مسؤولي الأمم المتحدة لم يقدموا وثائق.
وأضاف "من قال إن الأمم المتحدة مؤسسة لها مصداقية". وقال "إن سوريا شاركت في مداولاتها حفاظا على الرسميات"، وقال "إنها لعبة نلعبها، هذا لا يعني أننا نصدقها".
وعرضت أي بي سي لقطات من المقابلة في البرنامج الإخباري الصباحي الرئيسي أمس الأربعاء، وقالت إنه ستكون هناك لقطات أخرى في نشرتها الإخبارية المسائية.
وأقر الأسد بأن بعض أعضاء القوات المسلحة تجاوزوا الحد، لكنه قال إنهم عوقبوا على أفعالهم. وأضاف مخاطبا وولترز "كل تصرف وحشي كان تصرفا فرديا وليس مؤسسيا، هذا هو ما يجب أن تعرفوه، هناك فرق بين اتباع سياسة قمع وارتكاب بعض المسؤولين أخطاء". وأضاف "لم تصدر أوامر للقتل أو التعامل بوحشية".
وكرر الأسد أنه سيدخل إصلاحات ويجري انتخابات، لكنه قال إنه يجب عدم التعجل في التغييرات. ومضى يقول "لم نقل قط إننا بلد ديمقراطي، نحن نتحرك قدما في الإصلاحات خاصة خلال الأشهر التسعة الأخيرة، يستغرق هذا وقتا طويلا، التحول إلى نظام ديمقراطي راسخ يتطلب قدرا كبيرا من النضج".
وقال الأسد إنه سيبقى في منصبه لأن شعبيته في الداخل ما زالت مرتفعة، وأردف قائلا "عندما بأشعر أن التأييد الشعبي تراجع لن أكون هنا".
وذكر أن الجهود الدولية المتزايدة لفرض عقوبات على سوريا لن يكون لها أثر يذكر. وأضاف "نخضع للعقوبات منذ 30 أو 35 عاما، هذا ليس أمرا جديدا، لسنا منعزلين، هناك أناس يأتون ويذهبون، هناك تجارة، يوجد كل شيء".
وتعليقا على المقابلة التلفزيونية مع الأسد، قال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي أدلى بها لقناة أميركية أخيرا بخصوص الشأن السوري تم تحريفها، في الادعاء بأنه تنصل من المسؤولية عن عمليات القتل التي تجري في سوريا.
وقال مقدسي -في مؤتمر صحفي عقده عصر الأربعاء بدمشق- إنها "ضجة إعلامية غير مبررة حدثت بسبب كلام نقل بغير سياقه الصحيح".
وأضاف أن "تفصيل الرئيس الأسد وتصحيحه للسؤال لم يكن تهرباً من المسؤولية كما قيل، بل إن الرئيس مسؤول عن مهامه الرسمية مسؤولية كاملة".