زاد الاردن الاخباري -
آلت التحولات السياسية الجارية في سوريا، وبدء الحديث عن مشاريع إعادة الإعمار المدعومة دوليا، الى عودة تدريجية لشريحة كبيرة من السوريين المقيمين في محافظة المفرق، ما سيحدث تغييرات على المشهد الاقتصادي والاجتماعي في المحافظة.
و لعب اللاجئون السوريون في المفرق دورا مهما في الاقتصاد خلال السنوات الماضية، حيث ساهمت استثماراتهم في تحريك السوق المحلية، خصوصا في قطاعي العقارات والتجارة. و زيادة على ذلك، انخرط كثيرون منهم في أعمال تعتمد على الجهد اليدوي مثل الزراعة والإنشاءات، وهذا ساعد على تلبية الطلب في قطاعات تعتمد على العمالة ذات الأجور المنخفضة،كما تقول الناشطة الإجتماعية أمل مشاقبة، بحسب الرأي.
من جهته توقع الخبير الإقتصادي الدكتور محمد أبو دلبوح، أن تحسن الأوضاع في سوريا،سيدفع باتجاه بدء مشاريع إعادة الإعمار على نطاق واسع، بتمويل من مؤسسات دولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وأشار إلى أن هذه المشاريع ستوفر فرص عمل برواتب مجزية مقارنة بما يحصل عليه السوريون حاليا في المفرق و الأردن ككل سواء من منظمات دولية أو من أعمالهم في مختلف القطاعات، ما قد يجعل خيار العودة أكثر جذبا لشريحة كبيرة من العمالة السورية.
و اتفق موفق سرحان مع ما جاء في حديث ابو دلبوح بقوله:» بدأت بوادر الاستقرار في سوريا تلوح في الأفق، وهذا أعاد الأمل إلى ملايين اللاجئين السوريين القانطين في المملكة بإمكانية العودة إلى وطنهم الذي هجروه قسرا،و هو ما سيؤثر حتما على حركة النشاط التجاري في المفرق تحديدا،بسبب أن كثير منهم يشغلون قطاعات متعددة منها محال تجارية خاصة في شارع عشرين».
و أكد المحامي محمد أخو ارشيدة،أنه في ظل هذه التطورات، يبرز سؤال جوهري حول إمكانية انعكاس هذه العودة على قطاعات الاقتصاد المختلفة التي اعتمدت بشكل كبير على العمال السوريين، ومصير الاستثمارات السورية التي أسهمت خلال السنوات الماضية في الاقتصاد الوطني،داعيا الجهات ذات العلاقة إلى وضع تصوراتها المناسبة لمثل هذه الحالات.
و لم يخف كثير من تجار المحافظة تخوفهم من تأثر النشاط التجاري في المفرق،سلبا،بسبب عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم و التي تسري حاليا بشكل تدريجي،مؤكدين على أن كثير من زبائنهم من اللاجئين السوريين على مدى سنوات وجودهم في المحافظة منذ عام (٢٠١٢).
و أكد رئيس قسم رخص المهن في بلدية المفرق الكبرى،نايف العموش، أن كثيراً من المحال التجارية في المفرق يشغلها لاجئون سوريون وخاصة في شارع عشرين و التي شهدت مؤخرا إعلانها للبيع بسبب عزم كثير من أصحابها العودة الى بلادهم سوريا.