زاد الاردن الاخباري -
"الخصائص السيكومترية للصورة الأردنية من (RITA-T) الاختبار التفاعلي السريع للكشف عن اضطراب طيف التوحد عند الأطفال الصغار" كان عنوان رسالة الماجستير المتميزة التي نوقشت مؤخرًا للطالبة سناء مشهور الحاج حسين، تحت إشراف الدكتور سامر مطلق عياصرة، أستاذ مشارك في التربية الخاصة – الموهبة والإبداع. في قسم التربية الخاصة بكلية العلوم التربوية والنفسية بجامعة عمان العربية. تُعد هذه الدراسة خطوة رائدة على مستوى البحث العلمي في الوطن العربي، إذ ركزت على اختبار عالمي يُعرف باسم RITA-T، وهو أحد الأدوات الأكثر حداثة ودقة في الكشف المبكر عن اضطراب طيف التوحد. وتمثل الدراسة أول توطين واختبار علمي للنسخة الأردنية من هذا المقياس، مما يضع الأردن في مقدمة الدول التي تبنت هذا الاختبار لتحسين أساليب التشخيص والتدخل المبكر.
يُعتبر اختبار RITA-T أداة تشخيصية تفاعلية تستخدم عالميًا للكشف المبكر عن اضطراب طيف التوحد عند الأطفال من عمر (1.5 - 3) سنوات ويتميز هذا الاختبار بكونه: سريع التطبيق يستغرق أقل من 10 دقائق لإتمامه. دقيق النتائج يتمتع بمعدلات حساسية وخصوصية مرتفعة تجعل نتائجه أكثر موثوقية مقارنة بالأدوات التقليدية. اقتصادي غير مكلف وسهل الاستخدام بعد تدريب متخصص، مما يجعله خيارًا مثاليًا للأخصائيين والمؤسسات. وقد أثبتت الدراسة فعالية النسخة الأردنية من الاختبار، حيث أظهرت نتائج حساسية بلغت 97.3% وخصوصية وصلت إلى 98.2%.
وتأتي هذه الدراسة في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعًا كبيرًا في أعداد الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، حيث يشخص طفلًا من كل 35 طفلًا عالميًا تقريبا بهذا الاضطراب. ومع ذلك، فإن المنطقة العربية – بما في ذلك الأردن – تعاني من نقص كبير في الأدوات الدقيقة للإحصاء والتشخيص المبكر، مما يؤدي إلى تأخر التدخل العلاجي وزيادة الأعباء على الأسر والمجتمعات.
من هنا، يمثل اختبار RITA-T بصورته الأردنية أداة مثالية لردم هذه الفجوة، حيث يُمكّن الأخصائيين من الكشف المبكر عن الحالات الأكثر عرضة للإصابة، مما يتيح تقديم تدخلات فعّالة تقلل من تأثير الاضطراب على نمو الطفل ومستقبله.
ويوصي الباحثين بضرورة اعتماد اختبارRITA-T كأداة رئيسة في عمليات التشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد في الأردن. كما دعوا إلى تدريب الأخصائيين على استخدامه لضمان الدقة والفاعلية، مما يسهم في توفير خطط تعليمية وعلاجية مخصصة للأطفال المصابين..
وهذا الإنجاز لا يقتصر على الأوساط الأكاديمية فحسب، بل يحمل بُعدًا تطبيقيًا مهمًا يسهم في تعزيز مكانة الأردن كمركز إقليمي للبحث العلمي في مجال اضطراب طيف التوحد. كما يُعد نموذجًا يحتذى به في الربط بين الأبحاث العلمية والحاجات المجتمعية الملحة.