رئيس الوزراء عاشق الميدان

في الاخبار أن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان بدأ جولة ميدانية من لواء الشونه الجنوبية والأغوار الشمالية ويؤكد توسعة قسم الكلى بمستشفى ابو عبيده، وتحسين الخدمات الصحية، ويسلم مساكن لأسر عفيفة في منطقة الكرامة، ويعبر عن تقديره للمتبرع الكريم الذي تكفل بإنشائها، ويوجه بتأهيل الطريق الذي يخدم المساكن وإنارته، وتزويدها بوحدات للطاقة الشمسية، وإنشاء حديقة وملعب للأطفال.
تحية لهذا الرئيس الحيوي الذي يعشق الميدان، ولا يألوا جهدا بمزاولة فرائض المسؤولية، وذروة سنام أخلاقيات الواجب وهو يتنقل من حي إلى حي في أصقاع المملكه لجس موضع ألم المواطن، وعلاجه علاجا عاجلا ومباشرا من الميدان، مجسدا على أرض الواقع منظومة التوجيهات الملكية المطاعة وتنفيذها كما أرادها جلالته دون أن يشغله عنها شاغل ضيق الوقت، وتزاحم متطلبات حجم العمل اليومي الضاغط، ولا المتابعات الداخلية والخارجية، خاصة في هذه الفترة الحرجة بالذات، التي لا تقبل التوقف لحظة أو المسير للخلف، لتزامنها مع تحديات التحول الخطر في حرب غزة، والوضع المستجد في سورية وتداعياته الغامضة على استقرار المنطقه.
ما يقوم به الرئيس يعزز القناعة بسلامة قدرته على التوغل في الميدان ومحاورة الأردنيين من المسافة صفر، كما رأينا اليوم، وهو إلى جانب ذلك يفعل أكثر مما يقول بعيدا عن روتين الوعظ والإرشاد والتوجيه. لكن اليد الواحدة لا تصفق، ونرجوا الله أن يضبط عمل وزرائه ضبط عقارب الساعه لاتباع خطاه بالخروج إلى الميدان، فلا وقت لدية يزيد عما لديهم، وليست برامجهم تزيد أهمية عن برامجه ومهامه اليومية.
لكن الفرق فيما أرى مرتبط بقدرته على إدارة الوقت بمنهجية علمية، وعلى إتقانه ترتيب سلم الأولية، والمتابعة الشخصية، ووضع احوال الناس وتفقد احتياجاتهم الملحة كأولوية محورية، بدليل تكرار التواصل المباشر مع المواطنين، ما يمثل حقيقة الاندفاع الذاتي لتحمل عبىء المسئولية، ويقدم دليلا آخر على أن القدرات والكفاءات الوطنية متوفره، لكنها راكده وبحاجة فقط للتفعيل.

---