سوريا، قلب الشرق النابض بالحضارة، أضحت اليوم محور أطماع إقليمية ودولية، يُتداول حولها الحديث عن التقسيم والدويلات والفدرالية، من الكرد إلى العلويين والدروز وغيرهم، الجميع يُزج في دوامة الخلافات، وكأن الوطن العظيم لم يعد سوى كعكة يتنازع عليها الطامعون
وفي خضم هذه العاصفة، يتبارى الكتاب والسياسيون والمحللون في رسم لوحات قاتمة، يختزلون فيها المشهد السوري إلى رؤى سوداوية تعكس ويلات الواقع أكثر مما تسعى لاستشراف الحلول، ولكن رغم كل هذا الصخب، فإن بارقة أمل تتسلل عبر الأفق، تكاد تضاهي إشراقة الفجر بعد ليل طويل .
هذا الأمل لا ينبع من معطيات السياسة فقط، بل من روح الشعب السوري، الذي أثبت على مر العصور أنه قادر على النهوض من تحت الركام، هو الأمل الذي يتجلى في عيون الشباب الذين يرفضون الاستسلام، في ثقافة عريقة تتحدى محاولات الطمس، وفي إرادة لا تعرف الخضوع أمام أعتى العواصف .
إن هذه الثورة كسرت قيود المستحيل ورفضت بقاء الاسد إلى الأبد، لتؤكد أن إرادة الشعوب هي القوة الحقيقية التي لا تُقهر .
بعون الله، وبإيمان الشعب بحقه في العيش بحرية وكرامة، ستجتاز سوريا هذه التحديات، وستخرج أقوى من محنتها، كما فعلت في كل محطات تاريخها .
سوريا ليست مجرد جغرافيا أو موارد يُتنافس عليها، بل هي حضارة متجذرة في أعماق التاريخ، وهوية تصمد أمام محاولات الطمس والتشويه، هي رسالة للعالم بأن الشعوب التي تحمل في جوهرها إرادة الحياة لا تُهزم مهما طال عليها الزمن .
وفي النهاية، قد يكون الطريق طويلاً وشاقاً، لكن سوريا ستعود يوماً، موحدة وقوية، كما فعلت مراراً عبر تاريخها .
سوريا ... حكاية لن تُكتب نهايتها إلا بالنصر بعون الله
#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي