أول زيارة بعد سقوط الأسد.. رئيس وزراء قطر يلتقي الشرع ويؤكد: على إسرائيل “الانسحاب فورا” من المنطقة العازلة- (فيديو)

أول زيارة بعد سقوط الأسد .. رئيس وزراء قطر يلتقي الشرع ويؤكد: على إسرائيل “الانسحاب فورا” من المنطقة العازلة- (فيديو)

زاد الاردن الاخباري -

في أرفع زيارة عربية إلى دمشق، تشكل دفعة كبيرة للاعتراف والاحتضان العربي، استقبل قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع وفدا قطريا رفيع المستوى برئاسة الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في قصر الشعب وسط العاصمة.

وشدد آل ثاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع الشرع، الخميس، على وقوف دولة قطر إلى جانب الشعب السوري، وتقديم الدعم الفني لإعادة تشغيل البنى التحتية، متطلعا للشراكة المستقبلية مع سوريا.

كما قال رئيس الوزراء القطري إن على إسرائيل الانسحاب بشكل فوري من المنطقة العازلة، وأكد أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيزور سوريا قريبا استجابة لدعوة الإدارة الجديدة.

من جهته، أشاد الشرع بدور قطر في مساعدة الشعب السوري، مؤكدا أنها ستكون داعمة في الضغط على الكيان الإسرائيلي من أجل الانسحاب من الأراضي التي احتلها جنوب البلاد.

وقال الشرع خلال المؤتمر إن الجانب الإسرائيلي كان يتذرع بوجود مليشيات إيرانية على الحدود، إلا أنه وبعد إسقاط نظام بشار الأسد بات يبحث عن ذرائع جديدة رغم تأكيد الإدارة الجديدة للأطراف الدولية الالتزام بالقرارات الدولية. وأكد أن سوريا ملتزمة وجاهزة لاستقبال قوات من الأمم المتحدة في المنطقة العازلة.

وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) قد أعلنت أن قائد الإدارة السورية الجديدة ورئيس جهاز الاستخبارات أنس خطاب استقبلا وفداً قطرياً رفيع المستوى برئاسة آل ثاني.

ولم تذكر الوكالة الرسمية مزيدا من التفاصيل بشأن محاور اللقاء، إلا أن متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري بيّن في منشور سابق على “إكس”، أن الزيارة تأتي تأكيدا لموقف بلاده في دعم سوريا.

وللحديث عن أهمية هذه الزيارة، وماذا تنتظر الإدارة السورية الجديدة في دمشق من قطر، قال الكاتب والباحث السوري عمر كوش لـ “القدس العربي” إن هذه الزيارة متعددة الجوانب، وتكتسي أهميتها من توقيتها، حيث جاءت في اليوم التالي من توقيع وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في الدوحة، التي قادت مفاوضات بين الطرفين، لافتا إلى أن هناك أولوية لما قد طرح خاصة فيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي لبعض المناطق السورية في المنطقة العازلة، حيث أكد رئيس الوزراء القطري أن هذا الاحتلال مدان ويجب أن يتراجع فورا، وذلك نظرا، بحسب المتحدث، إلى أن قطر تمتلك علاقات دولية كبيرة يمكن أن تساعد سوريا في إزالة آثار هذا العدوان والاحتلال.

اعتراف واحتضان عربي

ووفقا للمتحدث، فإن لهذه الزيارة أهمية خاصة، بعد إعلان رئيس الوزراء أن أمير دولة قطر سوف يزور سوريا في المستقبل القريب، وكل ذلك “يشكل دفعة كبيرة للاعتراف العربي والاحتضان العربي للإدارة الجديدة بما يساعد ذلك في دور قطر بما يخص المطالبة برفع العقوبات الاقتصادية الأوروبية والأمريكية المفروضة على سوريا”.

وتحدث كوش عن موقف قطر من الشعب السوري من خلال إرسال كميات كبيرة من المساعدات، إذ اعتبر أن هذه الزيارة ستعلن تطوير العلاقات بين سوريا الجديدة ودولة قطر. كما ربط بينها وبين زيارة الوفد السوري إلى العاصمة التركية أنقرة برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني ولقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء هاكان فيدان.

وأضاف “تؤكد قطر عبر زيارتها على وقوفها إلى جانب الإدارة الجديدة، بعدما وقفت إلى جانب الشعب السوري في ثورته، وأيضا خلال الحرب التي خاضها النظام ضد الشعب السوري، وما هو يفسر إبداء رئيس الوزراء القطري سعادته لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين قطر وسوريا بعد 13 عاما من الانقطاع مؤكدا وقوفه إلى جانب سوريا في مرحلة البناء والتنمية”.

وكان وفد قطري رسمي برئاسة وزير الدولة في الخارجية القطرية محمد الخليفي، قد زار العاصمة دمشق، نهاية الشهر الفائت، حيث التقى قائد الإدارة السورية الجديدة.

تخفيف العقوبات

الباحث السياسي حسن الدغيم تحدث لـ “القدس العربي” عن دور دولة قطر الأساسي والنوعي في إيصال مجموعة من الرسائل إلى المجتمع الدولي والولايات المتحدة، بما يخدم إزالة العقوبات وتيسير المساعدات الدولية أمام السوريين، سواء على صعيد الدعم المادي، أو على صعيد عقد الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وجميع شؤون الدولة.

وقال الدغيم: تطلع الحكومة السورية الجديدة إلى دور قطر في التأثير العالمي على تخفيف أو إزالة العقوبات عن الشعب السوري التي تجثم على صدر السوريين، سيما أن سوريا بلد منهك خرج من حكم نظام جائر واستبدادي، فهو بحاجة اليوم لأشقائه العرب لا سيما الذين وقفوا معه أيام حرب النظام السوري على الشعب العسرة، معتبرا أنها أهم قضة تنتظرها الإدارة السورية من دولة قطر.

وهذا أيضا ما وافقه عليه الكاتب بسام سليمان، الذي قال إن هذه الزيارة قد تكون الأخيرة على صعيد الإقليم، التي تسبق زيارة أوروبية مرتقبة، وتأتي في ختام جولة لقاءات إقليمية داخلية وخارجية قامت بها الإدارة الجديدة.

رافعة مهمة

ومن الواضح، بحسب المتحدث، لـ “القدس العربي”، فإن “لقاء الرئيس التركي أردوغان أمس ولقاء الوفد القطري ربما يحمل إشارات دعم على أنهم سيشكلون رافعة مهمة في دعم الجولة الأوروبية ودعم نتائجها. ومن المعلوم أنه في نهاية الشهر الحالي سيكون هناك اجتماع أوروبي لبحث ملف العقوبات على سوريا”، معتبرا أن قطر سوف تساعد الدولة السورية الحديثة وتمولها في مرحلة تصريف الأعمال.

كما تشير الزيارة، بحسب سليمان، إلى عمق العلاقة بين الإدارة الحالية وقطر، وموقف قطر “الثابت وهو الموقف الأكثر ثباتا طيلة سنوات الثورة من النظام السوري حيث كان الشرع قد تحدث عن العلاقة مع قطر وتركيا بأنها علاقة استراتيجية”.

وفي سياق متصل، التقى الشرع، في إطار الزيارات الدبلوماسية، وفدا إسبانيا برئاسة وزير الخارجية والتعاون خوسيه مانويل ألباريث بوينو.

وقالت صحيفة الوطن السورية إن إسبانيا تعيد فتح سفارتها في العاصمة دمشق بعد 13 عاماً.

---