إن "ظلم الحكام هو سبب كل المصائب على مر الزمان، ولو نظرنا إلى التاريخ لوجدنا أن الحكام العادلين ساد في فترة حكمهم السلام والإزدهار في كل مجالات الحياة عسكريا وسياسيا وإقتصاديا، لأنهم يعملون من أجل بلادهم أما الظلام فيعملون من أجل مصالحهم الشخصية".
إن "الإحتلال أوجد الأنظمة الظالمة والأنظمة الظالمة أوجدت الجماعات الإرهابية" وفي السياق يبتكر "صلاح بن سهيل" معادلة جديدة مفادها "ظلم الحكام + الاحتلال الأجنبي = إرهاب وتطرف… حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا وإن تصدى لهم المستعمر انسحبوا".
فمن أسباب تحميل المسؤولية للحكام والأنظمة "إنتهازية الحكام والتسلط وحب الذات هي من جعلتهم يوقنون أن الحكم تتوارثه الأجيال، لذلك عمدوا إلى أخذ ثروات البلاد وترك المواطن المسكين الكادح يبحث عن أمل ويحاول بكل الطرق، إلى أن وصلت حد إنفجرت الشعوب كالبركان في وجوه الحكام مما جعل الحكام يلجؤون إلى خراب الأوطان وعملوا بعقليات إما أن نحكمكم أو ندمركم".
إن "القمع والقتل الإستبداد وغياب العدل من السلطة الحاكمة هي البيئة الخصبة لإنتشار الأفكار المتطرفة وخلق منتقمين وإستشهاديين وجماعات مسلحة… مكافحة الإرهاب تبدأ بإعمال القانون وإصلاح منظومة العدالة ومقاومة الأفكار المتطرفة بأفكار معتدلة مع أجهزة أمنية بلا فساد تعمل طبقاً للقانون".
لذلك إن أي معارضة سياسية هي نتيجة طبيعية للنظام السياسي القائم، وعليه فإن الإستبداد في العالم العربي ولد معارضة إستبدادية تسلطية.
إضافة لذلك إن "المصاعب التي يواجهها الشباب" في هذا العصر الذي أتاح لهم المعلومات والإتصال بأسهل الطرق وأسرعها وأغراهم بالتقاط "ما هو سطحي وعاطفي" بدلا من بذل الجهد لإكتساب المعارف العميقة. وقالت إن الأفكار المتطرفة تجد أرضا خصبة في مثل هذه البيئة سريعة الإيقاع.
وأرى أن ما يقلق الحكومات، هو الإسلام الوسطي، و أن المضايقات التي تعرضت له جماعة "الإخوان المسلمين" التي تمثل الإسلام الوسطي سهل لـتنظيم الدولة الإسلامية مهمة تسويق نفسه والوصول إلى سدة الحكم والقرار السياسي والسيادي في رأس الهرم في بعض الدول المستنزفة.
" إن "الحكام لا يخافون داعش والنصرة والقاعدة، بل من الإسلاميين الوسطيين، ولذلك يُحبون إظهار الأمور وكأن البديل الوحيد المتاح عن وجودهم هو سيطرة القاعدة والتنظيمات المتشددة". ليتسنى لهم الدفاع عن أنفسهم وإظهار المشهد لقادة الغرب على أنه مريب ومرعب بعض الشيء، لتشكيل صورة قذرة عن الواقع المحيط . وهذا هو الحق ولكن ليس بهذا أفضل من ذاك.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي.