التعليمات الجديدة للمقيمين تثير انتقادات الأطباء

التعليمات الجديدة للمقيمين تثير انتقادات الأطباء

زاد الاردن الاخباري -

أثارت تعليمات التدريب المحلي للأطباء المقيمين الجديدة، انتقادات واسعة بين الأوساط الطبية لعدم مراعاتها حاجات الطبيب المقيم، حيث خفضت بنودها أيام الإجازة للطبيب في مرحلة الاختصاص.

وكانت التعليمات السابقة تقضي بمنح الأطباء المقيمين إجازات سنوية تقدر بنحو 73 يوما في السنة لكنها خفضت

لـ30 يوماً في التعديلات الجديدة، وفي حال تغيبه أكثر من 45 يوماً يعتبر مفصولاً.

ولا يقتصر الأمر على ذلك وحده بل إن "تخفيض هذه الإجازات سيحرم العديد من الأطباء التقدم لامتحانات الإقامة التي تعقد في نهاية كل عام، أو الالتحاق بدورات تدريبية، كما ستحرم الطبيبات من الإنجاب خلال فترة التدريب، لأنها ستتعرض للفصل بعد 45 يوماً من تغيبها عن العمل"، بحد قول أطباء مقيمين.

وطالب هؤلاء بـ"سحب هذه التعليمات لأن الإجازات تعد واحدة من بين الكثير من البنود التي بحاجة للتعديل، وعقد مشاورات من قبل المجلس الطبي الأردني مع النقابة والأطباء المقيمين للوصول إلى صيغة توافقية ترضي كافة الأطراف".

‎وبرأي عضو مجلس نقابة الأطباء د. طارق الخطيب "فإن المجلس الطبي الأردني رغم اتخاذه خطوة تتسم بأنها طموحة في إعداد هذه التعليمات، إلا أنها تفتقر للحد الأدنى من الفهم الاستراتيجي الحقيقي لملف التدريب المحلي للأطباء المقيمين على أرض الواقع".

ولفت، إلى "أن التصور العام لدى المجلس بشأن التعليمات كان حاضراً، لكنهم افتقروا لوجود الرؤية العملية لتطبيقه على أرض الواقع، لذلك جاءت البنود لها قاصرة"، بحسب الغد.

وحذر على "أن إطلاق التعليمات بشكلها الحالي سيسهم بفشل المجلس الطبي بتحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها، لأن ما ورد فيها يمثل تعديا صارخا على حقوق الأطباء المدنية، وخاصة الطبيبات، كما أنها ستؤثر على المجتمع ككل باعتبار أنهم جزء منه".

وأضاف، "أن التعليمات من المفترض أن تنظم العلاقة ما بين الطبيب المقيم والبرنامج التدريبي، في وقت لم يتم فيه إشراك أصحاب العلاقة في صياغتها وإعدادها، واستطلاع أراءهم".

وكانت نقابة الأطباء قدمت في شهر حزيران (يونيو) 2023 مجموعة من الملاحظات على مسودة التعليمات والمتعلقة بإجازات الأمومة والعرضية على سبيل المثال لا حصر، مع طرح مقترحات لكيفية تقسيم الإجازات، وبشكل يكفل للطبيب المقيم حقه بذلك، بحسبه.

وعند النظر لبرامج الإقامة العالمية فإن بنودها تمنح ما يسمى بالإجازات الدراسية لجانب السنوية، لأنه يطلب من الطبيب أثناء فترة الاختصاص التقدم لعدد من الامتحانات واجتيازها، أو الانخراط بالدورات لتطوير مهاراته المهنية، لكن التعليمات المحلية لم تتطرق إلى هذا الأمر، بحد قوله.

ووفق نص المادة الخامسة في التعليمات المعدلة، يستحق الطبيب المتدرب إجازة سنوية لمدة (30) يوما من أيام السنة التدريبية، ووفق الفقرة (ج / 1) من نص المادة " إذا تغيب الطبيب أكثر من 30 يوماً من أيام السنة التدريبية، بما لا يتجاوز الـ15 يوماً فيجوز إعادة تسجيله في نفس السنة التدريبية إذا رغب المستشفى المعني، أو تتخذ إجراءات فصله من البرنامج التدريبي لذلك التخصص من اللجنة المختصة بعقد الامتحانات".

لكن الفقرة (جـ/ 2) شددت على أنه "إذا تغيب الطبيب المتدرب مدة 15 يوماً إضافة عن مدة الإجازة السنوية ينذر خطياً من قبل رئيس اللجنة المتخصصة للامتحانات، أو نائبه بناء على توصية مدير البرنامج، أو رئيس القسم في المستشفى المعني، أو المركز التدريبي".

كما تنص الفقرة (جـ / 3) من ذات المادة، "في جميع الأحوال يعتبر الطبيب مفصولا في حال تغيب أكثر من (45) يوما من أيام السنة التدريبية".

وأكد الخطيب على أن "المجلس لم يعقد مشاورات حول التعليمات بهدف تنقيح بنودها وبشكل حقيقي، إذ إنها كانت بمثابة حوارات صورية لا أكثر، لأن ملاحظات الجهات المعنية لم ترد في بنود الوثيقة النهائية لها".

وطالب بـ"سحب هذه التعليمات، وعقد مشاورات من المجلس الطبي الأردني مع النقابة والأطباء المقيمين للوصول لصيغة توافقية ترضي كافة الأطراف".

وشدد على "أن نجاح أي تشريع من الناحية التطبيقية لا يكون الا عبر إشراك أصحاب العلاقة في وضعه، باعتبار أنهم المتأثرين المباشرين من بنوده".

وهذه المشاورات، بحسبه "لا بد أن تتطرق للإجابة عن سؤالين أحدهما حول ماهية التحديات والفرص التي ستواجه الأطباء المقيمين نتيجة لهذه التعليمات، وإن كانت تتوافق بنودها مع المعايير العالمية للتدريب الطبي، وصولاً إلى وضع الحلول الواقعية".

ومن وجهة نظر الطبيب المقيم وعضو لجنة أطباء وزارة الصحة محمد بني عبد الرحمن، "فإن التعليمات خفضت عدد الإجازات السنوية من 73 يوما في السنة الى 30 يوما، في وقت يعمل الطبيب المقيم أسبوعياً ما بين 80 إلى 100 ساعة".

وأضاف "أن الطبيب المقيم قد يواجه ظروفاً صحية أو عائلية، أو غيرها، لكنه لن يتمكن من الحصول على أي نوع من الإجازة، لأن معظم الإجازات السنوية تؤخذ لغايات دراسية، بخاصة في فترة امتحانات الإقامة التي تعقد في نهاية كل عام".

وستطال سلبيات التعليمات بشكل أكبر الطبيبات المقيمات لأن بنودها خفضت إجازة الأمومة التي كانت تبلغ 73، في حين كان هنالك مطالبات برفعها إلى 90 يوماً، وهذا الأمر سيمنع العديد من التفكير بالإنجاب مستقبلاً، بل وسيعرضهن للفصل من التدريب، تبعا له.

ورغم أن التعليمات الجديدة لم تنص بنودها صراحة على إجازة الأمومة الا أن الفقرة (ج) من المادة الخامسة تشير إلى أن الطبيب المتدرب يستحق إجازة سنوية لمدة 30 يوماً من أيام السنة التدريبية، وفي تغيبه أكثر من 45 يوماً فإنه يعتبر مفصولاً.

وهذا الأمر يؤكد على "أن التعليمات تهدف للتضييق على الأطباء المقيمين، ما سيدفع العديد منهم لتقديم استقالاتهم، أو إجبارهم للقبول بشروط عمل غير لائقة".

ولم يقم المجلس الطبي الأردني بتوجيه دعوة للأطباء المقيمين للاستماع لرأيهم بشأن هذه التعليمات قبل إقرارها، وإنما بعض أعضاء نقابة الأطباء الذين أبدوا العديد من الملاحظات عليها لكنه لم يؤخذ برأيهم، وفق تأكيداته.

ودعا لضرورة "سحب هذه التعليمات وإعادة تعديلها، ومن ثم إجراء حوار موسع مع أصحاب الاختصاص المعنيين بالموضوع، للخروج بنسخة توافقية ومرضية لكافة الأطراف".

---