حين رفض الأردن تجديد إستئجار أراضي الباقورة والغمر، هدد وزير الزراعة الإسرائيلي، أوري أريئيل، بقطع المياه عن الأردن، والمُلزمة بموجب معاهدة السلام.
ولا ينسى الأردنيون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المجرم، نتانياهو، إستقبل كالأبطال قاتِل الأردنيين في سفارة إسرائيل بعمّان، متجاهلا كل اللياقات الدبلوماسية، وحالة الغضب الشعبي.
وفي قرار سابق قررت وزارة الصحة الإسرائيلية وقف إستيراد الخضراوات والفواكه من الحكومة الأردنية السابقة بسبب إكتشاف جرثومة الكوليرا في مياه نهر اليرموك وفي بعض المنتجات الزراعية المستوردة من هناك.
لكن الحكومة الأردنية أكدت على لسان وزير الزراعة في حكومة د. بشر الخصاونة أن مياه نهر اليرموك وقناة الملك عبد الله خالية من أي تلوث، ومن المتوقع أن يؤدي القرار إلى رفع أسعار المنتجات الزراعية في إسرائيل، وخاصة الخيار والطماطم التي تستوردها من الحكومة، وذلك بسبب ندرة المحاصيل عندها منذ بداية الحرب المستعرة على غزة
وأكد وزير الزراعة، أن موضوع تصدير الخضار والفواكه من الحكومة السابقة إلى إسرائيل يعود للقطاع الخاص وليس مرتبطا بالقطاع العام وليس للحكومة أي "مكنة قانونية" عليه.
وقال أيظا في حوار مصور مع قناة "المملكة" الأردنية حول إستمرار تصدير الخضار والفواكه إلى إسرائيل: "هذا الملف مرتبط بالقطاع الخاص ولا علاقة له بالقطاع العام وليست لدينا مكنة قانونية لوقفه اتجاه أي دولة أو حدود".
فيما تختلف مواقف جلالة الملك والأمراء والأميرات من الحرب المستعرة على قطاع غزة الأعزل ، من الناحية السياسية والإنسانية .
حيث شارك جلالة الملك عبدالله الثاني، في عمليات إنزال جوي لمساعدات إغاثية وغذائية على قطاع غزة. وتأتي مشاركة جلالة الملك، تأكيدًا على إستمرار الأردن في الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، لإيصال المساعدات بكل الطرق المتاحة لأهالي غزة"
وأشرف ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني على تجهيز الطائرة التي "تحمل مساعدات إنسانية ومواد إغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة"،
حيث أقلعت من مطار ماركا العسكري متوجهة إلى مطار العريش لإيصالها إلى قطاع غزة، مؤكدا أن "مصير الشعب الفلسطيني أن يعيش على أرضه بسلام وينال حقوقه في دولته، مهما طالهم الظلم".
إضافة لمشاركة سمو الأميرة سلمى، بإنزال مساعدات جوية للمستشفى الميداني الأول بقطاع غزة. حيث رافقت طاقم الطائرة التي سيّرت بتوجيهات ملكية سامية، وهي ضابط تحمل رتبة ملازم أول/طيار في سلاح الجو الملكي".
و"تمكن طاقم الطائرة التابعة لسلاح الجو الملكي من إنزال الصناديق التي تحوي مستلزمات طبية وعلاجية لاستمرارية عمل المستشفى".
إذا كان وزير الزراعة، رأس الهرم في الوزارة التي تعد عصبا الحياة في الأردن عجز عن إتخاذ قرارا ، بوقف التصدير لدولة الكيان الصهيوني إبان الحرب التي أزهقت الألاف من الأرواح ، ودمرت آلاف المنازل والبيوت والشوارع والساحات العامة ، لم ترحم طفلا ولا إمرأة ولا شيخا، وقضت على الرمل والحجر، وقامت بإرتكاب أشد وأبشع جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ الوجداني والإنساني .
وحتى في حال قبول وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ، ستبقى نسبة كبيرة من السكان عالقة لعدّة سنوات في دوامة الفقر والحرمان. ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى فداحة الخسائر في الأرواح وهول أعداد الجرحى، وفقدان رأس المال البشري والقدرات البشرية، وتدمير البنى التحتية الاجتماعية والاقتصادية.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي