إن إنتقال السلطة في الولايات المتحدة من رئيس ديمقراطي أقرب الى الدولة العميقة التي يصفها دوما الجمهوريين كون غالبيتهم رجال أعمال وأصحاب شركات ينظرون إلى السياسة كربح وخسارة بعيدا قليلا عن المؤسسية التي تقبع داخل الدولة الأمريكية ،لذلك كل رئيس جديد يأتي بجميع كوادره السياسية والإقتصادية التي ستساعده في إدارة الحكم ،ما عدا من يقبعون في مناصبهم مثل وزارة العدل والدفاع والأجهزة الأمنية الأخرى ومن هنا جاءت التسمية الدولة العميقة لما يمثلوه من تلك المؤسسات حيث فترة خدمتهم تكون أطول ، ليرون المشهد الأمريكي أوضح من الرئيس القادم وكوادره وينصب تركيزهم على أمن البلد والروابط الإجتماعية داخل المجتمع، والعلاقات الدولية التي تفرض الهيمنة والهيبة كشرطي المرور لحفظ مصالح الولايات المتحدة ،وهذا هو مصطلح وهمي.
إن قدوم الرئيس ترامب مع كوادره إلى البيت الأبيض سيكون لها إضافة للأمريكيبن والدول الرأسمالية من حيث أن هذا الرئيس بقي يراقب ويتابع قرارات الرئيس السابق بادين على مدار الأربعة سنوات الماضية الداخلية والخارجية،حيث كان إلتزام بايدن أكثر بمصطلح الدولة العميقة، فنشأ عن ذلك فشل إقتصادي ذريع،لذلك قدوم الرئيس ترامب الذي سينظر بمنظور آخر إلى إدارة شؤون الولايات المتحدة بعيدا عن منظور الدولة العميقة وخصوصا أنه من الجمهوريين من رجال الأعمال والذين يملكون مصالح تجارية ،فقرارات الرئيس الماضي من دعم حروب سابقة ستكون بنظر ترامب هي زيادة نفقات ضخمة لا مبرر لها وخصوصا أنها حروب بعيدة عن الولايات المتحدة.
فالمتوقع ان يقوم ترامب بإنهاء حرب أوكرانيا ويجري صفقة مع روسيا ،وحيث أن إيقاف حرب غزة لم تكن لولا تدخله المباشر بذلك ،حيث سيقدم مخطط إقتصادي من تقاربات إقليمية تصب في دعم إقتصاد الولايات المتحدة ،أما بالنسبة للصين فهذا الرئيس يريد تكاملية تصب في صالح الولايات المتحدة ،إذن نظرة الرئيس ترامب ستكون للعالم ربح وخسارة وإبرام صفقات رابحة ،وسيواجه صدامات مع الدولة العميقة الوهمية ،فالقفز عن المؤسسية في إبرام صفقات قد تجلب إقتصادا ونموا ملحوظا للاقتصاد الأمريكي المنهك،وهذا ما سيقوم به الرئيس ترامب فهو متحمس لرئاسته حيث سيصدر ويوقع مراسيم قرارات بالعشرات منذ اليوم الأول لينطلق من جديد لجعل أمريكا عظيمة،بدون حروب عبثية بل صفقات مع الدول الغنية والتي سيستفيد منها على حساب الدول الفقيرة وقضياها .
* م.مهند عباس حدادين
خبير ومحلل إستراتيجي وإقتصادي
مدير عام مركز جوبكينز للدراسات الإستراتيجية.
jcfss@jobkins.com