في مواجهة الدمار غير المسبوق الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلن رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة، يحيى السراج، إطلاق مبادرة شاملة تحمل اسم "إطار عمل فينيق غزة لإعادة إعمار القطاع والتنمية المستدامة". جاءت هذه المبادرة كاستجابة ملحة لإعادة الحياة إلى القطاع بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب التي تسببت في دمار شامل للأرواح والبنية التحتية والخدمات الأساسية ، نتحدث عن رؤية شاملة تعزز الصمود والاستدامة ، ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده السراج في مدينة غزة، أكد أن هذه المبادرة تمثل رؤية محلية متكاملة، تهدف إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة مع بناء مستقبل أكثر صمودًا واستدامة ، وأوضح أن المبادرة تعتمد على مبادئ الملكية المحلية والمشاركة المجتمعية، مما يضمن انخراط مختلف فئات المجتمع في التخطيط والتنفيذ ، وشدد على أهمية الحفاظ على الهوية التاريخية والثقافية لقطاع غزة خلال عمليات إعادة الإعمار، رافضًا بشدة أي محاولة لتصوير غزة كـ"أرض خالية".
هذا في الوقت الذي يتم التركيز فيه على تحويل الأزمة إلى فرصة للتغيير ، سيما وأن
السراج دعا المجتمع الدولي والشركاء المحليين والدوليين إلى دعم هذه المبادرة لتحويل الأزمة إلى نقطة انطلاق نحو مستقبل مزدهر ومستدام ، وقال: "إطار عمل فينيق غزة ليس مجرد خطة لإعادة الإعمار، بل هو مشروع طموح لتحويل الألم والمعاناة إلى فرصة لإعادة بناء القطاع بأسس جديدة تضمن الكرامة والاستقلالية ، وبدوره، قدم مدير وحدة التخطيط والاستثمار في بلدية غزة، ماهر سالم، عرضًا تفصيليًا حول ملامح المبادرة ، وبيّن أن الخطة تستند إلى ثلاثة محاور رئيسية :
1. البناء بطريقة أفضل: التركيز على تطوير البنية التحتية بشكل حديث ومتقدم لتحمل التحديات المستقبلية.
2. التوسع المستقبلي: تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال استثمار الإمكانات البشرية والاجتماعية في القطاع.
3. التنمية المستدامة: تبني مفاهيم مستدامة في مجالات الاقتصاد، الطاقة، وإدارة الموارد.
وهنا كإنسانيين نتحدث عن
الدمار الإنساني والمادي ، وواقع غزة المحاصر ، وتأتي هذه الجهود في ظل كارثة إنسانية ومادية خلفتها الحرب الإسرائيلية على القطاع بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، والتي وصفها مراقبون بأنها إبادة جماعية بدعم أمريكي ، حيث أدت الحرب إلى استشهاد وإصابة أكثر من 158 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود ، كما أجبرت الحرب نحو مليوني فلسطيني من أصل 2.3 مليون على النزوح القسري في أوضاع مأساوية، في ظل شح متعمد في الموارد الأساسية من غذاء وماء ودواء ، ما يعني أننا نتحدث عن الأمل في ظل الدمار ، ونجد أن وقف إطلاق النار يشكل تطور هام، وقد بدأ يوم الأحد الماضي تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، برعاية مصر وقطر والولايات المتحدة ، وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق لمدة 42 يومًا، على أن يتم التفاوض لاحقًا على مراحل إضافية ، وتبقى رسالة الأمل رغم المعاناة
وسط هذه التحديات، تعكس مبادرة "إطار عمل فينيق غزة" تصميمًا على الصمود وإعادة البناء ، فهي ليست فقط محاولة لترميم ما دمرته الحرب، بل رؤية شاملة لتمكين غزة من استعادة كرامتها ومكانتها كرمز للصمود والإرادة. ناشطة في حقوق الإنسان على المستوى العالمي .