أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
العرموطي يسأل الحكومة عن نيتها إعادة التجنيد الإجباري شكاوى من لحوم ذات روائح كريهة وبأسعار مرتفعة عباس يغادر الى الأردن للقاء الملك تركيا ردا على تصريحات ترامب بشأن السيطرة على غزة: "غير مقبول" هيئة الطاقة : اعتماد مادة "الكاشف" لضبط التلاعب والغش بالمحروقات الكرك .. مشاجرة تسفر عن دهس شقيقين في منطقة المزار الجنوبي وزير الاتصالات الإسرائيلي: اجتماع ترمب ونتنياهو يعني فرض السيادة على الضفة استشهاد فلسطيني شرق خانيونس الأوقاف تعلن ترتيبات موسم الحج للعام الحالي الخميس حزب بن غفير يقدم مشروع قانون للكنيست لتشجيع تهجير الفلسطينيين من غزة مسؤول فلسطيني: نرفض كل دعوات التهجير للشعب الفلسطيني من وطنه مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 5 - 2 - 2025 والقنوات الناقلة بدء تقديم طلبات الالتحاق في كليات المجتمع الرسمية أكثر من 7,000 مستخدم منذ تفعيلها .. زين تطلق منصّتها الرقمية للإبداع (ZINC.JO) بن غفير يدعو نتنياهو إلى تنفيذ خطة تهجير فلسطينيي غزة فورا كلية الشرطة بدمشق تخرج المئات كل 10 أيام لتعزيز ضبط الأمن لجان نيابية تناقش اليوم قضايا عدة. نتنياهو: ترمب أعظم صديق في البيت الأبيض بتاريخ إسرائيل نقص التمويل يهدد الأمن الغذائي للاجئي الزعتري قيادي بحماس: تصريحات ترامب عن السيطرة على غزة عبثية

حلوى الهلام

05-02-2025 10:01 AM

هناك ذكريات توقظها رائحة الحطب المشتعل أو عبق الأرض بعد المطر، لكن بعضها لا يحتاج إلا إلى قطعة حلوى هلامية، بطعم السوس، ليعيدك إلى طفولتك.
حلوى بألوان الطفولة النابضة: برتقالية مشعة، حمراء متوهجة، وزرقاء حالمة، تحمل نكهات التوت والفراولة والأناناس. أشكالها تأخذ هيئة الدببة والتماسيح والديدان وقلوب حمراء نابضة،، كأنها امتداد لعوالم الأطفال السحرية.
يغرز الطفل أسنانه في الحلوى اللينة، فتلمع عيناه نشوةً، وقد تشرب لسانه الطعم المحبب، وسال لعابه شوقًا، بينما ينظر إلى ما تبَقّى من القطعة بعد أن قضَم رأس الأفعى، متعجبًا كيف تنتهي المتع سريعًا.
لماذا يختار الأطفال أشكالا تخيفهم في الواقع؟
ربما يختار الأطفال أكثر الأشكال رعبًا ليختبروا قوتهم في السيطرة على مخاوفهم، أو لأنهم يجدون في هذه المجسمات لعبة مسلية، تذكرهم بعوالمهم الكرتونية، متأثرين بأصوات المضغ والقرمشة والبلع التي تصدح في أفلامهم المفضلة، فتبدو لهم كأنها موسيقى سحرية، تدفعهم للركض نحو المتاجر، حاملين قروشهم القليلة، بحثًا عن حلوى ملونة تمنحهم قوى خارقة كما في القصص، ثم يعودون إلى شاشاتهم، يواصلون المضغ، كأنهم جزء من المشهد.
لطالما تخيل الأطفال أن للحلوى قوى سحرية، كما صورها براندون مول في روايته " حرب متجر الحلوى"، حيث اكتشف الأطفال أن الحلوى التي اشتروها لم تكن مجرد طعام، بل مفتاح لاكتساب قوى خارقة. لعل كل طفل في الحقيقة يبحث في متجر الحلوى عن قطعة سحرية تمنحه قدرة غير عادية، ولو للحظات.
لم تكن الحلوى يومًا مجرد طعام، بل رمزًا يتجاوز اللذة العابرة، تمامًا كما جسّدته رواية 'شوكولا' لجوان هاريس، عند وصول امرأة غريبة إلى القرية، وافتتاحها متجرًا لبيع الشوكولاتة وتقديم القهوة، فأتاحت لسكان تلك القرية الجلوس لتبادل الهمس و المكاشفة وفضح الأسرار، و التغلب على مشكلاتهم الشخصية. وكما استخدمت جوان هاريس الشوكولاتة في روايتها كوسيلة للتواصل وكشف الأسرار، ربما تكون الحلوى الهلامية لغة غير منطوقة بين الأطفال والكبار، تُعيد إليهم دفء الذكريات.
واليوم، تضع سيدة البيت وعاء الحلوى الهلامية على المائدة في مناسبات عدة، تمتد الأيدي بِحيرة، وبشيء من الحذر، كي لا يرتفع مستوى السكر في الدم، تختار النكهات والألوان، فتبدأ الحكايات بالتدفق. كيف كنا نسير في طرق طينية إلى المدرسة، كيف كنا نشتري الحلوى من بَقُالة عجوز غامضة، وكيف كنا نطيل المكوث عندها أملًا في رؤية الأقزام الذين أخبرنا عنهم إخوتنا الكبار أنهم يختبؤون في دكانها. وقصص تمر في خاطرنا، نبتسم لها بأسى، تدور أعيننا نبحث عن أشخاصها ثم نصمت؛ ويمتد الحديث حتى نتأمل أمراض العصر الحديث، تلك التي تصيب القدرة على الشم والتذوق، فتمنح الفم طعمًا حلوًا أو حامضًا، حتى في غياب الحلوى.
قد تكون هذه الحلوى الهلامية امتدادًا لحلوى "الراحة" أو "الحلقوم" الشرقية، التي صنعت منذ قرون من السكر والنشاء، وتطورت عبر الزمن بألوانها الزاهية ونكهاتها المغرية، لتظل تمنح الأطفال — والكبار أيضًا — لحظات من السعادة الطفولية البريئة.
هكذا تتجاوز الحلوى مجرد لذة عابرة، فهي جزء من طفولة شعوبٍ نشأت على السعادة والبساطة، قبل أن تفرض عليها الحياة صراعاتها. فالثوار، قبل أن يرفعوا شعاراتهم، كانوا أطفالًا بأسنانٍ سكرية، و ذلك لن يمنعهم من رفع أسلحتهم في وجه الظلم والعدوان.
سعيد ذياب سليم









تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع