زاد الاردن الاخباري -
يقولُ الميزانُ المُعلّق على جداريّة الدار: لا كيلَ اليومَ إلّا بصُواع الْمَلِك، وتقولُ بوابةُ الدار وهي تصغي لطرق طارقها، لا عدل اليوم دون مطارقها، لو أنّ الأسوارَ السمراء أبصرتْ وجه من بداخلها، لتقوّستْ أقواس عدلٍ قاب مداخلها، ولو أنّ البيوتَ القديمة هناك تفهمُ فقه العناق، لطوّقتْ دارَة المحامين وعانقتها، وكأنّ دُورَ الجبل تعرفُ دارَهم، وتحفظ أسماءهم، وتقتبسُ ليلاً سواد أروابهم.
اكتسى جبلُ عمّان "الرداء الأسود" مترافعاً عن كل جبال الوطن، مُقسماً قسم المحامين على زعتره وزيتونه، أنْ يبقى أصحاب الرداء الأسود مدافعين عن ترابه ومكتسباته وانجازاته، مؤمنين أنّ رسالةَ المحاماة هي رسالة ملكية نُبلاً وعدلاً، هذا الجبل الذي يشبه أبناء الدار وفاءً وتضحيةً، أولئك الواقفين على مَناصّ الشرف للدفاع عن سيادته، وكأنّهم جند بلا أوراق إجازات.
زارَ الجبلُ عمّانه كما يزور الْمَلِكُ قلعته، قدسيّة الرسالة ورمزيّة المكان ونُبل الصفات أحقّ الدلالات لهذه الزيارة الملكية، والتي تؤكّد على أنّ رسالة المحاماة هي النبض النابض لمنظومة العدالة، والشِّرعة الضامنة للحقوق والحريات، وبيت القانون العتيق، ودار الخبرة والمُكن والقُدرة.
حللتم أهلاً ووطئتم سهلاً في داركم سيد البلاد
المحامي
حمزة الفقهاء