أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الملك عبدالله يصل أرض الوطن قادماً من أميركا وزير المياه : الناقل الوطني مشروع أمن وطني للاردن إسرائيل تخطر بهدم منزلين في سلفيت ومستوطنون يعتدون على عائلة بالأغوار الشمالية البرلمان العربي يشدد على رفضه التام للتهجير القسري للفلسطينيين نشامى سلاح الجو الملكي يستقبلون طائرة الملك لدى وصولها الأردن الملكة للملك: حنا فدا عيونك ارتفاع كميات الإنتاج الصناعي بنسبة 1.10% لعام 2024 الداخلية الكويتية: أحبطنا هجمات سيبرانية على الاتصالات وزير الطاقة: الأردن يسعى لتلبية احتياجاته من الغاز بحلول 2030 الملك يصل إلى أرض الوطن في حدود الساعة الواحدة ظهرا شهيد برصاص الاحتلال قرب حوارة جنوب نابلس وزير العمل: العلاقات القطرية الأردنية نموذج يحتذى للتعاون العربي ترمب يعلن الاتفاق مع بوتين على بدء محادثات "فورا" بشأن أوكرانيا وزير الدفاع الأميركي: مبادرة ترامب للسلام "ليست خيانة" لأوكرانيا استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال عند حاجز حوارة قرب نابلس الناتو: أوكرانيا يجب أن تشارك بشكل وثيق في أي مفاوضات سلام بالصور .. رئيس واعضاء مجلس النواب في طليعة مستقبلي جلالة الملك وولي العهد وزير الخارجية يشارك في مؤتمر باريس بشأن سوريا حركة فتح: الموقف الشجاع للملك يفشل مخططات تصفية قضية الفلسطينيين العادلة روسيا تعلن إسقاط 83 مسيرة أوكرانية خلال الليل
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة عودة الملك يوم له ما بعده

عودة الملك يوم له ما بعده

13-02-2025 04:40 AM

خاص - عيسى محارب العجارمة - كان حال الملك عبدالله الثاني خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة الأمريكية كما قال عبدالله بن المبارك وهو مع إخوانه في الغزو سائلا اياهم :- اتعلمون عملا أفضل مما نحن فيه ؟ قالوا : ما نعلم ذلك ، قال : أنا أعلم . قالوا : فما هو ؟ قال : رجل متعفف على فقره ، ذو عائلة قد قام من الليل ، فنظر الى صبيانه نياما متكشفين ، فيسترهم وغطاهم بثوبه ، فعمله أفضل مما نحن فيه . فذاك هو الملك عبدالله الثاني ، رجل نبت على اعراق وهي الأصول حيث وصف احد التلاميذ من قبل استاذه جمال الدين الأفغاني :- بالله قل لي : ابن اي ملك انت ؟

فعودة الملك تذكرنا بعودة زعيم الامة المصرية سعد باشا زغلول من أوروبا في سنة 1921 كانت الأمة في استقباله كأنها طائر مد جناحيه لا خلاف لشيء منه على شيء منه، بل كله هو كله؛ وكانت المعارضة في الاستحالة يومئذ استحالة وجود رقعة في ريش الطائر. على أن ثوب السياسة المصرية كثير الرقع دائما بالجديد والخلق. فرقعة من المعارضين، وأخرى من المتعنتين، وثالثة من المتخاذلين، ورابعة من المعادين، وخامسة وسادسة وسابعة من الحاسدين والمنافسين والمختلفين لشهوة الخلاف، ورقاع بعد ذلك مما نعلم وما لا نعلم، فإن من العجيب أن هذا الجو الذي لا يتقلب إلا بطيئاً يتقلب أهله بسرعة، وهذه الطبيعة التي لا تكاد تختلف لا يكاد أهلها يتفقون. ولكن سعدا رحمه الله رجع من أوروبا رجعة الكرامة لأمة كاملة، ففاز بأنه لم يخسر شيئاً من الحق، وانتصر بأنه لم يهزم، ودل على ثباته بأنه لم يتزعزع، وذهب صولة ورجع صولة وعزيمة؛ فكان إيمان الشعب هو الذي يتلقاه، وكانت الثورة هي التي تحتفل به، وبطلت العلل كلها فلم يجد الاعتراض ما يعترض عليه، واتفقت الأسباب فاجتمعت الكلمة، وظهر سعد كأنه روح الأمة متمثلا في قدرة، حاكماً بقوة، متسلطاً بيقين. . . .

نعم لم ينتصر البطل ولكن الأمة احتفت به لأنه يمثل فيها كمالا من نوع آخرهو سر الانتصار، فكانت حماسة الشعب في ذلك اليوم حماسة المبدأ المتمكن يُظهر شجاعةالحياة وفورة العزائم وفضيلة الإخلاص وشدة الصولة وعناد التصميم، ويثبت بقوة ظاهرهقوة باطنة، وكان فرح الأمة عناداً سياسياً يفرح بأنه لا يزال قوياً لم يضعف، وكانابتهاجهم مجداً يشعر بأنه لا يزال وافراً لم يُنتقص، وكان الإجماع رداً على اليأس،وكانت الحماسة رداً على الضعف. انبعثت صولة الحياة في الشعب كله وابتدأ المستقبل من يومئذ، فلو نزلتالملائكة من السماء في سحابة مجلجلة يُسمع تسبيحهم ليؤدوا سعداً - لما زادوهشيئاً؛ فقد كان محله من القلوب كأنه العقيدة، وكان التصديق مبذولاً له كأنه الكلمةالأخيرة، وكانت الطاعة موقوفة عليه كأنه الباعث الطبيعي، وكان البطل في كل ذلكيشبه نبياً من قِبلِ أن كلاً منهما صور كاملة للسمو في أفكار أمة. قال صاحب السر: ورجع الباشا من القاهرة وقد رأى ما رأى من مسامحة النفوسوصحة العهد واجتماع الكلمة وإعداد الشعب للمراس والمعاناة فقال: تالله لقد أثبت (سعد) للدنيا كلها أن مصر الجبارة متى شاءت بنت الرجال علىطريقة الهرم الأكبر في العظمة والشهرة والمنزلة والقوة. ولقد صنع هذا الرجل العظيمما تصنع حربٌ كبيرة فجمع الأمة كلها على معنى واحد لا يتناقض، ودفعها بروح قوميةواحدة لا تختلف، وجعل عرق السياسة يفور كما يفور العرق المجروح بالدم. إن هذه الأمة بين شيئين لا ثالث لهما: إما الحزم إلى الآخر وإما الإضاعة.ولا حزم إلا أن يبقى الشعب كما ظهر اليوم طوفاناً حياً مستوى الطبيعة مندفع الحركةغامراً كل ما يعترضه إلى أن يُقضى الأمر ويقول أعداؤنا يا سماء أقلعي. هكذا يعمل الوطن مع أهله كأنه شخص حي بينهم حين يستوي الجميع في الثقة،ويتآزر الجميع في الأمل، ويشترك الجميع في العطف الروحي، ولا يبقى لجماعة منهم حظفي رغبة غير الرغبة الواحدة للجميع؛ وهكذا يعمل الوطن بأهله حين يعمل مع أهله. كان أعداؤنا يحسبوننا ذباباً سياسياً لا شأن له إلا بفضلات السياسة ولا عملله في أزهارها وثمارها وعطرها وحلواها؛ فاسمعهم الشعب اليوم طنين النحل وأراهمإبر النحل، ليعلموا أن الأزهار والأثمار والعطر والحلوى هي له بالطبيعة. وكانوا يتخرّصون أن مذهبنا في الحياة لمصلحة المعاش فقط، وأن المصري حاكماأو محكوماً لا يمدُّ آماله الوطنية إلى أبعد من مدة عمره سبعين أو ثمانين سنة،فإذا أطلقوا أيدينا في حاضر الأمة أطلقنا أيديهم في مستقبلها. ومن ثم طمعوا أنيكون الحق الناقص في نفسه حقاً تاماً في أنفسنا لهذه العلة؛ وحسبوا أن السياسيالمصري لا يتجرأ أن يقول ما يقوله السياسي الأوروبي من أنه لا يخشى الموت ولكنهيخشى العار، فإنه إذا مات مات وحده، وإذا جلب العار جلبه على نفسه وعلى أمته وعلىتاريخ أمته بيد أن سعداً قالها؛ وفي مثل هذا قد يكون قول (لا) معركة. وهاهي ذي معركة اليوم التاريخية، فإن الذرات الحية التي تخلق من دمائنا نحنالمصريين قد ثارت في هذه الدماء في هذا النهار تعلن أنها لا ترضى أن تولد مقيدةبقيود. أتدري ماذا عرضوا على سعد؟ إنهم عرضوا عليه ما يشبه في السخرية طاحونة تامةالأدوات والآلات من آخر طراز، ثم لا تقدم لها إلا حبة قمح واحدة تطحنها. . .

.نتيجة تسخر من أسبابها وأسباب تهزأ بالنتيجة. إن أوروبا لا تحترم إلا من يحملها على احترامه، فما أدرى السياسيين في هذاالشرق عملا أفضل ولا أقوى ولا أرد بالفائدة من إحياء الحماسة في كل شعب شرقي، ثمخياطتها وحسن توجيهها؛ فهذه الحماسة الشعبية الدائمة القوية البصيرة هي قوة الرفضلما يجب أن يرفض، وقوة التأييد لما يجب أن يقبل وهي تعد ذلك وسيلة جمع الأمروإحكام الشأن وإقرار العزيمة في الأخلاق وتربية الثقة بالنفس، وبها يكون إذكاءالحس وتعويده إدراك الأعمال العظيمة و التحمس لها والبذل فيها. وما علة العلل فينا إلا ضعف الحماسة الشعبية في الشرق وسوء تدبيرها وقبحسياستها، وإنا لنأخذ عن الأوروبيين من نظامهم وأساليبهم وسياستهم وعلومهم وفنونهمفنأخذ كل ذلك بروحنا الفاترة في خمول وإهمال وتواكل وتفرد بالمصلحة واستبدادبالرأي، فإذا دينارهم في أيدينا درهم، وإذا نحن وإياهم في الشيء الواحد كالنحلةوالذبابة على زهرة. ليست لنا حماسة الحياة وبهذا تختلف أعمالنا وأعمالهم، وذلك هو السر أيضاً فيأن أكثر حماستنا كلامية محضة إذ يكون الصراخ والصياح والتشدّق ونحوها من هذهالمظاهر الفارغة - تنقيحاً الطبيعة الساكنة فينا وتنويعاً منها بغير أن نجاهد فيالتنقيح والتنويع. ومن هذا كانت لنا أنواع من الكلام ينطلق اللسان فيها للخروج منالصمت لا غير. . . . ومنه كثير من هذا الهراء السياسي الذي يدور في المجالسوالأحزاب والصحف. إنحماسة الشعب لا تكون على أعدائه فقط بل على معايبه أيضاً وعلى ضعفه بخاصة. والشعبالفاتر في حماسته لو نال حقين مغصوبين لعاد فخسر أحدهما أو كليهما؛ أما الشعبالمتحمس القوي في حماسته، فلو غُصبَ حقين ونال أحدهما لعاد فابتزَّ الآخر

نعم ان عودة الملك من واشنطن تشبه عودة سعد باشا من اوروربا وعلى الامة جميعا ان تنهض لاستقباله فنحن نكتب تاريخا جديدا وهذا اليوم له ما بعده .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع