في مشهد سياسي مثير للجدل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته المثيرة للجدل لإعادة "تطوير" قطاع غزة، عبر سيطرة أمريكية مباشرة، متجاهلاً التعقيدات الجيوسياسية والتداعيات الإنسانية الكارثية المحتملة ، إلا أن هذه الرؤية قوبلت بموجة انتقادات حادة داخل الأوساط السياسية الأمريكية، خصوصاً من أعضاء في مجلس الشيوخ والكونغرس، الذين وصفوها بالخطيرة وغير الواقعية ، لدرجة أن السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي لم يتردد في التعبير عن استيائه من تصريحات ترامب، وكتب عبر منصة "إكس":
"ترامب فقد عقله تمامًا.. غزو الولايات المتحدة لغزة سيؤدي إلى مذبحة لآلاف الجنود الأمريكيين، وسيفتح الباب لحرب لا تنتهي في الشرق الأوسط.. هذه مزحة رديئة."
هذا التصريح يعكس حجم الغضب داخل الأوساط السياسية الأمريكية من رؤية ترامب، التي يراها الكثيرون غير مدروسة وخطيرة ، وقد ذهب السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن إلى أبعد من ذلك، حيث اعتبر أن ترامب يتبنى نهج التطهير العرقي من خلال اقتراحه تهجير مليوني فلسطيني قسرًا من غزة ، واصفًا سياسته بأنها محاولة لإخفاء هذه الجريمة تحت مسميات أخرى ، وبدوره، وصف عضو مجلس النواب جيك أوشينكلوس المقترح بأنه "متهور وغير معقول"، محذرًا من أنه قد يفسد الجهود الجارية لإرساء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وأشار إلى أن كل سياسات ترامب لها ارتباطات بمحسوبيات ومصالح شخصية، ملمّحًا إلى دور جاريد كوشنر، صهر ترامب، في الترويج لهذه الفكرة لأسباب مالية واقتصادية، قائلًا:
"يريدان تحويل غزة إلى مشروع استثماري ضخم، أشبه بمنتجع فاخر " بدليل أن ترامب، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعاد التأكيد على رؤيته، مشيرًا إلى أن غزة يمكن أن تصبح "ريفييرا الشرق الأوسط"، معتبرًا أن إعادة تطويرها من قبل الولايات المتحدة سيحولها إلى منطقة سياحية فاخرة ، و
هذه التصريحات أثارت ردود فعل غاضبة، حيث اعتبرها العديد من السياسيين محاولة لشرعنة الاحتلال والتهجير القسري، بدلًا من السعي لحل عادل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ، وفي ظل المشهد الجيوسياسي الحالي، تبدو خطة ترامب غير قابلة للتطبيق عمليًا، فضلًا عن كونها انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، التي تحظر تهجير السكان قسرًا أو الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة ، كما أنها قد تؤدي إلى تصعيد عسكري جديد في المنطقة، مما يعرض المصالح الأمريكية والعالمية للخطر ، وفي النهاية، تبدو هذه الخطة أقرب إلى مقامرة سياسية قد تفتح بابًا جديدًا للفوضى، بدلًا من أن تقدم حلًا واقعيًا ومستدامًا للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .