زاد الاردن الاخباري -
شدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته على وحدة الحلف في مواجهة التحديات الأمنية الراهنة، مؤكدًا أنه لا يوجد مكان للانقسام داخل الناتو في ظل التوترات العالمية الحالية.
جاء ذلك في تصريحاته قبيل مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث تناول القضايا الأمنية المرتبطة بالصراع في أوكرانيا، والإنفاق الدفاعي، والدور المستقبلي لأوروبا في سياق الأمن الدولي.
"موقف ثابت من دعم أوكرانيا"
تحدث روته عن الاتصال الذي أجراه مع المستشار الألماني أولاف شولتس، حيث عبر عن حزنه العميق لما حدث في ميونيخ من هجوم أسفر عن إصابة 36 شخصًا، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين.
وأكد روته أن الناتو يركز بشكل أساسي على ضمان أن تتمكن أوكرانيا من المشاركة في محادثات السلام المستقبلية، مع الحفاظ على استمرار الدعم العسكري والتدريب لأوكرانيا في هذه المرحلة الحرجة.
وأكد روته أن هناك توافقًا واسعًا بين حلفاء الناتو على أن الدعم العسكري لأوكرانيا يجب أن يستمر حتى بعد التوصل إلى أي اتفاق سلام. وأشار إلى أن الهدف من أي اتفاق هو أن يكون مستدامًا وطويل الأمد، مما يضمن عدم محاولة روسيا مجددًا التعدي على الأراضي الأوكرانية.
كما شدد على أهمية استمرار الناتو في دعم تدريب القوات الأوكرانية وتزويدها بالمعدات العسكرية لضمان تحقيق السلام واستمراره.
"بحاجة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي"
وناقش روته موضوع الإنفاق الدفاعي، مؤكدًا أن الدول الأوروبية في الناتو بحاجة إلى زيادة ميزانياتها الدفاعية، موضحا أن الهدف يجب أن يكون تجاوز نسبة الإنفاق الحالية على الدفاع التي تقل عن 3%، ومشيرًا إلى أن الناتو يجب أن يكون مستعدًا لتلبية التحديات الأمنية المستقبلية.
وأضاف أن تحديد جدول زمني صارم لتحقيق هذه الأهداف أصبح أمرًا حتميًا لضمان استقرار الحلف.
وردًا على تساؤلات حول تأثيرات الإدارة الأميركية الحالية على وحدة الناتو، قال روته: "لا مكان للانقسام داخل الناتو". وأوضح أن الإدارة الأميركية ملتزمة تمامًا بحلف الناتو، وأن التعاون بين الحلفاء الأوروبيين والولايات المتحدة في ميونيخ يعكس قوة التحالف.
وأضاف أن الناتو سيظل حليفًا قويًا في مواجهة التحديات الأمنية العالمية، سواء في تعزيز الدفاع المشترك أو في ضمان استقرار أوكرانيا.
وفيما يتعلق بالهجوم الأخير على محطة تشيرنوبيل النووية، ذكر روته أنه لم يتلقَ معلومات دقيقة حول الهجوم لكنه أشار إلى أن الناتو يتابع هذه الأحداث عن كثب، مضيفًا أن الحلف سيظل يقيم المخاطر المرتبطة بالتهديدات النووية في المنطقة.
وفي ختام تصريحاته، شدد الأمين العام للناتو على أهمية أن تواصل الدول الأوروبية دعم أوكرانيا بكل الوسائل المتاحة، سواء من خلال التدريب أو توفير المعدات العسكرية، مع التفكير في دورها المستقبلي في أوكرانيا بعد اتفاق السلام.
وأكد روته أن المفاوضات الجارية حول السلام في أوكرانيا هي فرصة للتأكيد على قدرة الدول الأوروبية على التأثير في مصير المنطقة، وأن الناتو سيظل حليفًا أساسيًا في تلك المرحلة.