السيد دونالد ترامب،
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
أخاطبك اليوم كمواطن أردني، أنتمي لوطن صغير بحجمه، لكنه كبير بمكانته، وطنٌ تتقاطع فيه مصالح الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي، وطنٌ يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني بحكمة جعلت من الأردن واحة للأمان، في منطقة تعصف بها الأزمات والصراعات كأردني تابعت تصريحاتك وآراءك حول الشرق الأوسط، ومنها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وقطاع غزة، وتحديدًا الحديث عن مشاريع التهجير أو تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن ومصر والمملكة العربية السعودية وأود أن أؤكد لك، بل أُذكّرك، بأن هذا الطرح مرفوضٌ جملةً وتفصيلًا من كل أردني وعربي، شعوباً وقيادات.
واذكرك مرة أخرى ان الأردنيون – بمختلف أصولهم ومنابتهم – يجمعون على رفض أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير أهلنا في غزة أو الضفة الغربية إلى الأردن. هذه الأرض، أرض الحشد والرباط، كانت وستظل نصيرةً للشعب الفلسطيني في حقه بالعودة إلى وطنه، وليس تهجيره منه. وان الأردنيين هم قبائل وعشائر ثائرة منذ الازل لها تاريخها ولها امجادها وقائدتها بَنُو هَاشِمٍ الهَاشِمِيُونَّ قبيلة عربية عدنانية إحدى فروع قبيلة قريش اكبر قبيلة في العالم فهم مثال للطليعةَ بوصفهم صفوةً أخلاقية وأهلَ الإدارة السياسية والاقتصادية على مدار التاريخ.
السيد دونالد ترامب
الدبلوماسية الأردنية ممثلة بسيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله هي الوحيدة عربياً فقط التي تسعى لحل الصراع العربي الإسرائيلي ،والأردن اخذ على عاتقه بان يكون هو الذي يحمل هذه القضية بكل ما اوتي من قوة في تحركه في كافة الاتجاهات ومع مختلف القوى الدولية الداعية لإيقاف الحرب على غزة والتأكيد على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران من عام 1967 ،وان كافة التوجيهات والدعم المقدم لإسرائيل من قبل الدول الغربية ما هو الا للسعي لعرقلة كافة المساعي الدولية لحل الصراع الناشب بين الدولتين ،و الحرب الدائرة حالياً ما هي الا طريق مباشر لحرب واسعة على مستوى المنطقة ان لم تتدخل كافة الأطراف المعنية بفض النزاع الدائر.
يعمل جلالة الملك المعظم حفظه الله سيد الدبلوماسية ونبراسها في التصدي في كافة المحافل الدولية واللقاءات المستمرة على انهاء الحرب الدائرة باي شكل من الاشكال، أكد جلالته ان أي عملية لتهجير للشعب الفلسطيني ما هو الا انذار وجرس يقرع طبول حرب إقليمية لا سلام بها وخط احمر لا يمكن تجاوزه مهما كلف الامر. بالإضافة الى تقديم كافة الدعم للأشقاء في غزة والضغط بكل الإمكانات المتاحة لتسهيل دخول المساعدات رغم الصعوبات التي تواجه هذه المساعي، وهذا هو ديدن الهاشميين الذي كان وسيبقى وهو احترام الانسان دون النظر لعرقه او أصله او دينه.
.موقف الملك عبدالله الثاني كان ولا يزال واضحًا، وقد سمعته الإدارة الأمريكية جيدًا: **لا للوطن البديل، ولا للتهجير