أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
استدعاء هادي الحوراني لقائمة "النشامى" الإدارة المحلية: مشروع قانون الأبنية يحد من تدخل العنصر البشري ويعالج التشوهات المنتخب الوطني لكرة القدم يستدعي اللاعب عايد تباين أداء أسواق الأسهم الأوروبية في ظل تهديدات الرسوم الجمركية أسعار النحاس تواصل الارتفاع كركي شهم فقد ابنه : بناتنا ما بنامن في السجن الرواشدة: الرعاية الملكية لمهرجان جرش تقترن بأهمية الأردن ورسالته الحضارية والإنسانية جمعية العون الصحي تناقش خطة استجابة للطوارئ المناخية في القطاع الصحي سعر غرام الذهب 21 يتجاوز 60 دينارًا في السوق المحلية رئيس الديوان الملكي يعزي عشائر الفاعوري وأبو شهاب والخلايلة والجابر تفاصيل الحالة الجوية يوم الجمعة حكمت الهجري: حكومة دمشق متطرفة ومطلوبة للعدالة الأورومتوسطي: إسرائيل ارتكبت بشكل واسع النطاق جرائم مبنية على النوع الاجتماعي ضد الفلسطينيين "إسرائيل" تعلن إرسال مساعدات إنسانية للدروز في سوريا استشهاد طفل فلسطيني برصاص الاحتلال شرق غزة بوتين يعلن الموافقة على جميع المقترحات لإنهاء الحرب مع أوكرانيا إيران: وصلتنا رسالة من ترامب العين النجار تكرم سيدات أعمال ورائدات في معان هل كانت ميركل تعرف مصدر فيروس كورونا؟ الأردن السابع عربيا على مؤشر الابتكار العالمي
أمريكا أكثر حاجة للأردن والأردن يمتلك خيارات تغيير تحالفاته ... !! د. رعد مبيضين
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة أمريكا أكثر حاجة للأردن والأردن يمتلك خيارات...

أمريكا أكثر حاجة للأردن والأردن يمتلك خيارات تغيير تحالفاته .. !!

15-02-2025 08:58 AM

في معادلات السياسة الدولية، لا تُقاس قوة الدول فقط بحجمها العسكري أو الاقتصادي، بل أيضاً بموقعها الاستراتيجي، واستقرارها السياسي، وقدرتها على إدارة التحالفات بذكاء ، وفي هذا السياق، يتبوأ الأردن موقعاً محورياً في الشرق الأوسط، يمنحه ثقلاً يفوق حجمه الجغرافي أو إمكانياته الاقتصادية ، وعلى الرغم من كون الولايات المتحدة القوة العظمى الأولى في العالم، إلا أنها تعتمد على الأردن أكثر مما قد يبدو للوهلة الأولى، ومع تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، فإن عمّان تمتلك من الأوراق ما يمكنها من إعادة رسم تحالفاتها، وفقاً لمصالحها الوطنية، وهو ما عبّر عنه جلالة الملك عبد الله الثاني بوضوح، حتى في قلب البيت الأبيض ، سيما وأن الأردن يتميز بموقعه الجغرافي بالغ الأهمية، حيث يجاور فلسطين المحتلة، وسوريا، والعراق، والمملكة العربية السعودية، ما يجعله نقطة توازن حاسمة في منطقة مضطربة ، فالأردن ليس مجرد دولة مجاورة لقضايا مشتعلة، بل هو لاعب رئيسي في ملفات حيوية تمس الأمن العالمي، مثل القضية الفلسطينية، ومحاربة الإرهاب، وأمن الخليج، واستقرار سوريا والعراق ، وهذه الملفات ليست مجرد قضايا إقليمية، بل ترتبط مباشرة بالأمن القومي الأمريكي، مما يجعل العلاقة بين واشنطن وعمّان أكثر تعقيداً وعمقاً مما يتصور البعض ، فأمريكا تعتمد على الأردن ، وهذه حقائق لا يمكن إنكارها :
1. قاعدة أساسية للأمن والاستقرار ، ويُعد الأردن حليفاً استراتيجياً موثوقاً للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، حيث قدم على مدى السنوات الماضية دعماً استخباراتياً وعسكرياً حاسماً في مواجهة الجماعات المتطرفة ، ومنذ تصاعد خطر الإرهاب في المنطقة، كان الأردن أحد أبرز شركاء واشنطن، ولعب دوراً حاسماً في حفظ الأمن، ليس فقط إقليمياً، بل حتى على المستوى الدولي.
2. قاعدة عسكرية محورية ، و
يمثل الأردن نقطة ارتكاز للوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، حيث توجد قواعد أمريكية تُستخدم لدعم العمليات في سوريا والعراق، وضمان استقرار المنطقة ، وهذا الوجود العسكري لا يمنح واشنطن فقط قدرة على التحرك السريع عند نشوء أي تهديدات، بل يجعل الأردن عنصراً لا غنى عنه في استراتيجيتها العسكرية الإقليمية.
3. الدور المحوري في القضية الفلسطينية ،فالقضية الفلسطينية تشكل واحدة من أكثر القضايا حساسية في السياسة الخارجية الأمريكية، والأردن يحتل موقعاً استثنائياً في هذا الملف. فهو الدولة التي تحتضن أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين، ويتمتع بوصاية تاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ، وبالتالي، فإن أي حل مستقبلي للقضية الفلسطينية لا يمكن أن يتم دون دور أردني رئيسي، وهو ما تدركه واشنطن جيداً.
4. استقرار الأردن ضرورة أمريكية ،ففي ظل الاضطرابات التي شهدتها دول المنطقة خلال العقد الماضي، برز الأردن كواحة استقرار وسط منطقة مشتعلة ، زعزعة الاستقرار في الأردن ستكون كارثة على المصالح الأمريكية، لأنها ستؤثر مباشرة على أمن إسرائيل، وتدفق اللاجئين، وعودة الإرهاب للمنطقة ، لهذا السبب، فإن أي اضطراب في الأردن يعني تهديداً مباشراً للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
وفي ظل هذا يمتلك الأردن خيارات لتغيير تحالفاته ، على الرغم من أهمية العلاقة مع الولايات المتحدة، فإن الأردن ليس مضطراً للبقاء ضمن تحالفات تقليدية لا تخدم مصالحه الوطنية، فالعالم يشهد تحولات كبرى، وقوى جديدة مثل الصين وروسيا بدأت تلعب أدواراً أكبر في المنطقة، ما يفتح أمام الأردن آفاقاً جديدة للمناورة السياسية والاقتصادية :
1. الانفتاح على الصين وروسيا ، شهدت السنوات الأخيرة توجهاً عربياً نحو تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا، سواء في المجالات الاقتصادية أو العسكرية،ويمكن للأردن أن يستفيد من هذه الديناميكية الجديدة لتحقيق توازن في سياسته الخارجية، والحصول على استثمارات صينية ضخمة، وتعزيز التعاون العسكري مع موسكو، دون أن يكون ذلك على حساب علاقاته مع الغرب.
2. تعزيز التحالفات الإقليمية ،
يمتلك الأردن القدرة على إعادة صياغة تحالفاته في المنطقة، عبر توثيق علاقاته مع دول الخليج، أو تطوير التعاون مع تركيا وإيران وفق رؤية استراتيجية تخدم مصالحه الوطنية، فالدبلوماسية الأردنية تملك من المرونة ما يمكّنها من التحرك بذكاء في بيئة إقليمية متغيرة.
3. تبني سياسة خارجية أكثر استقلالية، يمكن لعمان أن تعيد ضبط بوصلتها الخارجية بحيث تضع مصالحها في المقدمة، وتستخدم موقعها الاستراتيجي كورقة ضغط حقيقية لتحقيق مكاسب أكبر في علاقاتها مع القوى الكبرى، بما يضمن استدامة أمنها واستقرارها بعيداً عن التبعية لأي طرف.
لهذا على ترامب أن يعي أن الافتراض بأن "الأردن يحتاج إلى أمريكا أكثر مما تحتاج أمريكا إليه" هو تبسيط ساذج ومخلّ بالواقع ، فالحقيقة هي أن أمريكا تعتمد على الأردن في ملفات مصيرية، تجعل من المملكة شريكاً استراتيجياً لا يمكن تجاوزه ، وفي هذا السياق، أكد جلالة الملك عبد الله الثاني، خلال زيارته للبيت الأبيض، وبكل وضوح، أن "مصالح الشعب الأردني ووطنه تأتي أولاً"، وهو ما يحمل دلالة قوية على أن الأردن يمتلك خياراته، ولن يقبل أن يكون رهينة لسياسات لا تخدم أمنه واستقراره ، فالعالم يتغير، والتحالفات تتبدل، والأردن لديه من الأوراق ما يمكنه من لعب دور أكثر استقلالية في رسم مستقبله السياسي والاقتصادي ، وأمريكا بحاجة إلى الأردن أكثر مما تعترف به، وإذا أرادت الحفاظ على شراكتها الاستراتيجية معه، فعليها أن تدرك أن عمان لم تعد دولة هامشية في المعادلة الإقليمية، بل باتت رقماً صعباً في حسابات القوى الكبرى ،
أما على المستوى الشعبي والإنساني، فإن التأييد الواسع لجلالة الملك عبد الله الثاني، والتفاف الأردنيين حول قيادتهم، يؤكد أن الأردن – أرضاً وشعباً ونظاماً – هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه ... !!
خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع