زاد الاردن الاخباري -
يا رب لك الحمد، لقد عادت السياحة إلى الأردن بأوج قوتها، وها هي تستعيد بريقها الذهبي بسرعة مذهلة!
فخلال أيام قليلة فقط، شهدنا تدفقًا سياحيًا غير مسبوق تجاوز 600 ألف سائح، ولكن ليسوا من الأرض وحدها، بل من عدد من الكواكب، واختاروا كوكب الارض، وخاصة الأردن، وجهة لهم!
هذا التدفق السياحي لم ينعش الاقتصاد فحسب، بل حتى الطقس نفسه احتفل بقدومهم!
إذ شهدت المملكة هطولًا غزيرًا للأمطار وتساقطًا للثلوج، خصوصًا على المرتفعات والمناطق السياحية،
وكأن الطبيعة نفسها ترحب بهؤلاء الضيوف الاستثنائيين.
وبهذه المناسبة السعيدة، لم أتردد في الاتصال بزملائي من أصحاب ومديري الفنادق، والمطاعم السياحية، وشركات النقل السياحي، والأدلاء السياحيين، وأصحاب محلات التحف الشرقية، والمكاتب السياحية، وأصحاب الخيول والجيبات الذين يعملون في القطاع السياحي، لأقدم لهم التهاني وأشاركهم الفرحة بهذا الحدث الفريد.
إلا أنني فوجئت بردود فعلهم! فقد أبدى كثير منهم الدهشة والاستغراب، بل إن بعضهم وصفني بالجنون، متسائلين عن أي سياح أتحدث؟
لكنني لم أتراجع، بل واصلت البحث والتدقيق حتى اكتشفت الحقيقة المذهلة! إن الجهة التي أعلنت عن دخول هذا العدد الكبير من السياح في الشهر الأول من العام لديها قدرة خارقة على رؤية ما لا نراه نحن حيث انهم عندهم كرامة من الله مكشوفون بها عن الحجاب .
فتبين أن هؤلاء السياح الفضائيين لا نستطيع نحن كبشر عادي ان نراهم ومن يراهم فقط هم من كشف عنهم الحجاب فقط حيث ان نوعية هذه السياح لا يحتاجون إلى الفنادق، ولا المطاعم، ولا المواصلات، ولا حتى الأدلاء السياحيين! فهم ببساطة لا ينامون، ولا يأكلون طعامنا، ولا يستخدمون وسائل النقل التقليدية.
بل إنهم قادرون على دخول المواقع السياحية بالقفز على سجلات إحصاء بوابات مراكز الزوار دون علم الموظفين.
ورغم كل ذلك، فإن الأمر مدعاة للفرح والتفاؤل، خاصة وأننا نعيش فترة انتقالية صعبة، حيث خرجنا من تحديات أمنية وإعلام غربي سلبي صور عنا صورة قاتمة.
لكنني أرى أن الأشهر القادمة ستحمل المزيد من الخير، بل إنني على قناعة تامة بأننا على أعتاب موجة سياحية فضائية أكبر!
إذ أتوقع أن يرتفع العدد في شهر آذار القادم إلى أكثر من ثلاثة ملايين سائح فضائي!
وبناءً على ذلك، فإنني أدعو أصحاب المكاتب السياحية الوافدة إلى عدم التنسيق مع المكاتب السياحية الخارجية، سواء في الولايات المتحدة، أو أوروبا، أو الشرق الأقصى، أو حتى الدول الإفريقية والعربية، وذلك تجنبًا للازدحام في المواقع الأثرية والسياحية، وحفاظًا على البنية التحتية، فالأولوية اليوم لضيوفنا الفضائيين!
يا الله يا الله …. لما يجوا اهل المريخ وزحل علينا والله غير نسجل اعداد سياح اكثر من باكيتات الشيبس الموجودة بالعالم ….
وشرب يا فليح