حكاية الأردن ليست وراء الأبواب بل تحت الشمس.. كثيرون يزعجهم الوضوح ولا يتصوّرونه؛ لذا تنسل أقلامهم وألسنتهم بالتشكيك والطعن لأنهم يمارسون الغموض والكولسات فيحسبون الناس مثلهم..!
ماذا أريد من قائدي غير أن يقول للعالم أجمع أمام كاميرات العالم أجمع: أنت يا أردن خطّي الأحمر ومصلحتك هي قياسي الأول دون تفريط بفلسطين وأهلها..؟.
الذي يجلس في برجه العاجي ولا يخرج للشارع إلّا بأوهام العزلة والغربة معًا؛ لا يملك مفاتيح الشارع ولا يستطيع فكّ شيفرة الجماهير التي خرجت بوضوح تام مأسورة بفعل زعيمها تستقبله وتشدّ من عضده والأهم الذي لم يلتفت إليه الطاعنون العميان، أنهم يؤكدون لقائدهم مبايعتهم له على عدم تهجير الغزّيين..! ألم تكن هتافاتهم ويافطاتهم رسائل واضحة للعالم أن الأردنيين وقيادته مع فلسطين داخل فلسطين ومع غزّة داخل غزّة..؟!
أصحاب التشكيك المسبق و النوايا الملوثة يصرّون دائمًا على أن يكونوا جملة معترضة بين شحطتين في حكاية الأردن.. والذين يعرفون بعلامات الترقيم يعرفون أن الشحطتين إن سقطتا من أي نص فإن النصّ يبقى محافظًا على قوته وبلاغته وسطوته الوجدانية.
الأردن سائر وهو صنو فلسطين.. ما تلبّد غيم هنا أو هناك إلّا وتقاسما المطر لأن الطقس واحد والأصل واحد والجرح الفاغر فاه واحد.. وإنه لمصير مشترك رغم طاولات الدول الكبرى ورغم ألسنة وأقلام العميان والمتباصرين..!