الحدث الأكثر دقة وحساسية حدّ الخطورة تعيشه الدول العربية خلال المرحلة الحالية، ربما يكون الأكثر خطورة منذ عام 48، خطورة تواجه الأمن القومي للمنطقة نتيجة لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإسرائيل، ما يجعل من بوصلة العالم العربي تتجه نحو ضرورة إيجاد موقف بأعلى درجات التنسيق والتشابك العربي العربي لمنع تنفيذ مخططات إسرائيل وأميركا المتعلقة بغزة، لنجد الدول العربية تقف صفا واحدا بالموقف والكلمة ضد هذا المخطط والذي جعل من جرائم الإبادة في غزة تؤخّر في المتابعة والعقاب للوقوف على منع تهجير الأهل في غزة.
جلالة الملك عبد الله الثاني خلال لقائه بالرئيس الأمريكي أكد على أن القرار عربي، ولن تكون هناك مواقف فردية، فهو الإجماع العربي الذي تقوده الأردن ومصر والسعودية، فلن يخذلوا الأهل في غزة، بل سيكون الرد واحدا بأن «لا للتهجير» وهو ليس رفضا بالقول، حيث يضع العرب خطة متكاملة لمنع تهجير الأهل في غزة، وإعمارها دون تهجير أهلها، سيما وأنه لم يسجل في التاريخ أن دمرت حرب بلدا وطرد أهله حتى يتم إعماره، وهو ما سيقوم به العرب، سيتولون إعمار غزة وأهلها على ترابهم دون مغادرتها.
قمتان عربيتان أولهما خماسية في الرياض، بتنسيق أردني سعودي هام وحثيث، ليلتقي الأردن ومصر وقطر والإمارات في البيت السعودي وعلى طاولة قمة الرياض لوضع صيغة عربية هامة وحاسمة تتلقاها القاهرة لتكون عل طاولة قمة القاهرة في 27 الحالي، وبذلك تضع الدول العربية صيغا عملية والأهم حاسمة وحازمة لحماية غزة من أي مخططات مدمّرة، وكذلك لمنع تصفية القضية الفلسطينية، ذلك أن التهجير المسمار الأهم في نعشها لجهة التصفية، حيث سيلتقي العرب بتنسيق ورؤى واحدة لمنع تهجير الأهل في غزة، بل تعزيز صمودهم وهو ما يسعى له الأردن منذ أكثر من عام، بتقديم المساعدات لهم وديمومتها وزيادة كمياتها.
اليوم، الدول العربية تقف صفا واحدا لدعم فلسطين، وإعمار غزة بسواعد عربية وتمويل عربي، واستمرار ارسال المساعدات الإنسانية والإغاثية، يقفون رافضين المساس بأمنهم القومي، متشبثين بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، برفض حازم لكل ما من شأنه أن يقف ضد إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من جزيران 1967، أو تصفية القضية، وحماية لأمنهم، اليوم الدول العربية تضع المبادرة العربية لحل تحديات المرحلة، وحل القضية الفلسطينية بتوافق عربي، ليكون توافقا دوليا، ففي هذه الأثناء كثيرون من يقفون مع الدول العربية أوروبيا، ما يجعل من الحل العربي ممكن التنفيذ وحتما الأيام القليلة القادمة ستحمل صوتا عربيا واحدا بحل عربي يحمي فلسطين وغزة، وحتما يمكن أن يكون مدعوما أوروبيا، فعشرات الدول الأوربية ترفض خطة ترامب.
حركة دبلوماسية سياسية وضع جلالة الملك عبد الله الثاني إطارها العام في واشنطن خلال لقائه ترامب، حراك عربي بجهود أردنية بقيادة جلالة الملك لن تخذل فلسطين وغزة، وسينتصرون لحقوق الشعب الفلسطيني الشرعية، وسيدعمون إقامة دولتهم المستقلة، بسعي لحل الدولتين، سيحرصون على تقديم المساعدات للأهل في غزة دون انقطاع، سيعملون يدا واحدة لإعمار غزة، موقف عربي يجعل من القادم يحمل صورة عربية فلسطينية تدعم الحق الفلسطيني وتحمي الأمن القومي للمنطقة وتحديدا مصر والأردن، وفي رفضهم سيكون الحسم.