زاد الاردن الاخباري -
حذرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، من خطورة المماطلة في دعم أوكرانيا، مؤكدةً أن الحرب التي تدخل عامها الرابع لا تهدد سيادة أوكرانيا فحسب، بل تمس سيادة وأمن أوروبا والعالم بأسره.
واستعرضت، خلال كلمتها في مؤتمر ميونخ للأمن، التطورات التي سبقت الحرب الروسية على أوكرانيا، مشيرةً إلى أن العدوان "لم يكن مفاجئًا، بل جاء بعد سنوات من التصعيد، بدءًا من اجتياح جورجيا عام 2008، ثم غزو دونباس وضم القرم عام 2014، وصولًا إلى التدخل العسكري في سوريا، الذي استخدمته موسكو كحقل تجارب لأسلحتها واستراتيجياتها قبل الحرب الشاملة على أوكرانيا في 2022".
وقارنت كالاس بين الوضع الحالي في أوكرانيا وأحداث تشيكوسلوفاكيا عام 1938، عندما خضع المجتمع الدولي أمام المعتدي، محذرةً من تكرار السيناريو ذاته قائلة: "لدينا اليوم معتدٍ يسعى للاستيلاء على أراضٍ ليست له، والمفاوضون يمنحونه أوراقهم قبل حتى بدء المفاوضات. هذه تكتيكات كارثية تقودنا نحو كارثة حتمية".
وأكدت أن الأوكرانيين لن يستسلموا ولن يقبلوا التنازل عن أراضيهم، مشيرة إلى أن أوروبا تقف اليوم أكثر وحدة، قائلة: "لا يوجد في هذه القاعة أي تشامبرلين أو دالادييه. سنواصل دعم أوكرانيا، لكن علينا أن نشعر بالإلحاح ونتحرك بسرعة".
- ضرورة التحرك العاجل -
وتساءلت كالاس: "لماذا يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لفهم أن هذه الحرب لا تتعلق فقط بسيادة أوكرانيا، بل بسيادتنا جميعًا؟" مؤكدةً أنه لو كان العالم قد تحرك بشكل أسرع وأكثر حسمًا، لكانت الحرب قد انتهت بالفعل بانتصار أوكرانيا.
وأضافت: "روسيا يمكنها إنهاء القتل في أي لحظة فقط بسحب قواتها ووقف القصف"، محملةً موسكو المسؤولية الكاملة عن استمرار الحرب والمعاناة.
وفي ختام كلمتها، تسلمت كلاس جائزة إيفالد فون كلايست لعام 2025، لكنها أكدت أن الصراع لا يزال مستمرًا، قائلةً: "بينما نجتمع هنا في ميونخ، يقاتل أصدقاؤنا الأوكرانيون من أجل حياتهم. يجب أن نساعدهم"، معلنة أنها تهدي الجائزة "بتواضع للأوكرانيين"، مختتمةً كلمتها بقولها: "المجد لأوكرانيا".