زاد الاردن الاخباري -
تطورات جديدة شهدتها قضية منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري في بيروت.
وأعلنت طهران أنها تبلغت من بيروت، إلغاء كل الرحلات القادمة من إيران إلى لبنان حتى 18 فبراير/شباط الجاري.
ولوحظ أن تاريخ الحظر المفروض على الطائرات الإيرانية يتزامن مع انسحاب مقرر للقوات الإسرائيلية من بلدات في جنوب لبنان، وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وكان مقررا انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان بعد 60 يوما من دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكن الولايات المتحدة أعلنت تمديد مهلة بقاء القوات الإسرائيلية في أراض لبنانية حتى 18 فبراير/شباط الجاري.
وقال رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية حسين بور فرزانه: "في ضوء القضايا الأمنية التي تسود مطار بيروت حاليًا، فقد تم إلغاء جميع الرحلات إلى لبنان، حتى 18 من الشهر الجاري كحد أدنى".
وأضاف بورفرزانة، ردا على الأنباء عن تهديد إسرائيل باستهداف الطائرات الإيرانية المتجهة إلى لبنان: "لم أسمع كلمة التهديد، ولكن في ضوء ما دار خطيا بين منظمة الطيران المدني الإيرانية ولبنان، فقد طلب الجانب اللبناني منّا، تعليق الرحلات الإيرانية المتجهة إلى هذا البلد حتى 18 فبراير الجاري، وعليه سوف تتوقف عمليات نقل الركاب الإيرانيين في غضون هذه الفترة".
وأكد بورفرزانة، حسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، أن منظمة الطيران المدني ستتابع هذا الأمر يوميا؛ وستقوم بحل هذه المشكلة.
ولم يصدر أي تأكيد رسمي من لبنان حول موعد الحظر المفروض على الرحلات الإيرانية.
اتصال وزيري الخارجية
في غضون ذلك، بحث وزيرا خارجية إيران عباس عراقجي ولبنان يوسف رجى، في اتصال هاتفي، أزمة الرحلات الجوية.
وأفادت "إرنا"، بأن الوزيرين بحثا الآليات والسبل الكفيلة بحل أزمة الرحلات الجوية لطائرات نقل الركاب بين البلدين، حيث أكدا استعدادهما لإجراء مباحثات بناءة وقائمة على حسن النوايا بهذا الشأن.
من جهته، طالب "حزب الله"، اليوم الأحد، الدولة اللبنانية بالتراجع عن منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت، وأكد في بيان ضرورة اتخاذ إجراءات جدية لمنع إسرائيل "من فرض إملاءاتها والتعدي على السيادة الوطنية".
وأثار قرار السلطات اللبنانية منع هبوط طائرة إيرانية في مطار رفيق الحريري في بيروت، احتجاج أنصار حزب الله، الذين قطعوا طريق المطار وجرت اشتباكات بين المحتجين وقوات الجيش، إثر إحراق ملثمين سيارة تابعة لقوات الأمم المتحدة في لبنان "يونيفيل".
وكشف مصدر أمني لبناني سبب إقدام السلطات اللبنانية على اتخاذ القرار، وقال إن "السلطات منعت الطائرة الإيرانية التي كان من المقرر أن تقلع الخميس الماضي من طهران، من التوجه إلى مطار بيروت بعدما تبلّغت تحذيرًا من الجانب الأمريكي بأن إسرائيل سوف تستهدف المطار في حال هبوط الطائرة".
رسالة أمريكية
وقال المصدر الأمني، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لـ"فرانس برس": "أبلغ الجانب الأمريكي الجانب اللبناني بأنّ إسرائيل جادة في تهديدها، وبناء على هذا التهديد طُلب وزير الأشغال بعد التنسيق مع رئيس الحكومة (نواف سلام) ورئيس الجمهورية (جوزيف عون) حجب الإذن ومنع قدومها (الطائرة) إلى مطار بيروت وإبلاغها بذلك قبل أن تأتي".
وأضاف المصدر، أن السلطات اللبنانية اعتبرت أن "الحل الأمثل هو ألا تهبط هذه الطائرة لكي لا يتعرّض المطار للخطر مع أن الأمن اللبناني يفرض تفتيشًا مشددا على الطيران الإيراني"، لافتا إلى أن رحلة أخرى كانت مقررة الجمعة من طهران ألغيت للأسباب نفسها أيضا.
واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام السبت أن "سلامة مطار بيروت هي فوق أي اعتبار وسلامة المسافرين وأمن اللبنانيين هي مسألة لن نتسامح فيها".
وقالت المديرية العامة للطيران المدني، في بيان الخميس: "حرصا على تأمين سلامة وأمن مطار رفيق الحريري الدولي، فقد تمت إعادة جدولة توقيت بعض الرحلات الآتية إلى لبنان مؤقتا"، ومنها الرحلات الآتية من إيران حتى 18 فبراير/شباط.
وأفاد مسؤول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بأن "المطار تلقى طلبا من وزارة الأشغال العامة والنقل بإبلاغ خطوط ماهان الإيرانية بعدم استقبال رحلتين تابعتين لها إلى بيروت، واحدة كانت مقررة مساء الخميس وأخرى الجمعة. وأضاف: "أُرجئت الرحلتان الى الأسبوع المقبل"، من دون تحديد السبب.
قطع الطرق
واندلعت توترات واشتباكات بين الجيش اللبناني ومتظاهرين أمام الطريق المؤدي لمطار بيروت، استجابة لدعوة أطلقها حزب الله، للاعتصام، احتجاجا على رفض السلطات اللبنانية، استقبال الرحلتين من إيران.
واتّهمت إسرائيل مرارا حزب الله باستخدام المطار الوحيد في لبنان لنقل أسلحة من إيران، ما ينفيه الحزب ومسؤولوه.
وأظهرت مشاهد تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي متظاهرين، بعضهم ملثّمون يرفعون أعلام حزب الله يتعرّضون لرجل بالزي العسكري وآخر بالزي المدني قرب سيارة محترقة تابعة لليونيفيل.
عمليات أمنية وتحقيقات
ونفذ الجيش اللبناني، السبت، سلسلة عمليات أمنية، في إطار ملاحقة المتورطين في الهجوم على موكب اليونيفيل، ما أدى لإصابة ضابطين أحدهما نائب قائد القوة الدولية، المنتهية ولايته.
في السياق نفسه، أعلن وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار في مؤتمر صحفي: "حتى الآن، لدينا أكثر من 25 موقوفا في مخابرات الجيش اللبناني، وهناك موقوف عند شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي".
وأوضح أن هذا لا يعني أن هؤلاء الموقوفين ارتكبوا الاعتداء على اليونيفيل، لكن التحقيقات سوف تظهر من هو المسؤول ومن المرتكب، كما أنها ستتواصل بشكل جدي جدا.