زاد الاردن الاخباري -
كشفت وسائل إعلام عبرية، عن أن حكومة الاحتلال تعمل على إغراق الجمهور الإسرائيلي بالأكاذيب وتنتهك اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، مع تحميل "حماس" المسؤولية، وإقصاء الفنيين من فريق التفاوض، حيث يعمل نتنياهو ورجاله، كل ما بوسعهم لعدم إنهاء الحرب حتى على حساب التخلي عن الأسرى الذين يفترض أن يتم الإفراج عنهم في المرحلة القادمة.
ونقلت صحيفة/يديعوت أحرونوت/ العبرية الصادرة اليوم الأحد، عن مصدر أمني إسرائيلي كبير مطلع على صفقة الأسرى قوله: "في كل مرة تعتقد فيها أنه من المستحيل الانحدار إلى مستوى أدنى، لا بالأكاذيب، ولا بالانقلاب الكامل للأولويات وعلى رأسها حياة الأسرى، يتبين أنك كنت مخطئاً، وأن ذلك ممكن بالفعل، وأن هناك مستوى أدنى كثيراً في ما هو على استعداد هؤلاء الناس للقيام به لتحقيق أهدافهم السياسية على حساب حياة الأسرى".
وأضاف أنه من المهم الانتباه إلى صياغة كلام المتحدث باسم نتنياهو، عمر دوستري، والذي اعترف الخميس الماضي، بأن إسرائيل تنتهك الاتفاق مع "حماس"، لكن مع ذلك لا تجد إسرائيل أي مشكلة في اتهام "حماس" بانتهاك الاتفاق.
ووفق الصحيفة، يأتي هذا الكلام على الرغم من أن "إسرائيل وقعت على اتفاق يقضي بأن تبدأ المفاوضات مع حماس بشأن المرحلة الثانية "في موعد لا يتجاوز" اليوم السادس عشر من اتفاق وقف إطلاق النار، أي قبل نحو أسبوعين، لتنفيذه بشكل مكثف والانتهاء منه بحلول اليوم الخامس والثلاثين من وقف إطلاق النار ــ أي بعد أسبوع آخر من اليوم".
وقال المسؤول الكبير "في هذا الوضع، حتى لو كانت جميع الأطراف متحمسة للغاية للتوصل إلى اتفاق، فليس هناك أي أمل في أن يتمكنوا من تلخيص كل التفاصيل المعقدة في غضون أسبوع. وعلى الأقل فيما يتعلق بجانب واحد، أستطيع أن أشهد أنه العكس تماما من التحفيز".
وأضاف: أن هذا ليس نقاشاً تافهاً، بل يتعلق بالقضية الأكثر أهمية على جدول الأعمال حالياً: صفقة الأسرى، وهذا مهم لأن هناك خطر أن يؤدي التماطل إلى انفجار المرحلة الأولى وعدم إعادة جميع الأسرى، حتى في ظل الاتفاق الحالي،لكن أهميتها استراتيجية أيضاً، إن لم تكن تاريخية ــ لأن استكمال المرحلة الثانية فقط سوف يشكل بداية الخطوات نحو اتفاق أوسع، مهما كان محتواه، بشأن اليوم الجديد على حدود غزة وإسرائيل، واليوم الجديد في الشرق الأوسط. دون الاتفاق على ذلك، لا يمكن لأي شيء آخر أن يتقدم إلى الأمام.
وأوضح أنه "يمكنك أن تنظر إلى الأمر من الجانب الآخر. إن الفشل في استكمال الاتفاق قد يؤدي ليس فقط إلى "الخلط"، كما يسميه كبار الشخصيات في مجتمع الاستخبارات، مع تعريض حياة الأسرى للخطر، ولكن أيضا إلى التراجع إلى تصعيد متجدد في القتال الذي سينتهي إلى طريق مسدود".
لكن مكتب نتنياهو، وربما المسؤول الكبير في المكتب أيضاً وفقا للصحيفة، يشعر بالقلق بشأن شيء مختلف تماماً.
وتابع: "إن نتنياهو وأنصاره محاصرون هنا في الأساس. فهم لا يهتمون بما يحدث في العالم الخارجي، أو السياسة الخارجية، أو حتى في إسرائيل، ولذلك فإن نتنياهو حريص على نفي حدوث مثل هذه المفاوضات على الفور، ولكنه لا يلقي باللوم على حماس، لأنه إذا فعل ذلك فإن الاستنتاج الذي ينبثق من هذا هو أن إسرائيل مهتمة بعقد هذه المفاوضات ".
وقال المصدر إن أحد الأدلة على أن نتنياهو يحاول إفشال الصفقة هو تصريحاته وتصريحات المقربين منه ووزراء في الحكومة بأن إسرائيل إما تنوي العودة إلى القتال أو تشترط لتوقيعها على المرحلة الثانية استسلام حماس دون شروط وتسليم سلاحها وتفكيك قطاع غزة، وهو شرط لن توافق عليه حماس بطبيعة الحال.
وحذر مصدر أمني من أن "إسرائيل بالكلام العالي والتهديدات القاسية وخرق الاتفاق تتجه نحو انفجارها، وبالتالي يتزايد خطر العودة إلى القتال"، وأنالأمر الأكثر إثارة للدهشة على الإطلاق، كما يقول المسؤول الأمني الكبير، "هو أن كل شيء مستمر دون انقطاع حتى الآن: ألعاب الواقع الافتراضي، والأكاذيب، والتضليل، والقول بالعكس، والوعود وعدم الوفاء بها، ونفي مزاعم حماس بشأن الانتهاكات، ولكن تصحيح هذه الانتهاكات حتى يتم إطلاق سراح الأسرى الثلاثة كما هو مخطط له، والإعلان بصوت عالٍ أننا مستعدون لمرحلة ثانية أخرى بكل قوتنا، ولكن في الممارسة العملية، لا نفعل شيئًا، أو نقول إننا نفعل كل شيء للإفراج عن جميع الأسرى ولكن في الممارسة العملية نفعل كل شيء لإحباط المفاوضات".
وكانت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" أطلقت صباح أمس السبت 3 أسرى محتجزين لديها ضمن الدفعة السادسة من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وبدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وبين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير الماضي خلف عدوان الاحتلال الإسرائيلي بمساندة الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية، نحو 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.