زاد الاردن الاخباري -
حذر مدير مكافحة الجرائم الإلكترونية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي العميد سعيد الهاجري من ما يعرف باسم الاحتيال الرومانسي، أو الاستدراج العاطفي.
وكشف عن تعرض ضحايا لعمليات استنزاف مادي ونفسي معقدة بسبب وقوعهم في شرك هؤلاء المحتالين، من بينهم امرأة أوربية مسنة خسرت كل مدخراتها قرابة 12 مليون درهم بعد استدراجها من قبل محتال من جنسية إفريقية ادعى أنه شاب وسيم يقيم في دبي، فباعت المرأة كل ممتلكاتها وحولت قيمتها إليه، بالإضافة إلى ما تملكه من أموال، وانتقلت إلى دبي لتكتشف وقوعها في فخ محكم.
وقال الهاجريإن الإشكالية في هذه الواقعة أن المحتال نفسه لا يعيش في دبي، بل يقيم في إحدى الدولة الإفريقية، لافتاً إلى أن المرأة التي كانت تعاني الوحدة والفراغ في بلادها أبلغت الشرطة وتم اتخاذ كافة الإجراءات التي تساعدها، فحدد فريق العمل هوية المحتال ومكان تواجده، واجتمع مع ضابط الارتباط الخاص بالملاحقة الدولية، وسلمت المعلومات للجهات الدبلوماسية المعنية، وانتقلت الحالة إلى دائرة أخرى.
وأوضح أن هذه الجريمة أشبه إلى سلخ الضحايا، ولا تقتصر على استهداف النساء فقط، بل يقع فيها الرجال أيضاُ وإن كان بنسبة اقل، لافتاً إلى أن المحتال يتلاعب عاطفياً بضحيته حتى تقع في شباكه، ثم يبدأ في استنزافها بدم بارد بأسلوب أقرب إلى سلخ الفريسة.
وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع التعارف سهلت لهؤلاء المحتالين استخدام ما يعرف بـ"الهندسة الاجتماعية" للضحية، فغالبية رواد هذه المنصات يعرضون كل تفاصيل حياتهم الشخصية عبر حساباتهم، فيدرس المحتال الضحية جيداً، ويحدد نقاط ضعفها ومن ثم يتلاعب بها بالتركيز على اهتماماتها.
وتابع الهاجري" تخيل أن شخصاً يعرف عنك كل شيء، وضعك الاجتماعي، والمادي، وحالتك النفسية، وما إذا كنت متشبع عاطفياً أو تعاني الوحدة والفراغ، وضف على ذلك أن هذا الشخص محترف في الاحتيال، ولديه قدرة كبيرة على التلاعب".
ولفت إلى أن الإشكالية التي كانت تواجه المحتالين التقليديين هي دراسة الأشخاص الذين يستهدفونهم، لكن وفرت لهم السوشيال الميديا الحلول بكل بساطة.