زاد الاردن الاخباري -
كتب : د . بسام العموش - لا شك أن السابع من أكتوبر وطوفان الأقصى نقطة تحول بل منعطف حاد في المنطقة والقضية الفلسطينية والأحوال العامة في العالم العربي . ولا يجوز لأحد كائنا" من كان أن يبقى على ما كان عليه قبل هذا التاريخ .
فعلى صعيد القضية الفلسطينية لا بد من إعادة ترتيب البيت الفلسطيني بهدف توحيد الوعي والتوجه السياسي لمختلف التلاوين السياسية لأن عاقبة اي حدث لا تعود على فئة دون أخرى ، ولا على منطقة دون أخرى . ولأن هذه القضية بالإضافة إلى أنها قضية وطنية هي قضية مقدسة لا يجوز التلاعب بها من أية جهة كانت فهذا مستقبل شعب وليس مصالح فئة أو اتجاه ولهذا لا بد من مؤتمر وطني عام ومفتوح للجميع لبحث الشأن دون خندقة ولا ادعاءات بل لا بد من المرونة والواقعية السياسية والاتفاق على الحد الأدنى في سبيل الوصول إلى الهدف وهذا يعني كتابة ميثاق فلسطيني جديد وليس ميثاق فصيل بل لا بد من إذابة كل المواثيق في ميثاق استراتيجي لا يلغيه أحد .
ولأننا في الأردن أكثر دولة تأثرا" بالقضية وعلينا عيون الطامعين وتحركات الخراصين وعملاء العدو فلا بد أن ندخل مرحلة جديدة عنوانها تحصين الوطن والدول وهذا لا يكون إلا بتراص الصفوف خلف حكومة سياسية من العيار الثقيل تلغي وجود حكومات الموظفين مع كامل الاحترام للأشخاص لكن الوطن أغلى من الجميع . نحتاج إلى سياسة اقتصادية لا تجعلنا اليد السفلى حتى لا يلوي أحد يدنا الأخرى ونصبح أسرى لأهوج أو استغلالي أو طامع .
ويردف الحكومة السياسية برلمان مسيس لصالح الوطن بعيدا" عن طالبي الخدمات الصغيرة أو المناطقية أو العشائرية أو العائلية أو الحزبية .
وما نريده في الأردن ، نريده في بلادنا العربية لتحصينها وتقويتها باعتماد بوصلة الوطن وأمنه واستقراره وتقدمه وتخليصه من المديونية والعجز والاعتماد على الجهات الخارجية .
على الجميع إجراء مراجعة حقيقية اذا أردنا البدء بصفحة جديدة نلج بها المستقبل الأفضل . وان مجريات الأحداث منذ عام ٢٠١١م تعطينا دروسا" أهمها ضرورة وجود المؤسسات التي ترعى الحق والعدل والحرية واحترام حقوق الإنسان .