زاد الاردن الاخباري -
كتب : الدكتور مروان المعشر - العنب وليس في قتل الناطور، وباعتقادي أن الملك نجح في إيصال الموقف الأردني بوضوح دون المواجهة المباشرة التي لن تنفع الأردن، ولن تنفع الجانب الفلسطيني أيضا.
من المهم الإدراك أن المؤتمر الصحافي الذي عقد جاء قبل اللقاء المغلق، ولم يكن متفقا عليه سابقا، بل باغت الوفد الأردني في اللحظة الأخيرة. بالرغم من ذلك، حافظ الملك على رباطة جأشه، والمعلومات التي رشحت من اللقاء تفيد أن الملك شرح لترامب أن هذه خطة لا يستطيع الأردن الموافقة عليها بأي شكل من الأشكال، وأن الأردن بالتعاون مع مصر والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة سيتقدمون بخطة متكاملة ومفصلة لإعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها.
عندهما. أولهما هذا التأييد الشعبي العارم والحاشد لموقف الملك في رفض التهجير. يقف الأردنيون والأردنيات اليوم صفا واحداً، بغض النظر عن اختلافاتهم ومشاربهم وأصولهم، وراء جلالة الملك والموقف الأردني، ويثبتون مرة أخرى أنهم لن يسمحوا بتهديد خارجي أن ينال من الأردن، وهو موقف يجب البناء عليه. لطالما تم الحديث عن ضرورة تحصين الجبهة الداخلية، وها هي هذه الجبهة تظهر للخارج والداخل صلابة الموقف الشعبي ووقوفه مع دولته حين تتعرض لضغوط خارجية. من المهم العمل لتحصين هذه الجبهة باستمرار، فهي الحصن المنيع أمام التهديدات الأمريكية والإسرائيلية.
وأهمها أن ستة عشر شهرا من القصف والقتل والتدمير الإسرائيلي لم تنجح في إخراج الفلسطينيين من أرضهم، ولن تنجح في ذلك أيضا تصريحات لرئيس أمريكي تجاوز كل القوانين الدولية في تأييده لتطهير عرقي ينبذه العالم أجمع.
زيارة الملك ناجحة بكل المقاييس، وقد أثبت ومن ورائه كل الأردنيين والأردنيات أن أي تهجير لا يقايض بأية صفقات، فالاعتبار الوجودي للدولة الأردنية يعلو على أية صفقات.
وزير خارجية الأردن الأسبق