زاد الاردن الاخباري -
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن "الأفضل" للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "أن يتحرك بسرعة"، واصفا إياه بأنه "دكتاتور بلا انتخابات" بعد أن اتهم الزعيم الأوكراني ترامب في وقت سابق من الأربعاء، بأنه واقع في "فقاعة تضليل".
وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال "ديكتاتور بلا انتخابات.. من الأفضل لزيلينسكي أن يتحرك بسرعة وإلا فلن يتبقى له بلد".
وتحدث ترامب بعد ساعات من رد زيلينسكي على إشارة ترامب إلى أن أوكرانيا هي المسؤولة عن الهجوم الروسي واسع النطاق في عام 2022.
وردا على منشور ترامب، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها إنه لا يمكن لأحد أن يجبر بلاده على الاستسلام. وأضاف على منصة إكس "سندافع عن حقنا في الوجود".
وكان من المفترض أن تنتهي فترة زيلينسكي الرئاسية البالغة 5 سنوات في عام 2024، لكن لم يتسن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ظل الأحكام العرفية التي فرضتها أوكرانيا في شباط 2022 بسبب الهجوم الروسي.
وعبر زيلينسكي، الذي التقى بالمبعوث الأميركي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ الأربعاء، بعد يوم من تصريح ترامب بأن أوكرانيا "ما كان يجب عليها أبدا أن تبدأ" الحرب، عن رغبته في أن يطلع فريق ترامب على "الحقيقة بشكل أكبر" فيما يخص أوكرانيا.
وذكر الرئيس الأوكراني أن تأكيد ترامب بأن نسبة التأييد الشعبي له تبلغ 4% فقط هو نتيجة معلومات مضللة من روسيا وأن أي محاولة لاستبداله ستفشل.
واستطرد زيلينسكي يقول للتلفزيون الأوكراني "لدينا أدلة على أن هذه البيانات قيد المناقشة بين أميركا وروسيا. وهذا يعني أن الرئيس ترامب... يعيش للأسف في هذه المساحة من التضليل".
وقبل مرور شهر على توليه الرئاسة، قلب ترامب السياسة الأميركية تجاه أوكرانيا وروسيا رأسا على عقب وأنهى مساعي الولايات المتحدة لعزل روسيا بسبب هجومها لأوكرانيا بمكالمة هاتفية مع بوتين ومحادثات بين كبار المسؤولين الأميركيين والروس.
وبعد أحدث تصريحات من ترامب، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن زيلينسكي "يواصل تولي منصبه بعد انتخابات أجريت بشكل صحيح". وعندما سئل عمن بدأ الحرب، أجاب دوجاريك بأن روسيا هاجمت أوكرانيا.
وذكرت صحيفة شبيغل الألمانية أن المستشار الألماني أولاف شولتس قال؛ إن من "الخطأ والخطر" أن يصف ترامب زيلينسكي بالدكتاتور.
وأصابت تحركات إدارة ترامب بشأن أوكرانيا في الأيام الماضية المسؤولين الأوروبيين بالصدمة والارتباك.
وفي الاجتماع الثاني لزعماء الأوروبيين في باريس، والذي رتب له على عجل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق من الأربعاء، كان هناك المزيد من الدعوات لاتخاذ إجراءات فورية لدعم أوكرانيا وتعزيز القدرات الدفاعية لأوروبا، ولكن لم يتم اتخاذ سوى القليل من القرارات الملموسة.
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض مايك والتس إن من المقرر أن يزور ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر واشنطن الأسبوع المقبل وسط اجتماعات أخرى تهدف إلى إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني الأربعاء، إن ستارمر تحدث إلى زيلينسكي وعبر عن دعمه له كزعيم منتخب ديمقراطيا في أوكرانيا وقال إنه "من المعقول تماما" تعليق الانتخابات في أثناء الحرب.
اجتماع ترامب وبوتين
قال ترامب إنه قد يلتقي ببوتين هذا الشهر. وذكر الكرملين أن التحضير لمثل هذا الاجتماع قد يستغرق وقتا أطول من ذلك، لكن صندوق الثروة السيادي الروسي قال؛ إنه يتوقع عودة عدد من الشركات الأميركية إلى روسيا في بداية الربع الثاني.
وفي موسكو قال بوتين الأربعاء، إن أوكرانيا لن تُمنع من مفاوضات السلام لكن النجاح سيعتمد على رفع مستوى الثقة بين موسكو وواشنطن.
وأوضح في تصريحات أذاعها التلفزيون "نحن بحاجة إلى التأكد من أن فرقنا تقوم بإعداد المسائل ذات الأهمية القصوى لكل من الولايات المتحدة وروسيا من أجل التوصل إلى حلول مقبولة للجانبين، والمسار الأوكراني جزء من ذلك".
ولم تتلق أوكرانيا أو حكومات أوروبية دعوة للمشاركة في محادثات جرت في العاصمة السعودية الرياض الثلاثاء، مما غذى المخاوف لديها من أن روسيا والولايات المتحدة ربما ترغبان في التوصل إلى اتفاق يتجاهل مصالح أوكرانيا وأوروبا الأمنية الحيوية.
ويقول ترامب إن أوروبا يجب أن تتدخل لضمان أي وقف لإطلاق النار.
واقترح زيلينسكي منح شركات أميركية حق استخراج معادن ثمينة في أوكرانيا مقابل ضمانات أمنية أميركية، لكنه أشار إلى أن ترامب لم يعرض ذلك.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة قدمت لأوكرانيا أسلحة بقيمة 67 مليار دولار ودعمت الموازنة بنحو 31.5 مليار دولار، وإن مطالبتها بمعادن قيمتها 500 مليار دولار لا تعتبر "محادثة جادة"، وإنه لا يستطيع بيع بلاده.
وقال المبعوث الأميركي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ لدى وصوله إلى كييف إنه يتوقع محادثات حقيقية مع اقتراب الحرب من عامها الثالث.
وأضاف للصحفيين "نتفهم الحاجة إلى ضمانات أمنية"، مشيرا إلى أن مهمته هي "الجلوس والإنصات" وأمور أخرى.
وقال زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الإذاعة إن من الضروري أن تكون زيارة كيلوغ بناءة وإنه يعول على "وحدة أوروبا والبراجماتية الأميركية".
ويضع التغيير الذي أدخله ترامب في السياسة الأميركية الولايات المتحدة في خلاف مع حلفائها في الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 عضوا، والذي اتفق مبعوثوه الأربعاء، على الحزمة السادسة عشرة من العقوبات على روسيا، بما في ذلك على قطاع الألمنيوم والسفن التي يعتقد أنها تحمل النفط الروسي الخاضع للعقوبات.
واقترحت الهيئة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي تعزيز المساعدات العسكرية التي يقدمها الاتحاد لأوكرانيا بهدف إظهار الدعم المستمر لكييف، غير أنه من غير المتوقع اتخاذ قرار سريع.
وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون إنه على الرغم من عدم وجود اتفاق كامل بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي حول كيفية المضي قدما، فما تمكنت هذه الدول من إنجازه كان كبيرا.
وقال "نحن بحاجة إلى الحفاظ على هدوئنا ومواصلة دعم أوكرانيا".