أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
تربية البادية الشمالية الغربية تؤكد عودة الدراسة لمدرسة حي الجندي في منطقة الخالدية الأميرة عالية في أحد مطاعم عمان مصدر أمني أردني يكشف حيثيات سقوط ووفاة المصرية آية عادل استشهاد طفل في الخليل استشهاد طفلة برصاص الاحتلال في جنين نتنياهو وكاتس يقتحمان منزلا فلسطينيا في طولكرم وزير الخارجية الاميركي : لن نسمح للدول الأخرى بمواصلة استغلالنا فوز السلط على الأهلي بدوري المحترفين توقع إفراج “إسرائيل” عن 600 أسير فلسطيني السبت أنباء عن قمة وشيكة بالبيت الأبيض بشأن غزة "الهجرة الدولية": 90% من المنازل في قطاع غزة دمرت البيت الأبيض: زيلينسكي سيوقع قريبا اتفاقا بشأن المعادن الأوكرانية نتنياهو في مخيم طولكرم ويأمر بمزيد من العمليات بالضفة الغربية ترامب: فوجئت برد الأردن ومصر بشأن غزة وسأكتفي بالتوصية بخطتي ولن أفرضها حزب الله يستعد لإقامة جنازة نصر الله الشاباك يعتقل إسرائيليين يشتبه في تورطهما تفجير الحافلات القبض على 10 أشخاص من جنسية عربية شاركوا في مشاجرة في صويلح الملك في لقاء ودي مع قادة دول التعاون الخليجي والرئيس المصري ورشة عمل دولية لتوحيد جهود المنظمات العاملة على إغاثة غزة المهندسين الأردنيين تقيم "غبقتها الثالثة" بالكويت في 3 رمضان
فى انحصار الصهيونية ؛
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة فى انحصار الصهيونية ؛

فى انحصار الصهيونية ؛

20-02-2025 07:20 AM

فى ظل المعطيات الجديدة للحاله القطبية الأمريكية الروسية، وما ينتظر أن تؤول إليه من علاقات تطبيعية بينية بين موسكو وواشنطن، تدخل المنظومه الصهيونيه في إطار جغرافي محدد بعدما تقلص دورها العالمي، وهذا لن يمكنها من فرض هيمنتها على الإطار العام لهذه العلاقة التي ينتظر أن تكون عضوية بعدما أضحت تعمل وفق توافقات سياسية ومن دون مرجعية قانونية وحاضنة أممية، كان يمكن أن يسمح للمنظومه الصهيونيه من التدخل الواسع لكن في حالة ما يتم التباحث حوله وتسويته سيحمل نطاق ظاهر وليس باطن، يجعل من الصهيونيه العالميه تعمل وفق نطاق هامشي محدود نتيجة الصفقات التبادلية التى يتم بلورتها بطريقة مباشرة وإن كان ذلك يبعدها عن المنهجيات الادبيه او المرجعيات القانونية، كما من المفترض أن تكون حاضرة من أجل تغطية حواضن الحاله القطبية التوسعية، وهذا ما جعل الفضاءات الصهيونية تكون خارج قنوات التنسيق ويبتعد نفوذها من السيطرة على إطاره العام وإن كانت تدخل عبر قنواته الواصلة من باب واشنطن بشكل محدود، الأمر الذي جعل من الحركة الصهيونية حركة عائمة تعمل من دون دوائر فكرية تسمح لها التوسع بسلالة بالتغلغل بالسيطرة والاحتواء للتحكم عبر تشكيل مرجعيات بيت القرار وحواضنه، كما هو الحال فى المنظومه الامميه.

وهذا ما ياتي مع انحصار النفوذ الصهيوني في أوروبا التى تعتبر عنوان قوتها الرئيسية، فلا اليمين الحزبي جعلها في إطاره ولا اليسار الليبرالي أبقاها في مركزه، وهى التى كانت تعتمد عليه فى فرض قوتها في أوروبا الشرقية كما فى الجمهوريات السوفياتية السابقة، ولم تستطع هذه الحركة العميقة من حماية مركز محراكها الرئيس زيلنسكي في أوكرانيا الذي تم رفع الغطاء عنه أمريكا كما فى أوروبا بالعنوان الألماني على الرغم من المحاولات الفرنسية، وهى النتيجة التى أظهرت تقليص نفوذ الكونجرس الصهيوني في شمال العالم فى جناحه القديم على الرغم من بقائه بامريكا بشكل مباشر لكن ليس بعميق وذلك بعد انحصار مكانة نيويورك الأممية لصالح واشنطن الامريكية ذات اللون والصبغة والهوية المعنونة بالجغرافيا السياسية، وهذا ما جعلها تلجأ لسياسة توسيع "حدودها على حساب نفوذها" فى ظل المعادلات القطبية الجديده التى راحت تعزف سمفونية بعيدة عن تون المنظومة الدولية.

وهو أيضا ما انعكس على اسرائيل بجغرافيتها التي أصبحت تعمل من رافد وحيد عنوانه البيت الابيض بعد انحصار دورها بانحصار الصهيونية العالمية التي كانت تهيمن به على أنظمة المنطقة وتبتعد عن معادلات توسيع الحدود، وتعتمد سياسة توسيع النفوذ بواسطة نفوذ وهيلمان الحركة الصهيونية، وهذا ما جعل من إسرائيل تعتمد سياسة توسيع الحدود بعدما تقلص دور الحركة الصهيونية المعرفي والاقتصادي والسياسي في أوروبا بشقيها اليسارية منها واليمينية.

ولم يبقى للحركه الصهيونيه سوى الشرق الاوسط لتتكئ عليه لإثبات حضورها على الساحة العالمية، وهو ما استدعى من لورنس لاودر رئيس كونجرس الصهيونيه العالميه بالذهاب لمصر تأكيدا منه لعدم التخلي عن منهجية العمل التي يقف عليها هذا التيار، فى غطاء الديموقراطية وحقوق الإنسان كما يبين دعمه للأمم المتحدة ومؤسساتها كما قوانينها وأنظمتها، عندما ذهبت الحركة الصهيونية تؤكد على حل الدولتين والارضيه الأممية بهذا الشأن في محاولة من الرئيس لاودر احتواء الأزمة فى شرق المتوسط حتى لا تصبح جغرافية اسرائيل محاطة فى حاله من عداء بدلا من كونها معنونة بخصومه شعبية مبنية عبر محيط سياسي في عمق ووفاق، وذلك بعد سقوط مشروع زلنسكي الأوكراني وتقليص المد الصهيوني في محصلة البيان الأوروبية.

ثانيا البرهان :

وهذا ما جعل من جغرافية المكان الأوروبية غير صالحة لعقد اللقاء القطبي لاول مرة فى تاريخ هذه اللقاءات التي جرت منذ خمسينات القرن الماضي، ليتم بالمحصلة عقد لقاء قطبي فى السعوديه حيث الشرق الأوسط كما ينتظر أن يؤدى هذا المتغير حسب مراقبين إلى تحويل حالة الشد الحاصل بين قطبي المعادلة إلى حاله تحمل سمة فجاجه تستند تسوية الصفقات، وهذا ما يجعل من الجغرافيا السياسيه القائمه مهددة وأنظمتها في حاله غير مستقره بسبب عدم وجود حواضن منظمة يغلب عليها طابع التسويات بما يجعلها قائمة على دوائر احتواء والأطر القانونية، وان كان ذلك سيسمح للصهيونيه العالميه العودة من جديد لفرض نفوذها من بوابه الشرق الاوسط وليس عبر البوابة الاوربية التى رفضتها واعتبرتها محراك شر يجب رفضه من كل التيارات الحزبية، وهذا ما تم فى ألمانيا التى تعتبر أحد معاقلها الرئيسية كما فى أوروبا السياسية حيث اليمين الإيطالي والوسط الفرنسي ببيان ماكرون.

وهو المعطى الذي سيجعل من الثقل الصهيوني يغادر دون مقاومة تذكر أوروبا ويرمي كل ثقله في الشرق الأوسط لإعادة تشكيل بحر قوامه بعد إعلان خسارته لدوره المركزي في أوروبا لاسيما الشرقية منها، بتقليص نفوذه في شمال العالم من واقع بيان التسوية التي يتم صياغتها في أوكرانيا ومنظومة العمل التى يتفق عليها قطبي المعادلة الجيواستراتيجية في الحالة النقدية الجديدة التي تحمل عناوين الكريبتو من مركز الرياض وليس عبر مركز جنيف في سويسرا، كما تم صياغة الأنماط البنكية المركزية فى السابق الرسمية منها والأهلية ببيان البنكنوت مع صياغة اتحاد الكريبتو المركزي بكل ما يحويه من هيكليات جديدة، وهذا ما يعد معطى يستوجب الانتباه.

أما المعطى الآخر فإنها تمثله الصناعة المعرفية، والتي كنت قد بينتها في كتابي الصناعة المعرفية والأدب المعرفي والتي أخذت الصهيونيه العالميه تخرج منها بعدما تم حصر مراكزها في الصين بخسارة الصهيونية لتايوان لصناعة الرقائق الإلكترونية، كما فى أوروبا مع خسارتها لدولة ايسلاند، ولم يبقى لديها سوى جيب واحد محدود فى كاليفورنيا حيث سيليكون فالي بعدما سيطرت أنظمة ايلون ماسك وبرنامجه فى التطوير الادارى على تقليص نفوذها لدرجه كبيره، مع اتباعه مسألة توطين الصناعة الأمريكية الأمر الذي جعل من الشركات الصهيونيه تحصر جيوب عملها فى امريكا وتنحصر من مركز قوتها فى شمال العالم حيث كان مركز قوتها الرئيسي.

ثالثا التاريخ السياسي :

ولأن الصهيونية تعتبر هي "عباءة فكرية توسعية لليهودية"، حيث تعود هذه المنهجية الفكرية عندما لوحقت اليهودية في أوروبا قامت فكرة المواءمة بين المنهجية اليهودية والمسيحية بهدف رفض الفكر الإسلامي الدخيل وحماية الفئات القليلة المكروهة من اليهودية على حد وصف أتباع النظرية الصهيونية، التي انطلقت من نظرية مصالحه العقيده اليهوديه والمسيحيه من بوابة دمج العهد القديم بالعهد الجديد من مدخل التوافق على فكرة الخلاص والاتفاق على فكرة التجسيد ببيان جبل صهيون، وهذا ما جعل من هذا الجبل يشكل رمزية لهذه العقيدة حيث جبل صهيون، سيما وان صهيون فى أسفار زكريا التوراتية وهو كنية والد العذراء مريم عليها السلام أم المسيح عليه السلام، وهو الجبل الذى يعتبر فى القدس الجبل الأواب حيث مقام داوود عليه السلام، الذي يعبر عن حاله مفصلية بين عصر القضاة وعصر الملوك والذي بدأ بسيدنا الملك داوود.

وهذا ما جعل من جبل صهيون فى بيت المقدس يشكل برمزيته صورة تجسيدية لفكر الحركة الصهيونية التي تعتبر حركة سياسية روحانيه انطلقت من المذهب المشيخاني في القرن السابع عشر، وهو تيار ديني توراتي يقوم على فكرة الخلاص ببيان أرض الميعاد، ولقد بان أوج هذا التيار وانتشر عندما ظهر بحلة جديدة بواسطة تيار عرف بالانوار فى القرن الثامن العشر، عندما قام بتصدير هذا الفكر وبناء حواضنه في العالم الجديد، ليأتي من بعد ذلك ثيودور هرتزل ويقوم بتسييل هذا الانجاز اليهودي لعودة اليهود إلى أرض الميعاد فى مؤتمر بازل الشهير.

وهو المؤتمر الذي قامت عليه ثلاث أسس حملت أولها، نشر الفكر الصهيوني التوسعي في أتون الحضارة الغربية، وتأسيس عصبة الامم والامم المتحدة فيما بعد استنادا لهذه المنهجية في براغماتية الحكم فى بيان حكم القانون وسيادته، وتصدير الديموقراطية والحريات في بيان القانون الدولي والقانون الإنساني الذي حملت عناوينه الجمعية العمومية والبنك الدولي ومجلس الأمن وصندوق النقد الدولي، لكن هذا ما يتم خلخلته ببيان الصفقات المفرغة من قوام المرجعيات القانونية والقيم الإنسانية، وهذا ما يجعل من قوامها يحمل فجاجه غير مستحبة كما يجعلها لا تخدم المعادلة المركبة عليها لإعطاء الشرعية العليا للسياسة الدولية فى حاضره بناء الأوطان أو ما يعرف بالدول، فإذا ما تخلخل هذين الهدفين فإن الهدف الثالث الذي قامت عليه منظومة التحكم السابقة يصبح مهدد، وهو الذي تمثله مسألة أقامه دوله إسرائيل تجسيدا لفرضية العودة من باب منطوق العهد القديم والعهد الجديد، وهو ما جعل من هذه الحركة تعتبر حركة لها تياراتها في التوراة كما في الإنجيل كما تحمل إسقاطات سياسية نافذة عبر المنظومة الأممية، لكنها أصبحت مهددة مع دخول المنظومه الامميه فى معادلات جديده خارجه عن اطار قوامها، وهذا ما جعلها تخرج من مركز أوروبا ويرمي ثقلها فى امريكا وتحاول استدراك الحالة في الشرق الأوسط عبر المشرق العربي.

رابعا النتيجه :

فإن صحت هذه القراءات فإن منظومة العمل التي تقف عليها الصهيونية قد تنحصر جراء حاله التبدل الجيواستراتيجية الحاصله بوصول دونالد ترامب من خارج الصندوق، للمرة الثانية واتباعه منهجية الصفقات من دون غطاء مرجعي قيمي او قانوني، وهذا ما جعل من تشكيله القوام الحاصل يصعب البناء عليه وباتت مؤشرات حالة الانحصار في البيان والدلالة لمنهجية العمل الصهيونيه العالميه تتعامل بالمرحلة ومن دون خطط نافذة بسبب المقاومه التى تشهدها من الأنظمة الاوروبيه والعربيه، لاسيما وان التيار الصهيوني وما يمثله من حواضن دينيه وسياسيه حتى بالداخل الاسرائيلي قد تغيرت عناوينها بسقوط قائد الصهيونيه اليهوديه بن غفير في بيان انسحابه من الحكومة الإسرائيلية، واخفاق جو بايدن وتياره من الاستمرار فى بيت الحكم فى قيادة العالم، وهو الذي يعتبر زعيم تيار الصهيونية المسيحية، وهذا ما يعني أن رمزيه تياري الصهيونية فى الحاضنه المسيحية كما فى الحضانه اليهودية قد سقطت أو أسقطت مع بداية المشهد الجديد، والذي يبدو أنه سيكون من خارج الصندوق بعد هزيمة منظومة "الصندوق" كما تظهره هذه القراءة الاستنتاجية.

فإن تغيرا جوهريا اجده قادم سيؤثر بالتأكيد على موضوع الجغرافيا السياسية لمفهوم الوطن، كما على شرعية أنظمة الحكم ببيان الدول، وهذا ما يجعل من الطابع العام في الأنظمة يحدث استدارة داخلية تقوم على تحصين الذات والعمل على بناء دروع إقليمية قادرة على الردع، فإن الغطاء في اوروبا اصبح قيد الرفع كما في الأفلاك المحيطة في منظومة الشراكات الأمنية والخيوط الواصلة من دول المركز التي أصبحت دون اجنحه يسارية قادمة من موسكو، او يمنيه تدعمها واشنطن، التى راحت تعقد صفقات روسية أمريكية من أرض الشرق الاوسط الذى اعتبرته ضمنيا بديلا للحالة الأوروبية.

وهى المعطيات التى ستجعل من مشروع الدوله الفلسطينية قائم بالمحصله على اعتباره جائزه ترضيه للانظمه العربيه حتى تعود الحركه الصهونيه لتبسط نفوذها باستخدام معادله الشراكات بدلا من قانون القوه، التى حاولت ان تفرضه بالحلول العسكريه لكن من دون جدوى بعد ما تبين لها انها غير قادره على فرض قانون القوه مهما حاولت او غلت استخدام الترويع الحربي، فان رغبه مجتمعات المنطقه للعيش فى موطنهم الاصيل المعرف بهويتهم الثقافيه أقوى من رياح وعواصف التاثير.

وهذا ما بينته حاله الصمود الفلسطيني على الصعيد الميداني والشعبي ودررجة الممانعه الرادعه التى رفضت أجندة التهجير، كما رفضته المنظومه الدوليه على الرغم من محاولات نتنياهو وحكومته والدعم الامريكي لهذه السياسات التوسعيه، الا ان الموقف العربي الموحد شكل حاله حاسمه بينها الملك عبدالله فى محطه البيت الابيض التي كانت مفصليه، عندما وقف موقف تاريخي فى مواجهة تيار عارم وجبروت نافذ، حاول ثني عزيمته لكنه وقف موقف صلب انتصر فيه على هذا التيار وأناب فيه عن الامه رافضا بذلك التهجير وتصفيه القضيه الفلسطينيه التى تعتبر مركزيه لبنى هاشم، كما هى اساسيه للاردن وفلسطين، وهى القضيه التي ستكون حاضره فى بيت القرار القطبي على الرغم من محاولات الارجاء التى واكبت عمليه عقد القمه العربيه فى القاهره والقمه الخماسيه فى الرياض، والتى اصبحت مركزا حيويا للشرق الاوسط بعدما استضافت الحاله القطبيه، وهذا ما يجعلها تشكل احد النتائج الظاهره التى غدت تعرف من نتائج انحصار الصهيونيه.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع