زاد الاردن الاخباري -
انطلقت اليوم الجمعة، في عمان، أعمال ورشة العمل الدولية "فريق العمل الإنساني في غزة" بتنظيم من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية ومؤسسة "جلوكال شفت"؛ بهدف توحيد جهود المنظمات والفرق العاملة في المجال الإنساني الإغاثي لمساندة سكان قطاع غزة.
وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الدكتور عبد الله المعتوق، إن هذه الورشة تعد خطوة حيوية نحو مسار التعافي المبكر في قطاع غزة، حيث سيتم طرح هذه القضية الإنسانية على طاولة النقاش، وبحث آليات التعاون والشراكة من أجل تعزيز التدخلات الإنسانية العاجلة لدعم التعافي في القطاع، وإيجاد حلول مبتكرة وفعالة تعيد الأمل والحياة إلى السكان الذين عانوا ويلات العدوان وحرب الإبادة الجماعية على مدى أكثر من عام ونصف.
وأضاف أننا نتطلع من خلال هذه الورشة التي يشارك فيها ممثلون عن عشرات المنظمات الدولية والإقليمية، إلى تسريع وتيرة التعافي والإنعاش المبكر وتحقيق استجابة سريعة في قطاعات الغذاء والماء والتعليم والرعاية الصحية والإيواء والاقتصاد وغيرها.
وأكد المعتوق أن الوضع العام لمدينة غزة شديد الهشاشة؛ بسبب الأضرار التي لحقت بجميع القطاعات الحياتية، وأن التحديات التي تواجه المنظمات الإغاثية في القطاع المدمر، كبيرة؛ بسبب صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة، من جراء القيود المفروضة والتعقيدات السياسية التي تعيق تقديم المساعدات، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب تنسيق المواقف لتجاوز هذه الفجوات.
وأوضح المعتوق أن الهيئة الخيرية الإسلامية نفذت منذ بداية العدوان على غزة، 114 مشروعا وبرنامجا إنسانيا ونوعيا في مختلف المجالات الحياتية، بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات الشريكة الأردنية والكويتية والفلسطينية والعربية والعالمية بشكل عام؛ بهدف تخفيف المعاناة عن سكان القطاع، مؤكدا مواصلة الهيئة تقديم الدعم وإيجاد مساحات من التعاون والشراكة نحو تقديم الحلول لهذه المرحلة الصعبة والحرجة لسكان القطاع.
من جهته، أكد أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية الدكتور حسين الشبلي، أن الأوضاع في غزة تفرض على الجميع مسؤولية مضاعفة للتنسيق والعمل المشترك، وإيجاد حلول مبتكرة لتحقيق الأثر الملموس وضمان استجابة التدخلات الإغاثية والتنموية وضرورة إعادة النظر في منهجيات العمل الإنساني، بحيث لا تقتصر الجهود على تقديم المساعدات الفورية، وإنما تمتد إلى استراتيجيات طويلة المدى، تستند إلى التخطيط الدقيق والمتابعة الفعالة.
وأشار الشبلي إلى أن التنسيق بين مختلف القطاعات يشكل عاملا جوهريا لضمان تنفيذ مشاريع فعالة في مجالات حيوية مثل الإسكان والصحة والتمكين الاقتصادي والخدمات المحلية والتعليم والبنية التحتية، مؤكدا أن العمل الإنساني الحقيقي لا يقف عند حدود الإغاثة بل يسعى إلى تحقيق أثر طويل الأمد يعيد الأمل للمجتمعات المتضررة.
وأوضح الشبلي أن الأردن لم يتوان للحظة واحدة في تقديم الدعم للأشقاء في غزة؛ إذ أرسلت الهيئة 167 قافلة مساعدات من خلال الجسر البري بواقع أكثر من سبعة آلاف شاحنة، مؤكدًا مواصلة الدعم لأهالي القطاع المدمر، وبذل الجهود القصوى للتخفيف من المعاناة التي يعيشها سكان القطاع.
وقدم الشبلي مقترحا للمنظمات التي تعمل في مجال الإغاثة للقطاع بتعزيز استخدام التكنولوجيا لتحديد الأولويات وآليات التدخل الإغاثي لتحسين إستجابة القطاع الصحي وإعداد خطة شاملة لكل قطاع من القطاعات وتطبيق حلول هندسية مستدامة في قطاع الإيواء والإسكان.
وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة "جلوكال شفت" الدكتور بانيك دي بونت، أن الأوضاع في غزة تحتاج إلى جهود كبيرة ومتناسقة؛ نظرا إلى حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان، ولا سيما الأطفال الذين باتوا يحتاجون إلى تدخلات سريعة لحمايتهم ومساعدتهم على الحياة.
وأضاف أن "جلوكال شفت" ستقوم بإيصال التوصيات كافة التي ستصدر عن هذه الورشة إلى الشركاء العالميين في أوروبا وغيرها، سعيا إلى تحقيق ما يلزم نحو إيجاد حلول دائمة لأهالي غزة وضمان عيشهم على أرضهم بأمان وسلام.
وأشار نائب رئيس مجلس مركز التجارة الفلسطيني فيصل الشوا إلى أهمية التنسيق والشراكة مع القطاع الخاص فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإغاثية لسكان القطاع وبناء المشاريع التنموية، لخدمة الأهالي وتوفير مستلزمات رئيسية تساعدهم على المعيشة.
وعرض رئيس بلدية غزة الدكتور يحيى السراج عبر تقنية الفيديو، أبرز احتياجات القطاع، ولا سيما الخدمية منها، مؤكدا أن البلدية تُعاني من عدم قدرتها على توفير العديد من الخدمات؛ بسبب تدمير نحو 80 بالمئة من آلياتها.
وتستمر الورشة على مدار يومين وتتناول تقسيم المشاركين إلى مجموعات ومسارات في قطاعات الإسكان والصحة والتمكين الاقتصادي والتعليم؛ بهدف الخروج بتوصيات وخطة عمل لبناء ومساعدة قطاع غزة استنادا على أسس وأولويات وأرقام علمية.