أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وزير الطاقة: للمستهلك حرية الخيار بين الأسطوانة البلاستيكية والحديدية رئيس الوزراء يتفقد سوقين للمؤسستين المدنية والعسكرية بلدية إربد توقع اتفاقية لإدارة تدوير النفايات الأردن .. إنطلاق مؤتمر (نساء على خطوط المواجهة) الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي يستعد لدعم الناقل الوطني منتخب السيدات يخسر أمام نظيره الأوزبكي سؤال نيابي عن مصير اسطوانات الغاز الحديدية بدء مراسم تشييع جثمان حسن نصرالله في بيروت الأردن يستورد 155 ألف جهاز خلوي بقيمة 15.1 مليون دينار خلال 30 يوما الاردن .. الحكومة تعمل على إحياء مشروع قانون لضبط التنبؤ الجوي وزير التربية يؤكد أهمية بناء شخصية الطالب بورصة عمان تغلق على انخفاض مدعي عام الجنايات الكبرى يوجه تهمة "القتل القصد" لأب قتل رضيعه بسبب بكائه الجمعية الوطنية لحماية المستهلك تعلن خطتها الرمضانية وزير المياه والري يستقبل وفد رفيع المستوى من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي المنتخب الوطني لكرة السلة يلتقي نظيره العراقي بالتصفيات الآسيوية غدا عجلون والكرك الاكثر استقبالا للأمطار في المنخفض "الحلي والمجوهرات" تحسم: الذهب عيار 21 الأكثر أمانا للإدخار مستوطنون يهود يقتحمون المسجد الاقصى الأردن .. الحرارة اليوم أقل من معدلاتها بـ 10 درجات

أسامينا

23-02-2025 08:14 AM

هل حدث يومًا أن سمعتَ اسمًا تحبّه، فابتسمتَ دون وعي؟ فكأنما تفتّحت في روحك زهرةٌ قديمة، أو انبعث عطرُ ذكرى من زمن بعيد. الأسماء ليست مجرد حروف، بل مفاتيح تُفتح بها أبواب الحنين، نغمةٌ تُحرّك في القلب شيئًا لا يُرى، كما يفعل الشِّعر والموسيقى.
وماذا لو سمعتَ اسمَ عمان؟ عشيقتُك الحلوةُ السمراء! هل يخفقُ قلبُك وَلَهًا، ويُسكِرُه الحنينُ، ويدورُ به الشوقُ كما تدورُ الفراشةُ حولَ القِندِيل، توشكُ أن تحترقَ فيه؟ في كلِّ اسمٍ سحرٌ يسري في العروق، يُنيرُ القلبَ كالصلاة، ويُحلِّقُ بالروح إلى عوالمَ من البهجة.
الأماكن، مثل البشر، تحمل أسماءً تنبض بالحياة. لكل مدينةٍ أو قريةٍ في أريافنا وبوادينا وأغوارنا اسمٌ كُتِبَ في ذاكرة المكان، نقشَه الزمنُ على جدران الحنين. لكن كيف نشأت هذه الأسماء؟ من ألبسها عباءاتها، ومن أودع فيها سرَّ جلالها؟ أليس هو الله، الذي وهبَ لكلِّ شيءٍ اسمَه وبهاءه؟
بعض الأسماء توقظ فينا الدهشة، تحمل بين حروفها تاريخًا ممتدًا، وتُظلّلها أرواح من مرّوا بها. تأمّل مثلًا، كيف نشأت عمّان والقدسُ معًا، منذ أقدم العصور الإنسانية؟ تأسّست كلتاهما قبل الألفية الأولى قبل الميلاد، حيث كانت عمّان (ربة عمّون) عاصمةَ مملكة العمونيين، بينما كانت القدس (أور سالم) مدينةً كنعانيةً تعاقبت عليها الممالك. مرّت بهما قوافلُ التجّار والفاتحين، وامتدّت إليهما الإمبراطوريات، وانحسرت عنهما كما تنحسر الظلال، لكنّهما ظلّتا شاهدتين على تبدّل الأزمنة، كما ستبقى عمّان حرّةً أبيّة، وستعود القدس عاصمةً لفلسطين، شامخةً على جبالها، تروي قصص الصمود والتحدّي.
الأسماء ليست فقط للتاريخ والجغرافيا، بل تمتد إلى الحياة اليومية، إلى بيوتنا وحديثنا وأحلامنا. في بعض البيوت، تتفتح الأسماء كبراعم الزهر، ناشرةً عبق العود، ونفحات الكرم والفروسية. ها هو حاتم وقُصَي، وهذا عبد الله، وتلك بيْلسَان وأختها جلنار، وصديقتهما ياسمين. أسماء تَحْمل ملامح الجدّ والأب والأخ والصديق، وأخرى تفوح برائحة الذكرى، تتوهّج من قصيدة، أو تتعتّق كالخمر في جرارها.
لكن كيف نختار أسماءنا؟ بعض الآباء يبحثون عن أسماء تعبّر عن قيمهم وأحلامهم، بينما ينجرف آخرون وراء الغريب والصادم، فينزلقون إلى أسماء لا تلائم واقع الحياة. كأن يُسمِّي أحدهم ابنه Too Late لأنه تأخر في إنجابه، ليكتشف لاحقًا أن كتابته بالعربية تبدو مثل "توَلِيت"، وينطقها البعض خطأً "Toilet"! أو ذلك الذي أطلق على ابنه Made in USA، كأن الاسم شهادة منشأ لا هوية إنسانية. وهناك مَن حَمَّلَ مولوده إرثًا ثقيلًا فأسماه الناصر صلاح الدين، كأنه يطالب طفلًا لم يفتح عينيه بعد أن يحمل همّ استعادة المجد.
فالاسم ليس مجرد وسيلة نداء، بل بصمة ثقافية واجتماعية تنْحَت هوية الإنسان، وظِلٌّ يرافقه أينما حلّ. قد يمنحه ثقة إذا حضر، كالقمر إذا طلّ، أو يثقله بتوقعات لا تمثله، كظلٍّ تُثقل خطواته. فالأسماء، مثل الكلمات، قد تحيا أو تموت، لكنها تبدأ حياتها في اللحظة التي تُنطق فيها، تمامًا كما تُحدّد أسماء الأشياء أقدارها؛ فشتّان بين الشهد والحنظل، وبين ما يثيرانه في النفس من صور.
يبدأ سباق الأسماء واختبارها قبل الولادة بأشهر، يتصفح الأب دفاتر التاريخ، وتقرأ الأم القصائد، وتحلق الأسرة في الفضاء الرقمي بين اتجاهات الموضة، فالأسماء تنطلق كالعاصفة، ثم تهدأ، وربما تركد. منذ متى لم نسمع أسماء مثل لينين أو جيفارا؟ أسماء حملت ثقل زمنها، لكنها خفَتت حين تغيّرت الأحلام.
نريد اسمًا يعيش مع الزمن، ينسجم مع اسم العائلة، ويحمل شيئًا من قيمها ومعتقداتها، لا يعرّض حامله للسخرية، بل يعكس حبّ الوالدين وتطلعاتهما لطفلهما. لأن الاسم ليس مجرد لقب، بل رسالة ممتدة، يرافق الإنسان كظله، ويساهم في رسم ملامح مستقبله.
يمكنك أن تغير اسم شركتك، أو علامتك التجارية، إن لم تجد صداها بين الناس، لكن اسم طفلك قصة أخرى، حياة تُكتب منذ لحظة الميلاد، ونداءٌ يمتد عبر الزمن.
سعيد ذياب سليم








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع