رافق إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتراجعه عن مخططه تهجير الأهل في غزة والاستيلاء عليها، اعتراف واضح لا يحتاج تفسيرات بأنه يتراجع بسبب الموقف الأردني، نعم فهو الملك عبد الله الثاني على العهد للأهل في غزة وفلسطين، ودعمه للقضية الفلسطينية وفقا للشرعية الدولية دون أي مداراة، فقد قالها الملك أمام ترامب وعلى طاولة البيت الأبيض أن «لا للتهجير»، وكان القائد الوحيد الذي يوصل هذه الرسالة وكان لجلالته ما قال، ولم يحدث التهجير ولم ينفذ الرئيس الأمريكي مخططه.
اتجهت بوصلة العالم نحو فلسطين، بعد إعلان جلالة الملك في واشنطن والذي هو بالمناسبة تجديد على موقف، بأن لا للتهجير، بات العالم كله يرى فلسطين والفلسطينيين بصورة مختلفة، صورة دولة وشعب ولا يحق لأحد أن يفرغها من أهلها، لتحضر فلسطين وغزة على هيئة دولة وشعب وحقوق، بحسم ملكي وحزم بعدم تهجير مواطني قطاع غزة بل أن ذلك ليس حقا لأحد، ليخرج الغزيون من عنق زجاجة الانتظار في تطبيق مخطط ترامب من عدمه، فكان الإنقاذ من جلالته.
موقف جلالة الملك الذي رآه العالم وتابعه، لم يقف عند غزة، ورفض تهجير أهلها، إنما تجاوز ذلك في رسالة أردنية مصرية سعودية عربية، بأن تهجير الأهل في الضفة الغربية أيضا مرفوض أردنيا وعربيا، وأن تصفية القضية الفلسطينية خط أحمر لن يقبل به الأردن والعرب في تنسيق ووحدة صف وكلمة، وثبات لا ضبابية بذلك، فالقضية الفلسطينية حلها واضح لا ضبابية بشأنه يحسمه القانون الدولي والشرعية الدولية دون أي مبررات فهذا هو الحل الحاسم الذي طالما أكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني.
بعد الحسم الملكي رأى كثيرون وعلى مستوى دولي أن موضوع التهجير «غير المبرر» بطبيعة الحال، بات خلف ظهر المؤيدين والمعارضين، فلا تهجير قولا واحدا حاسما، ويجب البدء بالتفكير فيما بعد الحرب على غزة، الحرب المدمرة، ووفقا لرؤى جلالة الملك يجب السعي لتوفير المساعدات بشكل مستمر ووقف إطلاق النار الدائم ، وإعادة الإعمار، ومد يد العون الإنساني والإغاثي لغزة، هذا هو «المفروض» الآن، وما يجب أخذه على محمل التنفيذ الفوري، دون ذلك فقد أغلق بابه لما لا عودة، وحسمه جلالة الملك بقول واحد تحديدا فيما يخص إفراغ غزة من أهلها، والاستيلاء عليها.
تهجير الأهل في غزة، مخطط أمريكي إسرائيلي وكأنها ليست مدينة يسكنها أكثر من 2 مليون مواطن، في ظنّهم أن ليس لغزة داعم أو سند، لكن جلالة الملك عبد الله الثاني وفي البيت الأبيض، حسم هذا الأمر، ما جعل ترامب بأيام قليلة تبعت زيارة جلالته للولايات المتحدة الأمريكية، يعلن أنه نتيجة للموقف الأردني لن يكون مخططه ملزما إنما مجرد فكرة سيطرحها، في تراجع واضح عن المخطط، وبسبب واضح أعلنه بشكل واضح وعلني ودون أي مداراة، فهو الملك عبد الله الثاني الذي لن يغير ثوابته ومواقفه بعد 25 عاما، بل على العكس يزداد تشبثا بها، ويفرضها على كل مخطط يسعى لزعزعة الحق الفلسطيني، ويسعى جاهدا لتعزيز صمود الغزيين والفلسطينيين، ليكون قول جلالته بأن لا للتهجير قولا وفعلا، وحالة سياسية حقيقية وعملية، صدقت العهد سيدي بأن لفلسطين حقا شرعيا يجب أن يتحقق.