مناشير الحطابين تقضم غابات بلدة رأس منيف في عجلون

زاد الاردن الاخباري -

تتعرض الغابات المجاورة لبلدة رأس منيف بمحافظة عجلون لاعتداءات متكررة بتقطيعها من قبل أشخاص من خارج المنطقة بهدف المتاجرة بها، بحسب العديد من سكان المنطقة.

وأكد هؤلاء السكان أن عشرات الأشجار الحرجية في منطقة "خربة شين" بالقرب من البلدة، التي تعد متنفسهم الوحيد تعرضت مؤخرا إلى اعتداءات متعمدة من قبل أشخاص من خارج المحافظة قاموا بقطعها خلسة من أسفل سيقانها.

وقال أحد سكان المنطقة بكر القضاة خلال إطلاعه "الغد" على موقع الاعتداء إن بعض سكان المنطقة حاولوا اعتراض أحد الأشخاص في الموقع عندما كان يقود بكبا محملا بالأحطاب، لكنه أبلغهم أنه حاصل على موافقة من مديرية الزراعة. وأضاف أن تلك المركبة قامت خلال يوم واحد بنقل ثلاث حمولات من الحطب التي ما تزال غالبيتها خضراء، ما استدعى حينها إبلاغ مديرية الزراعة والطوافين للقدوم إلى الموقع، خصوصا وأن "الزراعة" تحمّل أصحاب الأراضي المجاورة مسؤولية هكذا اعتداءات على الأشجار.

وأكد أن الطوافين حضروا إلى الموقع متأخرين بعد زهاء ساعتين من إبلاغهم بالأمر، حيث تبين وجود عشرات الأشجار التي تم قطعها حديثا وتم إخفاء سيقانها بالأغصان الخضراء.

ولوحظ خلال التجول في الموقع أن بعض الأشجار التي تم قطعها لم يمض عليها سوى بضعة أيام، فيما شوهدت أشجار أخرى تعرضت لاعتداءات سابقة بقطعها من أسفل سيقانها.

وعلق شخص آخر عمر القضاة على الحادثة بقوله إن المنطقة تعد من أجمل المناطق في المحافظة وتعد متنفسا ومكانا سياحيا للسكان ما يتطلب تكثيف الرقابة عليها طيلة اليوم، خصوصا وأنها قريبة من الطريق الرئيس الواصل ما بين محافظتي عجلون وإربد، وتصل إليها طريق زراعية معبدة بشكل جيد، ما يجعلها مطمعا ولقمة سائغة للمتاجرين بالحطب.

من جهته أكد رئيس قسم الحراج في مديرية زراعة عجلون سامي فريحات أنه تم إرسال لجنة لحصر الأضرار التي لحقت بالأشجار الحرجية في المنطقة المذكورة، لافتا في الوقت نفسه إلى أن وجود 30 طوافا لحماية غابات عجلون يعتبر رقما متواضعا.

وأشار إلى أن عدد الضبوطات التي تم رصدها العام الماضي 2009 بلغت 194 قضية اعتداء، فيما بلغت خلال الفترة الماضية من العام الحالي 2010م 25 قضية، موضحا أن تلك القضايا تنوعت بين قطع الأشجار والاحتراق والتهريب والتعدي على أملاك الدولة بزراعتها بالأشجار المثمرة من قبل بعض المزارعين المجاورين للأحراش.

وأكد أن الاعتداءات العام الماضي والعام الحالي انخفضت كثيرا مقارنة بالأعوام الماضية؛ إذ كانت تسجل زهاء 80 قضية اعتداء خلال أول شهرين في مطلع كل عام.

وأرجع انخفاض الاعتداءات إلى اتخاذ حزمة إجراءات تمثلت بإغلاق الطرق الزراعية المؤدية للغابات الكثيفة، والتنسيق المشترك مع الشرطة البيئية، وتعاون السكان المجاورين للغابات ووعيهم بأهميتها، واتخاذ عقوبات رادعة بحق الأشخاص والسيارات المخالفة تصل إلى الحبس وحجز المركبة لمدة شهر.


عامر خطاطبة / الغد