هز مشهد صادم وغير مسبوق العالم بأسره، وأشعل منصات الأخبار، حيث ظهر الجندي الإسرائيلي المُفرج عنه عومر شيم توف وهو يُقبل رأس مقاتلي كتائب القسام خلال مراسم تسليمه في إطار الدفعة السابعة من صفقة التبادل.
اللقطة، التي وثّقت لحظة مفعمة بالرمزية والدلالات، أثبتت حسن معاملة الأسرى الإسرائيليين خلال إحتجازهم في غزة.
وأثار مشهد تقبيل الأسير الإسرائيلي لدى كتائب القسام، "عومر شيم توف"، لرأس أحد نشطاء "كتائب القسام" دهشة وإستغراب كل من تابع مراسم التسليم، وأطلق زوبعة من الآراء التي إعتبرتها دليلاً على أخلاق مقاتلي المقاومة الإسلامية، خاصةً في ظل حملة التشويه المتواصلة من قبل الإحتلال الصهيوني رغم إجرامه.
إن "عفوية المشهد أضفت عليه قوة ومعنى أعمق". إن" هذا السلوك "أكبر دليل على حرص المقاومة على حياة الأسرى وتقديرهم لهذا الحرص، مما يعكس حسن تعامل المقاومة معهم".
إن "حرص الأسرى على رعاية زملائهم ينبع من إنتمائهم الحقيقي للإسلام وتعاليمه، في مقابل تقديمهم الشكر والإمتنان للمقاومة على رعايتها المخلصة".
هذه "الصورة جاءت بمثابة صاعقة لنتنياهو وحلفائه، وضربت الأكاذيب كلها التي تُشاع حول تعامل المقاومة مع الأسرى".
إن تقبيل الأسير لمقاتلي القسام "يحمل دلالات متعددة؛ إذ يظهر أن رجال المقاومة المتمسكون بالمنهج القرآني يتمتعون بأخلاق تأسر القلوب، حتى أسرت قلوب أسرى العدو، متماشيةً مع أخلاق الرسول الله التي مدحها رب العالمين في القرآن الكريم" إنك على خلق عظيم.
إن"أولئك القادة الذين أحسنوا القتال في الميدان، وأتقنوا السياسة والإنسانية في تعاملهم مع الأسرى يستحقون أن يقودوا الشعب الفلسطيني. وبوجود مثل هذه النماذج على أرض غزة، يطمئن القريب والبعيد على مستقبل القضية الفلسطينية، ويشعرون بالفخر تجاه أفعالهم".
في ذلك أشارة إلى أن "تلك القبلات تُغيظ العدو الصهيوني وداعيميه والمتآمرين على القضية الفلسطينية والقدس الشريف، إذ أسقطت السردية التي تُتهم المقاومين بأنهم وحوش. كما أكدت أن هذه القبلات تبعث رسالة مشرقة عن الإسلام والمسلمين للعالم، مدعومة بصورة الأسرى الفلسطينيين المعذبين الذين يخرجون من السجون الصهيونية".
وظهر الأسرى الإسرائيليون الثلاثة بحالة جسدية ممتازة، وقد حيوا الحاضرين بحرارة، وأقدم أحدهم على تقبيل رأس أحد جنود كتائب القسام.
يمكن أن يحمل دلالات متعددة، حسب السياق والنية وراء الفعل، مشيرا إلى أنه قد يدل على التقدير والإحترام و تعبيرا عن الإمتنان والاحترام لدور كتائب القسام في تحريره والدفاع عنه من محاولات القتل، وقد يكون أيضا تعبيرا عن التأثر والفرح.
فيما أثارت اللقطة غضب الإعلام العبري، وكتب الصحفي الإسرائيلي "أور هيلر" على موقعه "X" معلقا على مشهد القبلة قائلا :" قبلة لحماس- هل حماس لا تملك ما يكفي من الدعاية الخاصة بها، أليس كذلك؟ ليضاف لها قبلة.
بينما برر الاعلام العبري تقبيل الاسير المحرر لرأس عنصر من وحده الظل بان الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم يخضعون لتاثير المخدرات في هذه اللحظات.
"كل هذه الصور تُظهر أن الإنسانية وحقوق الإنسان ليست من سمات مقاتلي المقاومة فحسب، بل هي قيم أصيلة لا يمكن لمجتمع دولي أعور أن يقرّها".
وفي هذا السياق، أقول "لا يمكن أن تمنح سجانك قبلة على رأسه، مهما كانت الظروف، إلا إذا إقتنعت بأنه تفوق عليك بأخلاقه وقيمه الإنسانية ومبررات وجوده على هذه الأرض".
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي