الأردن المحطة الثالثة للرئيس السوري أحمد الشرع بعد زيارته للسعودية وتركيا، حيث وصل عمّان أمس، لتحمل هذه الزيارة دلالات هامة، وبُعدا جديدا في العلاقات الأردنية السورية لجهة المزيد من التعاون، وتعزيز أوجه التنسيق بين البلدين، الجارين والشقيقين، فعمّان معنية باستقرار دمشق وأمنها لما لذلك من أبعاد إيجابية على الأردن في الشأن الاقتصادي والأمني تحديدا على الحدود.
بالأمس، التقى جلالة الملك عبدالله الثاني بالرئيس السوري، بتأكيدات أردنية على وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء السوريين في إعادة بناء بلدهم عبر عملية يشارك فيها مختلف مكونات الشعب، بما يضمن وحدة سوريا وأمنها واستقرارها. ويعد هذا الموقف الذي أكده جلالة الملك من الثوابت الأردنية التي طالما نادى بها بالتشديد على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار سوريا، وربما في ذلك حاجة سورية لأن تصلها هذه الرسالة الهامة والتي من شأنها أن تجعل من بوصلتها تتجه نحو ما تريد ونحو ما يؤكد تقدمها في مرحلتها الجديدة التي بدأتها باختيار شعبي.
الأردن الذي يعدّ لسوريا أكثر من جار، وأعمق من شريك بالحدود، كان المحطة الثالثة للرئيس السوري لما له من أهمية كبرى على نواح متعددة، سياسية وأمنية واقتصادية، والأهم عودة حضورها على المستوى الدولي حيث يتمتع الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بحضور دولي قوي وصوت يحظى بثقة بل بيقين الثقة على مستوى دولي، ما سيجعل من عودة سوريا للحاضنة الدولية ممكنا من خلال الأردن، علاوة بطبيعة الحال على المساهمة الأردنية برفع العقوبات عن سوريا، وهو أمر سعى ويسعى له الأردن وحتما حقق وسيحقق نجاحات على أرض الواقع ملموسة النتائج.
سوريا اليوم تقف على حافة كافة الجوانب السياسية والاقتصادية وحتى في الحضور العربي والدولي، وحتما من خلال الأردن ستتمكن من تحقيق خطوات ناجحة باتجاه كل قضاياها العالقة، فالأردن مهم لسوريا، كما أن سوريا المستقرة مهمة للأردن الذي عانى من مشاكل أمنية على حدوده معها، وحتما في أمنها واستقرارها أهمية للأردن وفائدة تنعكس عليه، فيما لن يقف موقف الأردن في دعم سوريا عند هذا الحد إنما هو ماض بقيادة جلالة الملك في جهود ضخمة لبناء سوريا والحفاظ على أمنها واستقرارها، وكما أسلفت في ذلك أهمية للأردن كما لسوريا.
الرئيس السوري أعرب أمس عن تقديره لموقف الأردن، بقيادة جلالة الملك، الداعم لجهود إعادة بناء سوريا والحفاظ على وحدتها وأمنها واستقرارها، وهي رسالة سورية واضحة أن الأردن لم ولن يترك سوريا وحدها، بل هو دعمها وسيدعمها، علاوة على الدور المنتظر لعودة سوريا للحضور الدولي، وفي حديث الرئيس السوري تأكيد على أن الأردن أكثر من جار وأقرب من أي أبعاد جغرافية، والمنتظر من الأردن عميق واستراتيجي ومن شأنه تقديم الكثير لسوريا على مستوى إقليمي ودولي.
لقاء جلالة الملك أمس بالرئيس السوري، تناول مواضيع غاية في الأهمية حيث تم بحث فرص توسيع التعاون في مجالات التجارة والطاقة والمياه، وأدان جلالة الملك الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية بتأكيدات على دعم المملكة لسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، كما أكد جلالة الملك ضرورة التنسيق الوثيق في مواجهة التحديات المتعلقة بأمن الحدود والحد من تهريب الأسلحة والمخدرات، وضرورة تهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين، وفي كل هذه الملفات وغيرها وضعت على الطاولة الأردنية السورية أمس أهمية كبيرة تحسم قضايا عالقة منذ سنين، وتؤكد أن الأردن يقف مع سوريا، ويحسم موضوع الحدود وتهريب الأسلحة والمخدرات وعودة اللاجئين، وكلها قضايا هامة وتحتاج بحثا ثنائيا سيجعل من القادم إيجابيا على المستوى الثنائي الأردني السوري وعلى واقع البلدين وكذلك على الإقليم وعلى الواقع الاقتصادي.